زواج القاصرات.. كارثة تنتشر فى الإسماعيلية

بدأت ظاهرة زواج القاصرات تنتعش فى محافظة الإسماعيلية، ورغم إهدارها لحقوق الزوجة إلا أنه يتم مباركة تلك الزيجات، وذلك مقابل حفنة من النقود، أو للهروب من الفقر المدقع، فضلا عن أن الكثير يعتبرها الحل الوحيد للتخلص من المسئولية والمصاريف، عملا بمبدأ «البنت مصيرها لبيت زوجها».
فى البداية تقول أماني، 16 سنة: أعتقد أن الزواج العرفى حرام شرعا وقانونا، لأنه لا يتوافر فيه عناصر الزواج الشرعى، وأنا لن أقبل أن أكون سلعة تباع لمن يدفع أكثر، قائلة: «البنات ملهاش ذنب، والذنب على الأهالى وأولياء الأمور اللى بتقبل إنها تبيع بناتها».
مخاطر العرفى
وتضيف سارة عصام، 18 سنة: رغم أن الزواج يتم بموافقة الوالد، إلا أنه زواج عرفى يهدر حقوق المتزوجات القاصرات، وكلنا يسمع عن مخاطر هذا الزواج، منوهة إلى أنه فى حالة أن تكون هناك علاقة عاطفية حب أو ما شابه ذلك بين الفتاة والرجل، فلابد أن يتحلى الطرفان بالصبر حتى استكمال السن القانونية للزواج، حيث إنه لا يوجد داع للتسرع.. وترى دعاء محمد، 16 سنة، أن الزواج ما دام قد تم بمعرفة ورضاء الأب فإنه حلال حتى لو لم تكن هناك ورقة بذلك، ومادام شرطا القبول والإشهار متوافرين فإنه حلال، مؤكدة أنها على استعداد خوض التجربة إذا تقدم لها شخص مقبول أخلاقيا وماديا.، ويقول محمد يوسف، صاحب معرض: إننى لا أرفض مثل هذا النوع من الزواج، مؤكدا أنه إذا تقدم شخص مناسب لابنته وكانت دون السن فإنه سيقبل به مادام إنه رجل صالح وابنته تريده، على أن يقوم بأخذ شيكات وإيصالات أمانة لحماية حقوق ابنته الزوجية، حال أى خلافات بينهما.. ويتفق معه السيد فراج، صاحب محل بقالة، حيث يقول: إنه شهد حفل زفاف منذ أكثر من 10 أعوام بقرية المحسمة القديمة التابعة لمركز ومدينة أبوصوير، وكانت فيه العروس تبلغ من العمر 15 عاما فقط، أما العريس فكان بن عمها ويبلغ من العمر 17 عامًا، منوها إلى أنه مادام الزواج بموافقة العروسين ورضاء الأهل وبإشهار هذا الزواج على الملأ فلا حرمانية فى ذلك.
السن القانونية
وتقول «ه.أ» 22 سنة: إن ظروف أسرتى الصعبة كانت السبب فى زواجى من ابن عمى لأنى كنت وحيدة لأم متوفاة وأب مريض، مضيفة: مرض أبى مرضا شديدا استحال معه العلاج وكان قلقا على حياتى بعد موته فأصر على أن يزوجنى لابن عمى صاحب الثروة اعتقادا منه أن ذلك سيضمن لى مستقبلي، ولأننى كنت دون ال16 سنة تم الزواج بعقد عرفى على شرط أن يتم الزواج بعد اكتمالى 18 عاما.. وتابعت: بعد وفاة أبى ب3 أشهر وجدت ابن عمى يطلب منى إتمام الزواج وعندما ذكرته بوصية أبى له، قال: «الحى أبقى من الميت»، وبالفعل تم الزفاف بإقامة حفل كبير وأنا أشعر الآن أن عمرى قد سرق منى، فأنا لم أعش طفولتى وشبابى الذى سلبهما منى الزواج والبيت حتى أننى لم أكمل تعليمى كما كنت أحلم».
وحول الوضع القانونى للزواج العرفى، يقول أشرف العاصى، المحامى بالنقد: لا زواج مشرع ومعترف به إلا بولى أمر وشاهدى عقد وذلك بالنسبة للبنت البكر، أما بالنسبة للمطلقة أو الأرملة فيمكنها أن تزوج نفسها، وفى حالة عدم توافر ذلك يكون عقد الزواج باطلا أى لا وجود له على الإطلاق.
دعوى الزوجية
وأضاف: أما بالنسبة للزواج الذى نحن بصدده الآن وهو زواج الفتاة فى سن أقل من 18 عامًا «قاصرات»، فلا يمكن تصنيفه وكونه زواجًا، لكن يندرج تحت مسميات عديدة منها «إغواء الفتاة»، وهنا يجب أن نتوقف عند كلمة الزواج العرفى، فهذا الزواج غير معترف به قانونا ويوجد نص صريح بالقانون ينص على أنه عند الإنكار لدعوى الزوجية وما يترتب عليها من حقوق وواجبات ما لم يكن الزواج مشهرا على يد مأذون شرعى «الزواج العرفي» لا يحق لها المطالبة بحقوقها الشرعية كالمتزوجة شرعيا ك«النفقة الطاعة الطلاق» وغيرها من حقوق الزوجية.. وتابع: ولعدم وجود عقد زواج رسمى فى ظل صدور قانون الأسرة الجديد رقم 7 لسنة 2000، الذى استند به وفقا للمادة 20، فإن الزوجة لها الحق فى التطليق خلعا، وأجاز قبول دعوى الخلع فى حالة الزواج العرفى، إذن الزواج العرفى لا يعتمد ولا يعتد به شرعا، لكن يعتد به قانونا، أما بخصوص النسب فالابن للفراش أى أنه يكتب باسم والده، لكنه ليس من حق المولود أن يرث أباه إلا إذا أقر الأب أنه ابنه وله الأحقية فى ميراثه.