فيما يواصل نظام الرئيس السوري بشار الأسد قمع المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد، توجه أمس الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلي دمشق سعيا للتوصل إلي حل للأزمة المستمرة منذ ستة أشهر بين النظام السوري والمعارضة وهي الزيارة التي تأجلت عدة مرات من الجانب السوري. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الرئيس السوري بشار الاسد استقبل الأمين العام للجامعة العربية بدون إعطاء المزيد من التفاصيل. وتتضمن المبادرةالعربية التي عرضها العربي علي الرئيس السوري 13 بندا وتقترح إجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في العام 2014 موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس. وفي القاهرة بدأت اجتماعات الدورة 136 لمجلس الجامعة العربية علي مستوي المندوبين ويتم خلال هذا الاجتماع مناقشة عدد من البنود السياسية والاقتصادية والمالية والتي تعد خطة عمل مستقبلية للجامعة علي مدار عام كامل، وسوف تترأس فلسطين الدورة الحالية لمجلس الجامعة خلفا لسلطنة عمان. مصادر رفيعة المستوي كشفت ل«روزاليوسف» عن أن الأمين العام د.نبيل العربي أعد ورقة عمل لبحث كيفية تطوير منظومة العمل العربي المشترك،وذلك استناد لما أقرته القمم العربية السابقة وخاصة قمة تونس 2004 وما يشهده العالم العربي من مستجدات وثورات خاصة ما يحدث الآن في سوريا. كشفت المصادر أنه من المحتمل ادراج بند علي جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده يوم الثلاثاء القادم يتضمن تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية، كشفت المصادر أن مندوب سوريا بالجامعة يوسف أحمد يحاول قدر المستطاع الحيلولة دون ادراج هذا البند، ونوهت المصادر إلي أن كلا من الجزائر والسودان وموريتانيا تدعم الموقف السوري داخل الجامعة العربية. في ذات الوقت، أعلن قائد "الجيش السوري الحر" رياض الأسعد تشكيل كتيبة أبي عبيدة عامر بن الجراح في ريف دمشق وكتيبة معاوية بن أبي سفيان في دمشق في إطار جهود لمقاومة قوات الأمن السورية، لوقف قتل المتظاهرين. وتوعد الأسعد في بيان خاص لقناة العربية الاخبارية بثته أمس بشار الأسد بأن يلقي مصير القذافي، مؤكداً سقوط النظام بأسرع من المتوقع. وبشر الشعب السوري بأن قوات الجيش السوري الحر توجه الضربات ضد عصابات الأمن وما أسماهم بالشبيحة علي جميع الأراضي السورية. وكان العقيد رياض موسي الأسعد (50 عاما) من القوات الجوية قد أعلن انشقاقه عن الجيش في يوليو الماضي، بسبب الممارسات القمعية للجيش العربي السوري تجاه المدنيين من الشعب السوري. ميدانياً، أفادت تقارير إخبارية باقتحام الجيش السوري بلدة هيت بريف حمص قرب الحدود اللبنانية السورية، مما أدي لمصرع 5 مدنيين، فيما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية ارتفاع عدد قتلي احتجاجات الجمعة إلي ثلاثة عشر بينهم قاصر وطفل سقطوا بنيران قوات الأمن السورية، في وقت عمت فيه المظاهرات الحاشدة العديد من المدن السورية في إطار ما سماها ناشطون جمعة الحماية الدولية لمنع قتل المدنيين. وفي المقابل بث التلفزيون السوري الرسمي صوراً لبعض المدن السورية تشير إلي هدوئها وخلوها من أي احتجاجات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "أكثر من 20 ألف متظاهر في حمص هتفوا لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في حي دير بعلبة"، مشيرا إلي أن وصول التعزيزات الأمنية طوال الليل للمدينة لم يمنع المظاهرات من الخروج في عدة أحياء من المدينة.