تجددت أعمال القصف في مدينة حماة وسط البلاد بعد صلاة التراويح أمس الاول للمرة الثالثة علي التوالي، فيما أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا ارتفاع عدد قتلي مظاهرات رمضان إلي ثمانية في حماة والرقة وعربين ودوما. وتزامن ذلك مع خروج مظاهرات بعد صلاة التراويح في عدة مدن سورية نصرة لحماة ودير الزور شرق البلاد، واستخدمت عناصر الأمن الرصاص الحي لتفريقها. وقال شهود عيان من حماة إن القصف ركز علي أحياء الرباعي والحميدية شرق المدينة وعلي طريق حلب في الشمال وعلي منطقة البعث في شرق المدينة، وتعرض حشد حاول التجمع في حي العلمين بوسط المدينة لإطلاق نار من جانب الجيش السوري. وفي حمص أطلق الشبيحة النار علي المتظاهرين في حي الشماس. من جهته ذكر عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان أن "أكثر من 40 ألف متظاهر خرجوا من عدة مساجد ومناطق في مدينة دير الزور ودوما والمعضمية واللاذقية رغم وجود الجيش علي أطراف تلك المدن"، وأضاف أن "ثلاث مظاهرات انطلقت من حي الميدان في دمشق والتقت في منطقة أبو حبل قام الأمن بتفريقها بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي"، مشيرا إلي أن مظاهرة خرجت لأول مرة في حي المهاجرين بدمشق شارك فيها نحو 800 متظاهر نصرة لحماة ودير الزور. وفي حي ركن الدين في العاصمة "خرجت مظاهرة صغيرة تصدي لها الأمن لافتا إلي أنباء عن اعتقالات في صفوف المشاركين. وفي تطور آخر أفادت مصادر مطلعة بأن قوات الأمن السورية اقتحمت السجن المركزي في مدينة حمص بعد اعتصام المعتقلين السياسيين فيه، مما أدي إلي إصابة عدد منهم بحالة اختناق شديد. أكدت المصادر أن أحد المعتقلين أصيب بنوبة قلبية، وأن معظم الناشطين أصيبوا بكسور في الأطراف. وأوضحت أن قوات الأمن أطلقت قنابل غازية علي المعتصمين قبل أن تضربهم بالعصي الكهربائية والهري، وأصابت كلا من محمد نجاتي طيارة وبسام صهيوني ومحمود دعبول ومهند قرقوز وأيوب حربا وناجي الزين وعماد عمار ووليد منصور. من ناحية اخري واجه مجلس الأمن الدولي صعوبات في التوصل إلي اتفاق حول طريقة التعاطي مع قمع نظام الرئيس السوري بشار الأسد للمظاهرات التي تشهدها بلاده. أشار دبلوماسيون إلي تحقيق تقدم امس الاول، لكن الانقسامات لا تزال مستمرة بين الأعضاء ال15 في المجلس. وكان من المقرر أن يتشاور الدبلوماسيون مع العواصم التي يتبعون إليها علي أن يستأنفوا المحادثات امس. وكانت ايطاليا وبعض الدول الاوروبية قد اعلنت عن استدعاء السفراء السوريين الموجودين لديها للمساءلة او الاستنكار واستدعت هولندا السفير السوري في لاهاي لسؤاله عن القمع في سوريا، لكنها لم تحدد موعد الاستدعاء. وأشارت وزارة الخارجية الهولندية في بيان إلي أن هولندا لن تستدعي سفيرها في دمشق انسجاما مع موقف "الشركاء الآخرين في الاتحاد الأوروبي". واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الرئيس بشار الأسد "فقد كل شعور إنساني"،مضيفا أن اعمال القمع التي شهدتها سوريا في الأيام الماضية "غير مقبولة بتاتا"، واعتبر أن الأسد ينبغي أن "يعي أنه مسئول أمام القانون الدولي". من ناحية اخري اتهم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر المعارضان في ألمانيا حكومة المستشارة أنجيلا ميركل بالسلبية تجاه النزاع السوري وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر ، يورجن تريتين ، في تصريحات لصحيفة "برلينر تسايتونج" الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء: "يتعين علي ألمانيا أن تستغل علاقتها الجيدة بروسيا لعزل نظام الأسد".