عرفت الآثار الإسلامية مفهوم العمارة الشاملة، حيث كان الملوك والسلاطين حريصين على بناء مجموعة لا تقوم بوظيفة دينية فقط كالمساجد، بل تقدم خدمات اجتماعية إذا شئنا أن نصفها، ومن أبرز تلك المجموعات نجدها فى صحراء المماليك وهى مجموعة قايتباى»877ه/1472م إلى 879ه/1474م»، وصاحبها السلطان الملك الأشرف أبوالنصر قايتباى المحمودى الأشرفى، أحد حكام الدولة المملوكية خلال عصر المماليك الجراكسة. ولنر ما الذى تضمه هذه المجموعة من منشآت؟.. مسجد ومدرسة وملحقاتها وقبة وسبيل وكتاب ومقعد للسلطان وحوض لسقاية الدواب وربع لإقامة الصوفية، وتتميز بتناسب وتناسق أجزائها وتنوع زخارفها ونقوشها من الداخل والخارج،وتتمثل الواجهة الرئيسية للمجموعة فى الواجهة البحرية،وبها الباب الذى حلى عتبه ومزرره بالرخام الملون والكتابات وتغطيه المقرنصات المنقوشة وطاقية ملبسة بالحجرين الأبيض والأحمر، وحلى مصراع الباب ببخارية نحاسية مفرغة بأشكال زخرفية. وتعتبر مجموعة قايتباى الأثر الوحيد فى صحراء المماليك الذى احتفظ بكثير من تفاصيله، مما ساعد على إعادتها إلى أصلها، فعنيت بترميمه لجنة حفظ الآثار العربية سنة 1893م وأنهت أعمال الإصلاح سنة 1897م، والتى اشتملت على تقوية المبانى وإصلاح الرخام والسقوف والأرضيات والنجارة والشبابيك الجصية، وإصلاح المنارة وتقويتها. ومن أبرز ما تتميز به المجموعة،أنها تحتفظ بحجر أسود به أثر قدمين يقال إنهما للنبى «ﷺ»، وبجواره حجر آخر عليه أثر قدم يقال إنه قدم الخليل إبراهيم عليه السلام، وإن كان كثير من علماء الآثار يؤكدون أن كليهما غير صحيح.