لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تشتعل الأمور لهذه الدرجة على مسرح الأحداث بالكرة المصرية على الرغم من انطلاق المسابقة الأهم بها منذ ثلاثة أسابيع فقط. ومع كل أسبوع فى بطولة الدورى نشعر أن الموسم الحالى قطعا هو موسم الأزمات لا محالة. التى لم نكد ننتهى من تبعاتها فى الأسبوع الأول بعد الأخطاء العديدة لحكم مباراة الأهلى وطلائع الجيش أحمد حمدى . والهجوم الضارى من النادى الأهلى على التحكيم . وتوقيع عقوبات على مسئولين بالقلعة الحمراء.. وما قابلها من إطلاق تحذيرات من استمرار الأزمة لمسئولين فى القلعة البيضاء. والذين كانوا على الموعد مع أزمة جديدة فى الأسبوع الثالث عقب انتهاء مباراة المصرى والزمالك التى فاز بها الأبيض بهدفين مقابل هدف . تلك الأزمة التي تمثلت أطرافها في الرباعى طارق يحيى مدرب عام الزمالك ومرتضى منصور رئيس القلعة البيضاء مع التوأم حسام حسن المدير الفنى لنادى المصرى وإبراهيم حسن مدير الكرة للفريق البورسعيدى. فى ليلة اهتزت بها مشاعر المنظومة الكروية المصرية ككل. وبكت خلالها على انهيار قيمها وأخلاقها ووصولها لهذه المرحلة من التدنى والاستفزاز واللعب على وتر الجماهير. والتراشق اللفظى عبر الشاشات والإذاعات ودخولها لأذان وعقول المستمعين والمشاهدين فى كل مكان دون أى مراعاة لقواعد الروح الرياضية التى من أجلها تلعب كرة القدم . ومن ثم أصبح لزاما على اتحاد كرة القدم عقاب كل من أخطأ في هذه الأزمة. ووضع حد لكل هذه التجاوزات والتعامل بيد من حديد مع أى مدرب أو مسئول يعبث بالروح الرياضية فى الملاعب المصرية. وهو ما ينذر بكوارث قادمة لا محالة إذا ما استمرت هذه المهازل خلال الفترة القادمة والتى ستجعل ملاعب كرة القدم تتحول لتصبح ساحات للمعارك خاصة حال السماح بعودة الجماهير قريبًا فى المسابقات المحلية. كل هذا يتطلب ضرورة الإسراع من قبل الجبلاية فى تشكيل لجنة القيم والأخلاق التى سبق وتحدثت عنها لمراقبة جميع التجاوزات التي تحدث فى التصريحات أوالتصرفات عبر الشاشات والاذاعات والصحف والمواقع التى تصدر عن جميع أطراف المنظومة الكروية سواء قبل أو بعد المباريات وتقوم بتوقيع عقوبات رادعة لإعادة الانضباط المفقود مرة أخرى لملاعبنا. خاصة أن كل من يخطئ لا يرى خطأه ونجده يتشدق ويتغنى بحبه للوطن وهو أول المخربين له بتصرفاته وتصريحاته غير المسئولة والتى تثير التعصب وتشعل الفتن بين الأندية الجماهيرية. سواء من المدربين أو من المسئولين الذين أصبح بعضهم يفتقد للحكمة والعقلانية فى معالجة الأمور ويتسابقون فى النيل من بعضهم فى غياب تام لقانون واضح يعاقبهم أو يمنع ظهورهم على كافة المنابر الإعلامية جراء استخدامهم لألفاظ لا تليق بهم ولا بجماهيرهم ولا بالملايين من المتابعين للكرة المصرية. والذين أصبحوا فى حاجة لقانون واضح يجرم كل هذه التصرفات والإيحاءات والتلميحات التى تقال فى وسائل الإعلام المختلفة بصيغة غير مباشرة فى ظل غياب تام لضمير هؤلاء وعدم تحليهم بثقافة الاعتذار للآخرين رغم علمهم التام بخطئهم فى حقهم. هذا الخطأ الذى يحدث فى كثير من الأحيان بملاعبنا لكنه لايجد المراقب الذى يذكره فى تقريره ولا الكاميرات التى تبرز وقوعه خاصة عندما يأتى التجاوز من المدرجات رغم وجود كاميرات مراقبة بها قادرة على تحديد المتجاوز والمشاغب سواء بتصرف ما أو بإطلاق سباب ما وتقديم من تثبت الكاميرات إدانته للعدالة حتى يصبح عبرة لغيره. لكن للأسف كل هذا لا يحدث بالقدر الذى نتمناه خاصة أنه حتى هذه اللحظة غير مسموح بحضور الجماهير للمباريات فى المسابقات المحلية ونرى فى غالبية المباريات حضور كبير من الجماهير دون أن نعلم من يسمح لهؤلاء بالتسلل للمدرجات والتواجد على مرأى ومسمع من الجميع والذين أصبحوا يطالبون بضرورة وضع حد لكل هذه المهاترات التى يقوم بها البعض لأهداف خاصة بهم دون أدنى مراعاة للصالح العام للكرة المصرية.