استطاع أن يطور أكلة المصريين الشعبية «الكشرى» وأن يصل بها للعالمية ويسجلها فى موسوعة «جينيس»، لتصبح حديث العالم كله. يقف خلف هذا التطوير طارق يوسف زكى الشهير بابن «أبوطارق» صاحب أشهر مول ل«الكشرى» بمنطقة وسط البلد فى القاهرة، بعد أن نجح والده فى أن تصبح محلاته رقم 1 فى صناعة هذه الوجبة الشعبية فى مصر. «روزاليوسف» حاورت «طارق» الذى سجل ورفاقه مؤخرًا أكبر طبق كشرى وصل وزنه 8 آلاف كيلو، وحجمه 10 مترات فى 10مترات، وارتفاعه 120سم، فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية. ■ حدثنا عن بداية قصة الصعود؟ المهنة متوارثة من الجد للأب ثم للأبناء، وهى منذ أكثر من 80 سنة، فكان جدى يتجول فى شوارع القاهرة سنة 1935 تقريبًا بعربة كشرى، وفى الأعياد والمناسبات كان يقف على كورنيش النيل، لم يستقر فى مكان بعينه، وقتها كان والدى يلازم أباه، فتعلق بالمهنة وعشقها، وعند إتمامه ال13 سنة توفى جدى، فورث عربة الكشرى وحمل هموم أسرته على عاتقيه، وتولى رعايتهم الكاملة، ومن هنا كانت رحلة المعاناة، وتحمل صعوبات ومعوقات الحياة، فكان يتجول هو الآخر فى بعض الشوارع، إلى أن استقر به الأمر فى شارع شامبليون. كانت عربة الكشرى تقف فى مكانها المحدد أمام مقهى، واقترح أصدقاء أبى عليه أن يدخل معهم شريك فى شراء المقهى، وقد كان، وبين فترة وأخرى كان يشترى حقوق شركائه إلى أن أصبحت كاملة ملكة، ولأنها كانت متهالكة، جدرانها متصدعة فكر فى هدمها وبناء مطعم يعد فيه الأكلة الشعبية المصرية «الكشرى» وخلال السنوات الماضية استطاع الأبناء والأحفاد التوسع فيه لتتحول عربة الكشرى إلى أكبر مول خاص ببيع الأكلة الشعبية الأولى فى مصر. ■ هل كنت تتوقع أن يدخل كشرى أبوطارق موسوعة جينيس؟ لكوننا نعشق المغامرات وإثبات للنفس، قمنا بإعداد أكبر طبق كشرى وصل وزنة 8 آلاف كيلو، وحجمه 10مترات فى 10مترات، وارتفاعه 120سم، فبرغم المخاوف التى كانت تراودنا خاصة مع قلة الإمكانيات وأن لدينا مطبخ واحد فقط. الموضوع كان مجرد دراسة ومخاطرة تم إعدادها فى 6 ساعات، تحدينا قدراتنا واتفقنا مع بنك الطعام وجهزنا الطبق وذهبنا به فى حديقة الحرية بالزمالك، وأكل منه آلاف المصريين، ونجحنا فى أن نسجل الأمر فى موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية فى عام 2015 . ■ ما هى الدول التى افتتحتم فروعا بها؟ العروض كانت تنهال علينا من جميع أنحاء دول العالم لفتح أفرع مختلفة فى دول عربية وأوربية، كان أبى يرفض بشدة فى بداية الأمر، ولكن مؤخرا وصلنا عرض من إحدى الشركات بالمملكة العربية السعودية، وبالفعل تم التوصل للاتفاق وافتتاح أفرع فى السعودية والإمارات، فانطلقنا بأول فرع فى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وأعقبه افتتاح فرع آخر بمنطقة مكةالمكرمة، ثم فرع على هيئة فندق ضخم مبنى على طراز خاص، مخصص للعائلات فى جدة أيضا، بالإضافة لأفرع فى دول الإمارات العربية المتحدة. ■ كيف كان رد الفعل على افتتاح الفروع فى هذه الدول؟ فوجئنا بإقبال ضخم للغاية، فعند افتتاح فرع جدة سافر والدى للمملكة العربية السعودية، واستقبله المصريون والسعوديون بحفاوة وترحاب شديدين، وتسارع الحضور لالتقاط الصور التذكارية معه، وأذكر أنه عند افتتاح فرع دبى طالبت الجالية المصرية بالإمارات إقامة فروع فى مناطقهم، وتسبب تكدسهم أثناء الافتتاح بوقوع أزمة مرورية. ■ هل هناك خطة للتوسع فى دول أخرى؟ خطتنا لا تقتصر على افتتاح أفرع فى الدولة العربية ولكننا نسعى حاليا لافتتاح فرع فى العاصمة البريطانية لندن، وتعتمد خطتنا التوسعية على إنشاء أفرع فى 15 دولة عربية وأوروبية. ■ وما سبب رفض والدك للعروض فى السابق؟ والدى عشق المهنة منذ نعومة أظافره وأثناء عمله على عربته الخاصة للكشرى التى كانت أساس تلك السلسلة، لذا فهو يسعى للحفاظ على علامته التجارية، وأن يكون رقم واحد فى العالم بالكشري، بعيدا عن المكاسب المادية، فكان يرفض افتتاح أفرع أخرى فى مصر لإصراره على متابعة عملية التجهيز وطهى «الكشرى» بنفسه. ■ كيف تضمن سلامة الطعام المقدم للزبائن؟ لدينا أخصائيين ومشرفين على سلامة الغذاء، ويتم الكشف عن المأكولات والتأكد من صحتها وسلامتها، إضافة إلى أن المطبخ يخضع لأفضل المعايير العالمية. ■ ما هو الجديد الذى يستطيع أبوطارق أن يقدمه خلال المرحلة المقبلة؟ سيتم افتتاح أول مدرسة عالمية لتعليم أصول مهنة الكشرى الشهر المقبل، تقبل المدرسة أصحاب المؤهلات العليا الذين يبغون تعليم أصول المهنة بحب، مدة الدراسة 6 أشهر، 3 شهور تدريب، و3 شهور امتياز، وعند اجتياز الاختبارات بنجاح يحصل الطالب على شهادة، وبعد ذلك له حرية الاختيار فى العمل فى أبو طارق أو السفر لأى دولة.