كتب: فريدة محمد مى زكريا إنجى نجيب عمر علم الدين تباينت مواقف القوي السياسية من الدعوة لمليونية تصحيح مسار الثورة المقرر لها 9 سبتمبر الجاري لتأكيد التمسك بأهداف الثورة وتصحيح مسارها من الانحراف للفرعيات وتجاهل القضايا الأساسية وأهمها تطبيق قانون الغدر ومحاكمة قتلة الثوار وتوفير ضمانات انتخابات نزيهة وديمقراطية والقضاء علي الفساد وأعوانه. وفيما بدأت الجمعية الوطنية للتغيير حشد الجماهير للمليونية فإنها حذرت في بيان أصدرته مما اسمته محاولة عناصر الانقضاض علي الثورة، لاقتناص ثمارها وتجاهل أهدافها، رافضة فكرة العودة للاعتصام المفتوح بالميدان. وانتقد البيان الانقسام في صفوف الثوار وكذلك غياب قيادة موحدة لهم معتبرا ذلك السبب وراء حالة الارتباك في مسيرتها وتابع البيان «هذا يعطي الفرصة لاستمرار حالة البلطجة والانفلات الأمني الأمر الذي يهدد بعودة فلول النظام القديم». وطالب البيان بضرورة بسط استعادة الاستقرار الأمني في أرجاء البلاد وتنقية جهاز الشرطة وانهاء حالة البلطجة وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين وتعديل ما اسمته القوانين المعادية للثورة كقانون تجريم الاعتصامات والتظاهر وقانون «الأحزاب»، وتشريع انتخابات مجلسي الشعب والشوري. وشملت المطالب ايضا تدعيم استقلال القضاء بالاسراع في إصدار قانون السلطة القضائية الجديد وشدد البيان علي ضرورة إزالة الغموض حول العملية الانتخابية واعتماد نظام القائمة النسبية المغلقة، وإلغاء نظام الدوائر الفردية، الذي يفتح الباب أمام استخدام سلاح المال والبلطجة والعصبيات العائلية. وشددت الجمعية علي ضرورة إخلاء الميدان في تمام الساعة السادسة من مساء الجمعة يأتي ذلك بعد حالة الانقسام التي شهدتها الساحة السياسية حول المليونية حيث رفض حزب الوفد والتيارات الدينية المشاركة في المليونية لعدم وضوح هدفها. فيما قررت جماعة الإخوان المسلمين مقاطعة مليونية 9 سبتمبر وقالت إنها لا تري حاجة إلي نزول مليونيات إلي الشارع وأضافت إنها مع اقتراب المرحلة الانتقالية من نهايتها والبدء بالانتخابات البرلمانية فإن الإخوان المسلمين يتطلعون إلي أن تكون هذه الانتخابات انتخابات مثالية نموذجا للنزاهة والحرية واحترام إرادة الشعب وطالبت الجماعة أن يرشح كل فصيل أفضل رجاله الذين يتوخون المصلحة العامة دون الخاصة وأن يتحري الصدق والأمانة والمنافسة الشريفة مع تعزيز التوافق السياسي بين القوي والتيارات السياسية المتقاربة فكريا تمهيداً لتأسيس نظام جديد يدعم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وقال د.محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان إن الأهداف التي تم وضعها لمليونية تصحيح المسار غير مقنعة مضيفاً أن الإخوان لا ينزلون إلي الشارع إلا في وجود أسباب قوية وتابع أن الثورة حتي الآن تسير في مسارها وإن كانت هناك ملاحظات علي بطء التحركات. وطالب غزلان بسرعة التحرك لإنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات ووضع دستور جديد وعودة الجيش إلي ثكناته ورغم ذلك أشاد الإخوان بالموقف التركي بطرد السفير الإسرائيلي داعية مصر لاتباع نفس الإجراءات. وفي دعم منفصل من الجماعة لإخوان سوريا أشاد د.محمد سعد الكتاتني الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي للإخوان بفرض الاتحاد الأوروبي حظراً علي واردات النفط السورية معتبراً أن القرار يأتي في إطار تكثيف الضغوط الدولية علي النظام السوري الذي يرتكب مجزرة جماعية في حق الشعب السوري. وأكد حسين عبدالرازق عضو المجلس الرئاسي لحزب التجمع علي مشاركة الحزب واتحاد الشباب التقدمي في تظاهرات 9 سبتمبر وقال إن المطالب الرئيسية للحزب تتلخص في إنهاء الفترة الانتقالية وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين وإلغاء الأحكام الصادرة ضدهم وإحالتهم للمحاكمة أمام القاضي الطبيعي. وقال عبدالرازق إن القوي السياسية والأحزاب ستطالب إيضاء بإلغاء مرسوم القانون مجلسي الشعب والشوري والمطالبة بتبني المشروع الذي طرحته القوي السياسية للقانون والذي يرتكز علي القائمة النسبية غير المشروطة وإلغاء النظام الفردي نهائياً للقضاء علي سيطرة رأس المال كما سيطالب بتحديد حد أدني وأقصي للأجور في أسرع وقت وإصدار قانون استقلال القضاء. فيما دعت حركة شباب 6 أبريل في بيان علي موقعها الإلكتروني للمشاركة في جمعة تصحيح المسار للتأكيد علي رفض المحاكمات العسكرية وتطهير الشرطة وعودتها بكامل قوتها وتطهير القضاء والتأكيد علي استقلاله ووضع جدول زمني لتسليم السلطة إلي سلطة مدنية منتخبة.