هذه الرائعة الأدبية العظيمة التي كتبها المرحوم " توفيق الحكيم " عام (1932) وكانت نواة الرواية المصرية المعاصرة التي تتحدث عن الوطنية المصرية لدي شباب مصر القادمين من ريفها والمقيمين في عاصمة المحروسة يرتادون (جامعة القاهرة) و(الأزهر الشريف) و المدارس العليا في القاهرة، كم أتمني اليوم أن تعود (الروح) لشعب مصر والتي تكرر في العصر الحديث حلولها علي شعب مصر حيث حلت تلك الروح يوم (6أكتوبر 1973) يوم شهدنا فيه كمصريين نجوماً لمعت في سماء الوطن "محمد أنور السادات" صاحب قرار العبور والأبطال " أحمد إسماعيل"، "عبد الغني الجمسي"، "سعد الشاذلي"، "والماحي"، و"مبارك" وعشرات من الأسماء نجوم لمعت من قواتنا المسلحة وأمامهم مئات الألوف من جنود وضباط صف من أبناء المصريين وشعب بكامل قوته وكامل هيئته وتعدد مشاربهم واتجاهاتهم.. شعب مصر كله عادت إليه الروح، عادت إليه الروح التي غابت عن الوطن منذ صباح (5 يونيو 1967) حينما فوجئ المصريون خاصة هذا الجيل من شعب مصر في تلك الحقبة الزمنية (جيل ثورة يوليو) بأنهم عاشوا (كذبة كبيرة) ملخصها أن مصر أقوي من كل إدعاءات الأعداء وأن، مصر (أم الدنيا) (وهي كذلك بالتاريخ والجغرافيا) وكل شيء تمام يا أفندم (برقبتي يا ريس)!! هذه الجُمَلْ التعبيرية التاريخية التي استخدمها المصريون في نكاتهم بعد ضربة (يونيو 1967) انكسر هذا الجيل من شعب مصر (أنا منهم !!) وإنحسرت الفرحة وأصبح هذا التاريخ (5 يونيو) تاريخاً فارقاً في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في مصر واندفع شباب الجامعات إلي مراكز التجنيد بعد أن كان الهروب من التجنيد أمر مسلم به !! قبل هذا التاريخ اندفع المصريون بكل فئاتهم حتي الفنانون منهم في حملة سُميت (من أجل المجهود الحربي) وعلي رأس هؤلاء المرحومة "أم كلثوم " والمرحوم "عبد الحليم حافظ" وغيرهم وسمعنا شعار (يد تبني ويد تحمل السلاح) (وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة) تلك الجمل المأثورة أطلقها "جمال عبد الناصر" وتغير وجه مصر تدريجياً من مستمعين لخطب الزعيم ومسئولي الاتحاد الإشتراكي ومنظمات الشباب والطلائع إلي شباب وقف يحلل ما حدث وخرجت مظاهرات (28 فبراير1968) رافضة الأحكام الصادرة علي قادة الجيش إبان العدوان علي مصر صباح (5 يونيو 1967) وصدور ورقة (مارس 1968) وميلاد منهج لمستقبل الوطن بعد أن كفر هذا الجيل من شعب مصر بالميثاق وغيره من أوراق تعري عنها الصدق والشفافية صباح يوم (5 يونيو 1967) وكانت حرب الاستنزاف وإعادة بناء الجيش المصري ولم شتاته بعد الهزيمة (غير المبررة) والتي دلعها الأستاذ "محمد حسنين هيكل" في مقاله الشهير (بصراحة) في (الأهرام) ب(النكسة) وضحك المصريون وعدلوا الوصف إلي (الوكسة)! وعاش المصريون ست سنوات وفي منتصفها وبالتحديد يوم (28 سبتمبر 1970) فقدنا رمز الصمود والتحدي والنضال "جمال عبد الناصر" الذي أعلْن عن وفاته مساء هذا اليوم الحزين رغم أن تاريخ وفاته الحقيقي المؤجل الإعلان عنه كان يوم ( 5 يونيو1967) (رحمه الله رحمة واسعة). وكانت (عودة الروح) ظهر يوم (6 أكتوبر 1973) وعودة الكرامة للمصريين وللأمة العربية كلها بفكر وعمل ودأب من قادة قواتنا المسلحة وصاحب قرار العبور المرحوم "محمد أنور السادات" (رحمه الله رحمة واسعة) والمخطط العسكري القائد المرحوم المشير "أحمد إسماعيل" وزملائهما الأبطال هؤلاء العباقرة قادة القوات المسلحة وكذلك الشهداء الأبرار والجيوش وأفرادها والعنصر الجديد في الخدمة بعد نكسة (1967) هم المؤهلات العليا - (جنود وصف وضباط احتياط) وشعب مصر كما جاء في تحقيقات كثيرة حيث لم تسجل حادثة سرقة أو اعتداء أو شجار أو حتي اختلاف بين مصري وآخر خلال (حرب أكتوبر) مثلما بالضبط حدث خلال ثمانية عشر يوماً منذ يوم (25يناير) حتي يوم (11 فبراير 2011) حيث عادت الروح لشعب مصر في هذه التواريخ المجيدة من حياة المصريين. المهم أن نقرأ الفاتحة للشهداء الأبطال الذين استشهدوا لصالح الوطن في (6أكتوبر) وفي (25 يناير) وما تلاهما من أحداث!!