تعلّقت بأصواتهم الأفئدة، وتمايلت الأجساد طربًا لمديحهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصدحت مقاماتهم الموسيقية لتشدو كالكروان يجوب مصر من صعيدها لشمالها، فترتفع الأصوات تهليلا فى ليالى المديح بساحات مساجد آل البيت، وترفرف الأرواح المتعلقة بحب الرسول وآل البيت، فى حالة صوفية بديعة، شكلتها حناجر شقّت الأسماع من قلب صعيد مصر، حيث خرج ألمع المنشدين والمبتهلين، وفيما يلى نرصد لكم أبرز 5 منشدين من أهل الصعيد ياسين التهامى هو منشد صوفى، ولد فى السادس من ديسمبر عام 1949م، بقرية الحواتكة التابعة لمركز منفلوط، بمحافظة أسيوط، لعائلة عريقة ينتسب أهلها إلى التدين، فقد كان والده من أولياء الله الصالحين ومن الزهّاد والعابدين بشهادة كل من رآه.. وكان لهذا الجو الدينى تأثير عميق فى نفس منشدنا، وذلك من خلال ليالى الذكر التى كان يقيمها والده فى المناسبات الإسلامية، ومن هنا دفع به والده لتلقى التعليم الأزهرى، وخلال هذه الفترة من عمره كان مولعًا بالشعر الصوفى، والذى تحول بعد ذلك لحب فى الإنشاد بعدما اكتشف موهبته. الشيخ ياسين التهامى يعد ظاهرة فريدة فى عالم الإنشاد الديني، حيث أطلقت عليه جريدة فرنسية «ياسين العظيم ظاهرة الشرق». أمين الدشناوى هو أمين تقى محمد أحمد، الشهير بأمين الدشناوي، من مواليد 1960، مركز دشنا بمحافظة قنا، لم يكمل دراسته، حيث حصل على شهادة الثانوية العامة وانشغل بالمديح. بدأ المدح والإنشاد فى التاسعة من عمره، وكانت تلازمه حالة المدح طيلة اليوم فى الصباح والمساء، ليبدأ الإنشاد رسميا فى عام1973، وكان عمره وقتها 13 عامًا. لقبه محبوه ب«ريحانة المداحين»، نظرًا لصوته العذب وقصائده الرصينة والممتعة والتى عشقها محبو آل بيت النبي، وتجلت موهبته على يد معلمه الشيخ أحمد أبوالحسن. ويعد الدشناوى ثانى عربى يعتلى خشبة مسرح شات ليه بباريس بعد كوكب الشرق أم كلثوم، وعُرضت صوره مؤخرًا على واجهة مبنى معهد العالم العربى فى بورتريه من الحجم الكبير كرمز للتصوف. زين محمود منشد دينى، وُلد فى قرية بنى مزار، محافظة المنيا، عام 1986، مداح على الطريقة الشاذلية، نشأ فى بيت صوفى وورث القرآن عن والده. بدأ حياته بتلاوة القرآن الكريم، ثم تغيرت حياته عام 1992، عندما استعانت به فرقة مسرحية كمنشد دينى.. كوّن فرقة وسافر إلى فرنسا، والتى قدمت نمطًا موسيقيًا مختلفًا، واستطاعت نشر المديح فى باريس. أحمد التونى هو ابن محافظة أسيوط، ويطلق عليه لقب «ساقى الأرواح» و«سلطان المنشدين». استطاع «التونى» بأدائه المتميز الخروج بالغناء الصوفى من المستوى المحلى إلى المستوى العالمى..وكان ينشد مرتجلاً دون مرافقة الألحان، إلى أن أدرك أهمية استخدام الموسيقى فى نشر التصوف. الشيخ عليوة ولد بقرية بنى مر، فى محافظة أسيوط، وبدأ مطربًا فى قصور الثقافة على مستوى أقاليم جنوب مصر، حيث لم يكمل دراسته الثانوية مثل الكثيرين فى قريته، ولكن بعدما أثنى الكثيرون على صوته قرر ترك الأغانى والاتجاه إلى الإنشاد الدينى فقط، ثم انطلق مع فرقته منذ عام 1979، فى سماء الإنشاد. لُقب الشيخ عليوة بمداح الرسول، ويعتمد فى إنشاده على النهج الروحي، فقد تأثر بقصائد الحلاج ومحيى الدين بن عربى.. وأحيى عليوة حفلات فى كل أرجاء مصر، جعلت صوته وكلماته قريبة من كل محبى الإنشاد الديني، كما سافر إلى فرنسا ليحيى 6 حفلات على مسرح «العالم العربى» فى باريس.