لا يتورع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم «العدالة والتنمية» فى استغلال أى وسيلة لتحقيق أغراضه حتى المساجد، فقد استغلها للدعاية الانتخابية لصالح حزبه، حيث قام فرع الحزب بإحدى مناطق ولاية أيدين «غرب»، برفع علم الحزب فوق مئذنة أحد المساجد؛ على الرغم من أن القوانين تمنع استخدام المعالم والمشاعر الدينية للدعاية الانتخابية، كما استغل الحزب ميكروفانات المساجد فى الدعاية لموسيقى الحزب، وتداول نشطاء مقطع فيديو لمسجد يبث عبر السماعات المعلقة على مناراته الموسيقى الدعائية للحزب الحاكم، فى خطوة قوبلت باستنكار شديد من المتابعين. ويأتى ذلك فى ظل تراجع شعبية الحزب الحاكم التى عكستها استطلاعات الرأى التى ظهرت مؤخرًا نتائجها حول الانتخابات المقبلة، حيث أظهرت نتائج أحدث استطلاع للرأى بمدينة إسطنبول التركية، تفوق مرشح تحالف حزب الشعب الجمهورى على مرشح الرئيس رجب طيب أردوغان لخوض الانتخابات المحلية المقبلة على مقعد رئيس بلدية المدينة. وبحسب ما ذكره الموقع الإلكترونى لصحيفة «جمهورييت» المعارضة، أجرت الاستطلاع شركة «ثيمث» للأبحاث التركية، نتائج الاستطلاع كشفت عن تقدم أكرم إمام أوغلو مرشح تحالف «الأمة» بزعامة الشعب الجمهورى الذى يتزعم المعارضة، بنقطة على بن على يلدريم الذى يخوض الانتخابات المقبلة ممثل لتحالف «الجمهور» بين العدالة والتنمية «الحاكم» والحركة القومية «المعارض». وليس هذا الاستطلاع الأول من نوعه الذى يظهر تراجع شعبية حزب أردوغان فى المدن الكبرى بتركيا، إذ سبق أن خرجت علينا استطلاعات مماثلة أكدت أن الحزب المذكور يعيش أزمة حقيقية فى شعبيته. وتعد هذه الانتخابات هى الأولى من نوعها فى ظل نظام الحكم الرئاسى، بعد أن استحوذ أردوغان على سلطات تنفيذية واسعة بعد نجاحه فى الانتخابات العامة التى أجريت فى يونيو الماضى، والتى تبعها إصدار قوانين جمعت السلطات فى يد الرئيس وحده. كما تأتى الانتخابات على وقع أزمة اقتصادية كبيرة تشهدها تركيا، بسبب السياسات الخاطئة التى تنفذها حكومة حزب «العدالة والتنمية» التى انعكست تداعياتها على قناعات الناخبين، حسب استطلاعات الرأى التى تخرج علينا بين الحين والآخر. فى سياق متصل، كشفت صحيفة «ينى جاج» التركية أن التوقعات التى تسبق الانتخابات البلدية فى تركيا، المزمع عقدها نهاية شهر مارس الجاري، تشير فى معظمها إلى مزيد من التدهور الاقتصادى فى البلاد، وانخفاض الليرة التركية علاوة على ارتفاع معدلات التضخم والبطالة. ونقلت الصحيفة عن سيد تورون، نائب رئيس “حزب الشعب الجمهوري” المعارض، قوله إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يعقد كل يوم مؤتمرات حاشدة ويوزع الشاى على مؤيديه للفوز فى انتخابات البلدية، مضيفا أنه لا يتحدث عن الاقتصاد ولا البطالة، لكنه يتحدث عن أشياء أخرى، وأنه لو لم يكن خائفا، ما كان سيقيم تجمعين انتخابيين كل يوم، وهى فى النهاية، مجرد انتخابات محلية.. من جهته، قال بيرك إيسن، الأستاذ المساعد فى قسم العلاقات الدولية بجامعة «بيلكنت» فى أنقرة، إن «حزب العدالة والتنمية وصل إلى نهاية نموذجه الاقتصادي، حيث توقف المستوى المعيشى عن النمو».