الاسكندرية: إلهام رفعت والقاهرة: بشير عبد الرءوف وأسوان: محمد الشريف فيما فتح المعتصمون النوبيون أمام حديقة «درة النيل» المواجهة لديوان عام محافظة أسوان طريق الكورنيش أمام الحركة السياحية والمرورية استمر إغلاق المنطقة المؤدية إلي الديوان العام لليوم الثالث علي التوالي منذ انطلاق أحداث التصعيد الأخير، وتوجه بعض الشباب النوبي إلي محطة السكة الحديد والتي تبعد حوالي 300 متر وقاموا برشق النوافذ والبوابات الرئيسية بالأحجار مما أدي إلي حدوث العديد من التلفيات، كما قام بعض الشباب أيضًا برشق وحدة الديزل ومحولات الكهرباء الموجودة أسفل مبني ديوان عام المحافظة بزجاجات المولوتوف ولكن تم السيطرة عليها دون حدوث اي خسائر. وفي غضون ذلك فشلت الجهود الأمنية التي قادها اللواء احمد ضيف صقر مدير امن أسوان لإرجاء النوبيين اعتصامهم وفك الحصار عن مبني ديوان عام المحافظة إلا أنهم ارجأوا تصعيد الاعتصام بنقله إلي جسم السد العالي وخزان أسوان. وأعلن المعتصمون النوبيون بأسوان رفضهم لقاء الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء يوم الأحد المقبل بالقاهرة بعد أن وجه مكتبه أمس دعوة للقاء يجمعه مع النوبيين لمناقشة القضية النوبية، وتمسك المعتصمون باستقبال رئيس الوزراء في أسوان للتفاوض فيما بينهم بشأن قضية حق العودة مقابل تعليق اعتصامهم المفتوح. وأكد النوبيون أن هناك استخفافا من رئيس الوزراء بالقضية النوبية في ظل تجاهل مسئولي الحكومة الانتقالية للمطالب النوبية التي تم تسليمها منذ 7 أبريل الماضي والتي تتضمن حق العودة الكاملة لبحيرة ناصر دون شروط. وأبدوا استياءهم من استمرار سياسة التهميش من قبل الأحزاب السياسية ومرشحي الرئاسة للقضية النوبية التي استخدموها إعلامياً لكسب أصوات النوبيين في اي انتخابات قادمة والتي اعتبرها بمثابة السبب الرئيسي للتصعيد النوبي الأخير. إلي ذلك أبدي أهالي أسوان استياءهم الشديد مما يقوم به أهالي النوبة من الإضرار بالمنشآت والممتلكات العامة بالمحافظة مما يدل علي خروجهم عن نطاق الاعتصام السلمي، وطالبوا القوات المسلحة بضرورة التدخل الفوري للسيطرة علي الموقف قبل الدخول في نفق مظلم. وفي الاسكندرية استنكر النوبيون ماحدث من اعتداء بعض الشباب النوبي علي الممتكات العامة في محافظة أسوان. وأعربت سلوي جمال رئيس جمعية نوب للتراث النوبي والتنمية بالإسكندرية عن أسفها عما بدر من بعض أبناء النوبة من محاولات لتخريب مبني محافظة أسوان مؤكدة أن ما يحدث لا ينم علي الإطلاق عن الحضارة والرقي الذي يحمله الإنسان النوبي المسالم بطبعه، وأوضحت أن اللجوء للوسائل السلمية للتعبير عن الرأي هو حق طبيعي لكل أبناء مصر يكفله الدستور والقانون وأن المحتجين بسلوكهم هذا أعطوا انطباعا سلبيا عن النوبيين للرأي العام والإعلام في مصر والخارج وهو ليس من طباع أهل النوبة. يأتي ذلك فيما أكد النوبيون في اجتماع لرؤساء الجمعيات النوبية بالقاهرة والمحافظات وعمد ومشايخ بعض القري النوبية خلال اجتماع للمجلس الاستشاري الاعلي للنوبة، تم عقده بالنادي النوبي العام بالقاهرة علي اختلاق النظام السابق للمشاحنات والفتن بينهم بتسكينه لمواطنين من «الفاديكا» مع آخرين من «الكنوز» بما يتنافي مع عادات وتقاليد النوبيين ويسهل السيطرة عليهم وتسكينهم حسب ما يري ودون ضغط عليه. وبأقل التعويضات. وكشف مسعد هركي رئيس النادي عن توقيع أهالي النوبة تحت الضغط علي تنازلهم عن حقوقهم، بحصولهم علي مقابل نقدي لاحلال وتجديد منازلهم البديلة وبما يعني استلامها. وأشار إلي أن محافظ أسوان تقدم بنهاية 2010 باقتراح لوزير الاسكان يقضي بتوقيع النوبيين علي استلام جميع حقوقهم. واقترح المحافظ صرف البدل النقدي للمساكن المدرجة بكشوف الاحلالات والترميمات بقرار من وزير الاسكان الأسبق أحمد المغربي، بموافقة الرئيس السابق. وأضاف هركي أن العقد الذي أعدته المحافظة ينص علي ايداع المبالغ المخصصة للاحلال والتجديد في رقم حساب خاص ويعتبر التوقيع تعهدا بأنه ليس علي الدولة أي التزام آخر تجاه أصحاب المساكن التي يحق لها الاحلال والتجديد علي نفقة الدولة. من جانبه كشف المستشار حسن سيف الدين رئيس المجلس الاستشاري الأعلي للنوبة السابق عن أن النوبة كان لها تمثيل برلماني ثم ألغي، وفي التسعينيات عندما حاول أحد نواب الاسكندرية تقديم طلب للحكومة لبحث مطالب النوبيين سأله أحد الوزراء عما إذا كان نوبيا ليطالب لهم بشيء. وقال سيف الدين إن هناك وثيقة منذ عام 1936 لم ينظر فيها حتي الآن تقدم بها نائب النوبة بمجلس النواب المصري عبدالصادق عبدالحق يشرح فيها الوضع النوبي بأن الدولة عوضت المنزل الواحد ب4 جنيهات والنخلة الواحدة ب50 قرشا في حين تم تعويض نفس المساحات في شرق الدلتا ب10 أضعاف، وهو الوضع الذي لم يتغير حتي الآن رغم مرور 110 أعوام علي تهجيرهم لتعلية خزان أسوان منذ عام 1902 .