«كان التاريخ منظورا إليه من هذه الزاوية يبدو كمقبرة من أفكار زائفة يتبناها البشر تارة ويهجرونها تارة أخرى كمخزن للملابس التنكرية لم يظهر فيه وجه الواقع بعريه الحقيقى ولا مرة واحدة» آراءه جسدت جزءا من حياته ورواياته وضعت الرتوش الباقية لحياة ألبرتو مورافيا الذى يوافق 28 نوفمبر ذكرى ميلاده ال 112 ولد مورافيا عام 1907 لأسرة من الطبقة المتوسطة الأب هو المهندس المعمارى والرسام اليهودى كارلو والأم مسيحية كاثوليكية تدعى تيريزا إغينيا دى مارسانش بسبب معاناته من مرض السل فى العظم، بقى طريحَ الفراش لمدة خمس سنوات. لذلك، لم يتمكن من إنهاء التعليم التقليدى. بدلًا من ذلك، أمضى ثلاث سنوات فى المنزل والعامان المتبقيان فى مصحة. كان قارئًا شرهًا، ومن بعض مؤلفيه المفضلين: جيوشو كاردوتشى ودوستويفسكى وبوكاتشيو وجويس وغولدونى وشكسبير وأريوستو وموليير وغوغول ومالارمو، كان أيضًا على درايةٍ باللغة الفرنسية ودرس اللغتين الإنجليزية والألمانية، ويمكنه كتابة قصائد بثلاث لغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية. الكتاب الأول البداية الفعلية لألبرتو مورافيا فى عالم الأدب كانت روايته الأولى «زمن اللامبالاة» التى نشرت عام 1929وهو فى الثانية والعشرين من عمره وضمنت له الشهرة الفورية وتناول فيها الفلسفة الوجودية حيث تحدث فيها عن أسرة من الطبقة المتوسطة دب فيها الفساد الأخلاقى وصورها وهى تمد يد المساعدة إلى الفاشية فى صورة الانحطاط الأخلاقى لأم من الطبقة المتوسطة واثنين من أطفالها. وقد أشاد النقاد الأدبيون بهذه الرواية واعتبروها مثالًا رائعًا عن الرواية الرومانسية الإيطالية المعاصرة. تميزت أعمال مورافيا الأدبية بالبراعة والواقعية لنفاذه إلى أعماق النفس البشرية, فقد هاجم مورافيا الفساد الأخلاقى فى إيطاليا. ترجمت معظم أعماله إلى عدة لغات عالمية, كما تم تحويل العديد من رواياته إلى أفلام سينمائية. يتسم أدب مورافيا بتبسطه فى سرد مشاعر الجنس لدى أبطال رواياته والتداخلات فى الأحداث التى تنشأ عبر تلبية تلك المشاعر والرغبات، حيث إنه يتسم بالتركيز على التحليل النفسى لنوع العلاقة بين الجنسين أو الزوجين وهذا واضح فى روايته (الاحتقار). وظهر كتابه «المرأة الفهد» وهى رواية طبعت بعد وفاته عام 1991. ومن أعماله: «الاحتقار»، «السأم»، «رحلة إلى روما»، وأخيراً: «نزهات إفريقية». وظهر كتابه «جدل الأخابيط» فى إيطاليا عام 1956، وهو مجموعة نصوصٍ متهوِّرة، يبدو فيها مورافيا غير متوقَّع، ينهل من الميثولوجيا والأساطير الوثنية. مورافيا والفاشية نشرت رواياته على شكل حلقات مسلسلة فى الصحافة، وكتبه السياسية، وكتاباته حول رحلاته، ورسائله، ومقالاته النقدية، ومواقفه العلنية المناهضة للحرب والرأسمالية والاستغلال والقمع والتهميش والعنصرية. كان من اشد المعارضين للفاشية فى اعماله القصصية والروائية التى نقض فيها المجتمع البرجوازى فى عصره على الرغم من انتمائه لهذا المجتمع تعاون مورافيا مع صحيفة «لا ستامبا»فى عام 1930، ، بدأ النشر فى مجلة «"Characters" and "Today» فى عام 1933. وذهب إلى الولاياتالمتحدة لتقديم محاضراتٍ عن الأدب الإيطالى فى عام 1935وفى نفس العام، واجهت مقالاته حظرًا من جانب النظام الفاشى. أصدر عمله «The Cheat» فى عام 1937، ولتجنب الرقابة الفاشية، ناقش فى كتابه الأنواع السريالية وجادل فى ذلك واستخدم أسلوبا ساخرا لكن الرسالة وصلت إلى أقطاب الفاشية . وصادروا الطبعة الثانية من «La Mascherata»، مما اضطره فى عام 1941 للكتابة تحت اسم مستعار. فى عام 1941، منع النظام الفاشى كتاباته التى تحمل عنوان «Two Adolescents» من النشر. التجأ إلى مدينة فوندى، التى تقع على حدود كيوكياريا بعد الهدنة فى عام 1943. وعاد إلى روما فى شهر أيار/مايو عام 1944. بعد عودته، تعاون مع كورادو ألفارو وكتب لصحفٍ مثل «II موندو» و «II كوريير ديلا سيرا»، وفى العام 1986 اختير ألبرتو مورافيا نائباً فى البرلمان الأوروبى عن الحزب الشيوعى الإيطالى. كما اشترك فى تحرير صحيفة - شعب روما اليومية -الا انه واجه صعوبات بالغة وحصارا خانقا من السلطات الفاشية ، فاضطر سنة 1943 للهرب الى جبال تشيوتشيا رو التى استلهم منها - فيما بعد - روايته -الفلاح - الأديب المطارد مورافيا كان حذر من ان الجستابو كان يخطط لاعتقاله بسبب مقالاته ضد الفاشية حتى انه حزم وزوجته أمتعتهما واتجهتا جنوبا. أمضى تسعة أشهر مع الفلاحين والرعاة وأدى ذلك إلى نظرة جديدة موجهة نحو الماركسية ،فى كتاباته على شخص من الطبقة الفقيرة. بعد الحرب العالمية الثانية اتسعت شهرة مورافيا الأدبية على مستوى العالم ، وترجمت رواياته الى العديد من اللغات الحية ، وربما كان تمرده على مجتمعه الذى ينتمى اليه من اهم العوامل التى ساعدت على شهرته وذيوع صيته. واقعية مورافيا ونهايته يصنف النقاد أعماله الروائية فيعيدون روايتيه « الرومانية الجميلة «، و»الفلاح» تحليلا لعالم مادون البروليتاريا .فى حين تعد رواياته «العصيان» ،»المهندس»، «الازدراء»،»الضجر» تصويرا حقيقيا للبرجوازية العقلية والمجتمع الايطالى بعالميه الروحى والاخلاقى . ونذكر من أعماله الأخرى رواية « هو وأنا» التى نشرها عام 1971 ، ثم فى عام 1972 نشر مجموعة من القصص القصيرة التى استوحى أحداثها من خلال رحلاته إلى أفريقيا . وُجد مورافى ميتاً فى حمّام شقّته فى 26 سبتمبر 1990. وفى العام نفسه كتب الكاتب الإيطالى الشهير لويجيو بومبانى سيرة ألبرتو مورافيا الذاتية. كما تم فى العام 2007 الإعلان عن اكتشاف رواية جديدة للروائى الايطالى ألبرتو مورافيا حيث تم العثور على مخطوط رواية قديمة غير منشورة للكاتب والروائى الإيطالى ألبرتو مورافيا وعنوانها: الصديقان، وقد عثر على مخطوط الرواية القديمة غير المنشورة فى قبو منزل الكاتب.. وتتضمن اعترافات وحقائق حول حياة مورافيا وقد كتبها عام 1950.