يعتبر شهر رمضان فرصة سنوية لتأكيد عروبة وإسلامية القدس، فمع حلول الشهر الفضيل تتزين أسواق مدينة القدس القديمة، أو ما يسميها الفلسطينيونالقدس العتيقة، ابتهاجا بقدوم شهر الخير، فهو ليس كباقي شهور العام بالنسبة لتجار وباعة القدس ليس لأنه شهر عبادة وصوم فقط، وإنما هو الفرصة التي ينتظرونها طوال العام ليعوضوا عن خسارتهم في الشهور الأخري نتيجة تضييق سلطات الاحتلال علي المدينة وسعيه للاستيلاء عليها. وتعتبر أسواق البلدة القديمة في مدينة القدس من أشهر الأسواق ذات الطابع التاريخي وطرازها المعماري الذي يجذب السياح الأجانب له إلي جانب رغبة أهالي فلسطين بزيارته، إلا أن وضع الاحتلال العراقيل أمام أهالي الضفة يحول دون وصولهم إلي المدينة وهو ما يهدد مستقبل حركتها التجارية. وتشتهر اسواق مدينة القدس بمحال التحف والهدايا التذكارية، إلي جانب الكعك المقدسي والعديد من الصناعات اليدوية والمرطبات، والتي يحرص كل من يزور المدينة علي شرائها. وكون شهر رمضان هذا العام يأتي في ظل أجواء ترتفع فيها درجات الحرارة، فإن غالبية المتسوقين يقبلون علي شراء المرطبات والمواد الغذائية أكثر من البضائع الأخري، وهذا ما يؤكده محمد العيسوي، صاحب محل المرطبات علي مدخل باب العامود. وفي سبيل التغلب علي إجراءات الاحتلال التي تحول دون وصول آلاف المواطنين من الضفة الغربية، فإن مؤسسة »البيارق لإحياء المسجد الأقصي المبارك« في فلسطينالمحتلة عام48، تعمل علي تسيير حافلات يومية وعلي مدار العام من مدن الداخل إلي مدينة القدس، ويكون ذلك بشكل مكثف علي مدار شهر رمضان. وقال وفيق درويش مدير المؤسسة سيرنا 200 حافلة إلي مدينة القدس، حيث تم توفير هذه الحافلات لنقل المصلين من قري ومدن الداخل الفلسطيني الي المسجد الأقصي المبارك ، وقد تم تسيير الحافلات علي مرحلتين، المرحلة الأولي ليلا، حيث أدي الناس صلاة الفجر، والثانية بعد صلاة الجمعة، حيث وصلت الحافلات إلي القدس مع أذان العصر، حيث سيصلي المصلون صلاة العصر والمغرب والعشاء والتراويح«. ويشير درويش إلي أن «مؤسسة البيارق» «وفرت نحو 1600 حافلة خلال شهر رمضان لنقل المواطنين مدينة القدس، علما أن المؤسسة تسير الحافلات بشكل يومي وعلي مدار السنة ، لكن عدد الحافلات يزيد بطبيعة الحال خلال شهر رمضان، ويصل عدد حافلات البيارق التي تسير إلي الاقصي بنحو 8000 حافلة سنويا، وذلك منذ عشر سنين». وحول الأهداف التي تسعي المؤسسة إلي تحقيقها من تسيير هذه الحافلات علي مدار العام وبشكل مكثف في رمضان، يقول درويش :«الاحتلال يسعي إلي تفريغ المدينة من زوارها وهذا يكون من خلال الإجراءات المفروضة في محيط المدينة وعلي مداخلها، ولتعويض هذا النقص من الزوار للمدينة والمسجد الاقصي نقوم نحن بدورنا بتسيير هذه الحافلات بحيث يتمكن المواطنون من الوصول للمدينة بشكل مجاني عبر حافلات المؤسسة». ويضيف درويش «من خلال الحافلات التي نسيرها نبث روح الوعي في نفوس روادالمدينة ونبين أهداف الاحتلال من سعيه لتفريغ المدينة، كما أننا نشجع كل من يأتي عبر هذه الحافلات لشراء كافة مستلزماتهم من أسواق المدينة بهدف تحريك اقتصادها، وهذا جزء من مقاومة تهويد أسواق البلدة القديمة».