فرضت صفقة بيع بنك "بيريوس" مصر نفسها علي الساحة الاقتصادية والمصرفية في الأيام الأخيرة، لاسيما بعد أن وافق "بيريوس" اليوناني والبنك "المركزي" المصري علي بدء بنك "ستاندرد شارتر" اجراءات الفحص النافي للجهالة لبيريوس - مصر، استعدادا لتقديم عرض شراء، وبينما تجري ادارة ستاندرد شارتر في الوقت الحالي الفحص اللازم،تلح الاستفسارات حول الاسباب الحقيقية لبيع البنك في هذا التوقيت، ومصير حصة رجل الاعمال محمد فريد خميس في البنك، اضافة الي ملف الموظفين في البنك، ومصيرهم في حالة البيع بعد أن كانت الادارة السابقة تهددهم بين الفينة والأخري بالفصل والاستبعاد. وأكدت مصادر داخل البنك - رفضت ذكر اسمها- أن الاقدام علي بيع بيريوس - مصر في ذلك التوقيت تحديدا جاء نتيجة عدد من الأسباب علي رأسها خسارة بيريوس اليوناني (البنك الأم ) لنحو 27مليار يورو نتيجة تعرضه لازمة اليونان ومن ثم فقد بحث البنك عن سبل تحقيق سيولة مناسبة،فكان أن وافق علي بيع وحدته المصرفية في مصر . أما السبب الثاني فيتعلق باداء البنك في السوق، حيث شهد البنك العديد من المشكلات في الفترة الماضية نتيجة خلل في الادارة وهو ما تسبب في قضايا بين البنك وعدد من العملاء، اضافة الي اثارة ادارة البنك للبلبلة بعد اقدامها علي فصل عدد كبير من الموظفين، ثم اعادتهم مرة أخري بعد تدخل البنك المركزي، وهذه الاسباب جعلت البنك المركزي يرحب ببيع البنك لستاندرد شارتر حتي يضمن ادارة جيدة للبنك، والابتعاد به عن المشكلات المتكررة التي كانت تحدث في الماضي . واضافة الي ذلك كما يشير المصدر فان بنك "ستاندرد تشارترد" من البنوك العالمية القوية وخير دليل علي ذلك تحقيقه لأرباح قياسية لنصف العام التاسع علي التوالي (2011) حيث حقق البنك نمواً بنسبة 11% في الدخل ليصل إلي 8.76 مليار دولار أمريكي ونمو الارباح 17% لتصل إلي 3.64 مليار دولار أمريكي، وقامت المجموعة بتحقيق نمو متنوع وقوي في الدخل عبر عدد من المنتجات والجغرافيات، مدفوعة بالاستثمارات في قدرات جديدة للمنتجات وتدفقات الدخل. وساهم في تحقيق نمو الدخل، السيولة العالية والميزانية العمومية التي تتميز بالتمويل والنمو القويين وتمتد أعمال البنك في اكثر من 16 بلداً في منطقة الشرق الاوسط وجنوبي آسيا، وذلك بالطبع كان أحد أهم الاسباب في موافقة البنك المركزي المصري الذي يحرص كل الحرص علي قوة الكيانات المصرفية في السوق . أما فيما يتعلق بحصة رجل الاعمال محمد فريد خميس وشركته " النساجون الشرقيون " فأكد محمد عامر نائب رئيس مجموعة النساجون الشرقيون القابضة ل "روزاليوسف" ان المجموعة تتمسك بحصتها في بنك بيريوس والبالغة 1.22% من أسهم البنك في حالة اتمام صفقة بيع بنك بيريوس لبنك "ستاندرد شارتر" مشيرا الي أنه رغم صغر حصة المجموعة في البنك الا أن الاتجاه أن يتم الحفاظ عليها، لاسيما وأن بنك "ستاندرد شارتر" أحد البنوك الكبيرة في العالم والتي تحرص المجموعة علي التواجد الاستثماري المصرفي معه". وفي سياق متصل تفجرت مشكلة موظفي العقود داخل البنك، حيث سرت شائعات أنه عند البيع سيتم التخلص من عدد كبير من الموظفين وهو ما أثار حفيظة موظفي البنك، وقلقهم من اتمام الصفقة، الا أن مصدرا بالبنك المركزي أكد أن الحفاظ علي حقوق الموظفين يأتي علي رأس الأمور التي لن يفرط فيها المركزي، مشيرا الي أنه لا يمكن اهدار حقوق موظفي البنك أو تسريحهم.