تواصل الدبلوماسية المصرية خلال العام الجديد، جهودها لحماية المصالح المصرية فى كل دوائر وملفات السياسة الخارجية وفقاً لتكليفات القيادة السياسية، لا سيما من خلال الاستمرار فى التعاون مع جميع الأطراف المعنية لإيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، فضلاً عن حل الأزمات فى كل من سوريا وليبيا واليمن، وتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، علاوة على تكثيف تحركاتها على مستوى القارة الإفريقية عبر العمل على دعم مسار التعاون الثنائى مع دول القارة، وتعظيم استفادة دول القارة السمراء من إنجازات الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى، وعلى رأسها منطقة التجارة الحرة القارية فى إفريقيا، ودفع جهود تسوية النزاعات وإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات فى إفريقيا، ومتابعة تنفيذ أهداف أجندة التنمية الإفريقية 2063، بالإضافة لسعيها لتطوير العلاقات المصرية مع الدول الأوروبية والآسيوية والأمريكية، وتعميق التعاون الثنائى مع الاقتصاديات البازغة والدول الكبرى ذات العلاقة الإستراتيجية مع مصر، بجانب تأمين المصالح المصرية فى المحافل الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة، بما يخدم أهداف أجندة التنمية الوطنية فى مصر 2030، وبما يُلبى تطلعات الشعب المصرى نحو التنمية والأمن والاستقرار والسلام. ويأتى تحرك الدبلوماسية المصرية فى الخارج انطلاقاً من التطورات الإيجابية التى تشهدها الساحة الداخلية فى البلاد وأولويات برنامج عمل الحكومة خلال الفترة من 2018 - 2022، حيث شهد عام 2019 تكثيفاً لجهود وزارة الخارجية فى تأمين المصالح والأهداف الوطنية فى الدوائر العربية والإفريقية والدولية.
العمل على الصعيد العربى
على صعيد العلاقات المصرية مع الدول العربية ودول الجوار تسعى الخارجية لمواصلة إبراز الجهود المصرية المُستمرة من أجل الدفع قُدماً بتحقيق المُصالحة الوطنية وتوحيد الصف الفلسطيني، وكذا الحفاظ على الهدوء فى الأراضى الفلسطينية وتفادى التصعيد العسكرى، علاوة على حرص الخارجية المصرية على دعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية إزاء الأزمة السورية، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة واستقلال وسيادة الأراضى السورية وضمان أمن وسلامة الشعب السورى واستقرار وتماسك الدولة السورية بمؤسساتها الوطنية، فضلاً عن رفض العدوان التركى الأخير على الأراضى السورية، وهو الموقف الذى يتسق مع المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية المصرية ويحظى بتقدير المجتمع الدولى. وعلى مستوى القضية الليبية تم عقد العديد من الاجتماعات مع مختلف الأطراف الليبية، وخاصةً البرلمانيين الليبيين، وكذا القوى الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة فى ليبيا، فضلاً عن المشاركة بالمؤتمرات الإقليمية والدولية حول ليبيا، بهدف تناول الجهود المصرية الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار هناك، والانخراط فى عملية برلين فى إطار السعى نحو إيجاد حل شامل يتضمن التعامل مع كل عناصر الأزمة الليبية من النواحى السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها، وبما يسمح بالتوصل إلى تسوية مُستدامة للأزمة، ويُحافظ على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها. هذا، مع رفض مصر قيام «فايز السراج» بتوقيع مُذكرتيّ تفاهم مع تركيا.
الجهود فى القارة السمراء
حرصت وزارة الخارجية على استكمال جهودها لتعزيز التعاون مع الأشقاء الأفارقة، والتأكيد على دور مصر الريادى فى القارة، والذى تزامن مع عام الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى، حيث واصلت مصر التعاون على المستوى الثنائى مع كل دول القارة، وتابعت وتفاعلت بإيجابية مع التطورات فى القارة، الأمر الذى انعكس على حجم الزيارات المتبادلة واللقاءات رفيعة المستوى بين مصر والدول الإفريقية.
العلاقات المصرية الأوروبية
استمراراً لجهود الوزارة فى تعزيز علاقات التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبى ومؤسساته، إلى جانب العلاقات الثنائية بين مصر والدول الأوروبية، تم خلال عام 2019 تنظيم عدد من الزيارات والمقابلات الرئاسية والوزارية، فضلاً عن انعقاد عدد من اللجان المشتركة وجولات المشاورات والمباحثات السياسية بين مصر والدول والمؤسسات الأوروبية المختلفة. وكان على رأس تلك الفعاليات استضافة مصر لأول قمة بين الدول الأعضاء فى جامعة الدول العربية وتلك الأعضاء بالاتحاد الأوروبى يوميّ، بحضور رؤساء دول وحكومات نحو 50 دولة من الجانبين.
وشهد العام الماضى نشاطاً ملحوظاً على صعيد العلاقات الثنائية بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية فى مختلف المجالات، حيث نشطت حركة الزيارات الثنائية بين الجانبين، وكان أبرزها الزيارة التى قام بها رئيس الجمهورية إلى واشنطن فى أبريل 2019، والتى عقد سيادته خلالها مباحثات مع نظيره الأمريكى «دونالد ترامب»، وتم الاتفاق على تعزيز آليات التعاون بين مصر والولاياتالمتحدة فى مختلف القضايا الإقليمية والدولية، فضلاً عن اللقاء الثانى الذى جمع الرئيسين على هامش مشاركتهما فى أعمال الشق رفيع المستوى للدورة ال74 للجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر 2019. وكثفت وزارة الخارجية من جهودها سواء من خلال مُشاركتها النشطة فى مُختلف المحافل الإقليمية والدولية أو فى إطار المُشاورات الثنائية للترويج لرؤية مصر ومُقاربتها الشاملة وأدواتها المُتنوعة فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، مع التأكيد على ضرورة المُواجهة الشاملة لكل التنظيمات الإرهابية دون استثناء، نظراً لانتمائها لمصدر أيديولوجى تكفيرى واحد هو جماعة الإخوان الإرهابية.
القوة الناعمة
تعد قوة مصر الناعمة أداة مهمة من أدوات السياسة الخارجية المصرية، حيث تحرص وزارة الخارجية على استثمارها بالتعاون مع الجهات المعنية بالدولة، بما يخدم مصالح مصر ويحفظ دورها الريادى، ومن هنا تتنوع جهود وزارة الخارجية فى المجال الثقافى، إذ تم التنسيق والتعاون مع الجهات الوطنية التى تسهم فى توظيف قوة مصر الناعمة من خلال أنشطة متنوعة، تتضمن مؤتمرات ومهرجانات ومنتديات، فضلاً عن تقديم مبادرة مصرية فى إطار الدبلوماسية الثقافية لتعزيز ثقافة السلام والتعايش بين الشعوب تحت مُسمى «دعما للتفاهم»،