منذ عام 2011 صرح المخرج إبراهيم البطوط ل«روزاليوسف» عن استعداده لتقديم فيلم عن قصته باسم «على معزة وإبراهيم»، ورغم الاسم الغريب إلا أن المشروع كان متحمسًا له البطوط جدا.. تمر السنون ويختفى البطوط تاركا الفيلم للمنتج محمد حفظى لاستكماله، والذى يختار شريف البندارى لتولى مهمة العمل كأول فيلم روائى طويل له.. العمل ككل يحتوى على صناع يرغبون فى أن يظهر بأقل شكل ممكن سواء لأنه العمل الأول لهم أو لإيمانهم بمشروع الفيلم.. ليظهر العمل بكل هذا الاتقان ويحصل على العديد من الجوائز، ومنها جائزة أفضل ممثل بمهرجان دبى السينمائى الدولى. أحمد مجدى: تعلمت العود من أجل «إبراهيم» ودرست حالته طبيا
قال الفنان أحمد مجدى إن أكثر ما جذبه لشخصية إبراهيم أنها لشخص خافت ويصعب فهمه، فهو يعانى من مرض وراثى يراه أنه لعنة فيعيش بعالمه الخاص، مما آثار فضوله لأن لكل الناس عالمهم الخاص، وأضاف قائلا: «المرض الذى يعانى منه البطل معروف عالمية وله اعرض مختلفة من شخص لآخر.. وقمت بدراسة الأمر سمعيا وبصريًا، حيث كنت أرغب فى معرفة الأصوات التى يستمع إليها المرضى، بالإضافة إلى رغبتى فى مشاهدة كيفية تألمهم من هذه النوبات وكان ذلك غير متاح بشكل كبير نظرا لعدم انتشارها هنا، كما قمت بالتواصل مع أطباء للتعرف على أفضل شكل للمرض حتى أكون مقنعا». وعن عدم اقتناعه بالحل الطبى قال مجدى إن إبراهيم له رؤية بأنه مستسلم لفكرة أنه مصاب بلعنة وراثية وأن نهايته ستكون بالموت لا محالة مثل والدته، مما يجعله يلجأ لأى حل قد يكون به الأمل حتى عن طريق الدجل. وعن اصعب مشهد قال إبراهيم إنه عانى فى مشاهد النوبات الصوتية، ولكن كان أصعبهم الذى كان فى النهاية خاصة وانه كان يعانى من الآلام، ويعزف على العود فى نفس الوقت.. كما أكد أنه قام بتعلم العزف على العود خصيصا ليظهر المشهد بكل هذه المصداقية. وأضاف قائلا: «لم أجد صعوبة فى التعامل مع المعزة بالفيلم خاصة أنها كائن ودود إلى أقصى درجة وكان علىَّ أن ابتعد عنها طوال فترة الفيلم لأننى من المفترض أننى أرفض وجودها معنا.. وعندما يحين لى التقرب منها اعتادت علىَّ سريعا». كما قال مجدى: إنه لم تصبح هناك فجوة بين الأفلام التجارية وأفلام المهرجانات إذا صح التعبير عنها، حيث قال: إن هذه الفجوة مؤخرا بدأت فى التلاشى خاصة أن العمل الجيد يمكن تقديمه، ولكن بميزانية أقل، فمن حق المنتج أن يقوم بتقليل الميزانية وتقديم فيلم قيم ومسلى وبه قصة. ونفى مجدى فكرة أن تصدره للأفيش ستجعله يضع فى اعتباره مساحة الدور قبل مضمونه وأكد قائلا: «لا أريد أن أخلط ما هو معنى بما هو فنى، فمهنيا اتطور بخطوات مختلفة واسمى يكبر تدريجيا، وفنيا أتمنى أن استمر على تقديم أعمال مهمة وتترك أثرا على المشاهد، وتكون مؤثرة.. وهذا هو المقياس الذى اختار على أساسه الأدوار بغض النظر عن حجمها حتى لو فى مشهد واحد». ومن جانب آخر أكد مجدى أنه لم يتواصل مع المخرج إبراهيم البطوط للبحث عن تفاصيل الشخصية مؤكدا أن السيناريو يوضح رسمًا تفصيليًا عن ملامحها بالإضافة إلى التحضير وجلسات العمل مع المخرج شريف البندارى أعطى للشخصية ملامح وتفاصيل.
شريف البندارى: قمت بتقليد صوت «المعزة».. ومررنا بمشاكل إنتاجية
تحدٍ كبير دخله المخرج شريف البندارى بتقديم أولى تجاربه فى السينما الروائية الطويلة بفيلم «على معزة وإبراهيم» ورغم تحمس البطوط للمشروع من قبل إلا أنه تنازل عنه لظروفه الخاصة، مما أثار دهشة البعض عندما تم ربط اسم البندارى بالفيلم بعد توقف المشروع لفترة، وعن فكرة انتقال الفيلم من البطوط إليه قال شريف: «إن العمل كان فكرة البطوط وكان يعمل على تنفيذه عام 2011، ولكنه تركه لأنه رأى عدم جودته فى الوقت الحالى فقام المنتج حسام علوان صاحب الحقوق الفكرية للعمل بترشيحى لتقديمه بعدها بعام كامل وتحدثت بنفسى إلى إبراهيم وحصلت منه على الموافقة وبعدها بوقت قليل شارك حفظى بالإنتاج». وعن فكرة مرور وقت كبير فى تنفيذه قال البندارى إنه استمر فى تصويره عام كامل بالإضافة إلى 6 أشهر بمرحلة ما بعد التصوير، مؤكدا أن النوعية الخاصة من الأفلام مثل «على معزة» لا تتكرر كثيرا، وعندما يتم تقديمها تقابل عدة عراقيل إنتاجية تمنعها من السير بشكل يسير فكانت النتيجة أنهم كانوا يصورون جزءًا من العمل بالسيولة الموجودة ويتوقفون مرة أخرى لعمل المونتاج له ومحاولة إيجاد دعم مادى آخر وفقا لما تم تصويره.. وبالفعل حصلوا على دعم مهرجان فينيسيا والمركز الثقافى الفرنسى وسند وإنجاز وآفاق وغيرها من الممولين. وأضاف البندارى أن العمل بشكل عام كان مرهقًا فى تصويره نافيا تعرضه لأية مضايقات بمنطقة «الحطابة» التى قام بها بتصوير بعض مشاهد الفيلم.. حيث قال: «اتفقت مع الأهالى هناك ولم أكن بحاجة لتعايش الأبطال وسطهم لأنهما اثنان منبوذان، بالفعل من أهل منطقتهما فلا يوجد أى تواصل بينهما. ولكن كان الأهم بالنسبة لى أن المعزة تعتاد على بالإضافة إلى وجود ألفة وتناغم بين شخصيتى على وإبراهيم مما تتطلب عقد جلسات عمل وبروفات لمدة 3 أشهر مع بعضهما البعض للوصول لهذا الشكل». كما أكد البندارى أنه أدرك منذ البداية أنه من الصعب أن يتحكم بحيوان لكى يسمع توجيهاته وينفذها، لذلك قرر أن يسمع هو كلام ندى ويسير وفقا لتصرفاتها، فهى ككائن تقوم بالسير فى مكان التصوير والتوجه فى نفس الأماكن وتقوم بنفس الأفعال يوميا فهو كان عليه تسخير الكاميرا لتحصل على مشاهد منها تخدم العمل. مضيفا أنه فقام بتسجيل صوت المعزة بنفسه، حيث كان يقوم بعمل المونتاج ولم يتوافر لديه تسجيل لصوتها فقام هو بال«مأمأة» بدلا منها.
أحمد عامر: عايشت أهالى المناطق الشعبية لمصداقية الفيلم
أكد المؤلف أحمد عامر أنه كان قد اتفق مع المخرج إبراهيم البطوط على تقديم فيلم «على معزة وإبراهيم»، وأنه عمل معه فى فيلم «الشتا اللى فات»، آخر الأفلام التى قدمها البطوط، مؤكدا أنه كان بالفعل قد بدأ بكتابة أجزاء من السيناريو قبل تنازل البطوط عنه للشركة المنتجة، وأضاف قائلا: «عملت على تجديد وتعديل السيناريو لتتم كتابته بشكل يتناسب مع تفكير شريف البدارى وكنا نعمل عليه معا. وبشكل عام المشروع تأجل لفترة كبيرة وعندما انجذب المنتج محمد حفظى له أعاد له الحياة ببداية العمل الفعلى فيه. ونحن كفريق عمل لم نكن نريد تصنيف العمل كمستقل أو تجارى أو غيرهما من التسميات لأننا عملنا على إنجاز فيلم جيد بمختلف مقاييسه.. وتركيبة المسميات عفى عليها الزمن». وأضاف عامر أن قصة الفيلم تطورت مع الوقت حيث كان يضيف مواقف فى كل مرحلة تم كتابة العمل بها.. كما أنه قام بكتابة بعض ورش الكتابة لمعرفة تجديد الأفكار وكيفية بنائها بشكل فنى، وأضاف أنه عاشر ناس يعيشون فى مناطق قريبة من المناطق الشعبية المتواجدة بالفيلم حتى يستطيع أن يقدمه بشكل واقعى، نافيا معرفته بأشخاص مهووسيين بالحيوانات لنقل صورة «على» معللا ذلك أنه ترك لخياله العنان بشكل أكبر حتى يظهر بهذا الأداء.
على صبحى: جائزة «دبى» حافز واستضفت «المعزة» فى بيتى أسبوعًا
شاب يقع فى حب معزة فيتهمه الجميع بالجنون.. دور مختلف وأول بطولة سينمائية للفنان على صبحى الذى يبحث دائما عما يقدمه كفنان وليس للشهرة، أو مجرد تصدر الأفيش، عن اختياره للدور قال صبحى إنه كان مرشحا لتقديم الدور منذ أن كان مجرد فكرة يكتبها المخرج إبراهيم البطوط، وبعد مرور الوقت وجد شريف البندارى أنه الأنسب لتقديم الدور، مؤكدا أنه كان متحمسا للشخصية منذ أن تعرف على الخط الدرامى لها، وشعر بأنه وجد ضالته لدخول عالم الأفلام الروائية الطويلة. وعن تحضيراته للدور قال صبحى: «فى البداية عملنا على التحضير لجميع الشخصيات معا وعقدت جلسات عمل مع البندارى وأحمد مجدى الذى يقوم بدور إبراهيم وقام مدرب التمثيل لوك لينر بتدريبنا على الأداء للتوصل لأقرب خطوط درامية لهذه الشخصية، فهذا هو الجزء التحضيرى الجماعى، أما الجزء الفردى فهو أننى عملت على التأقلم مع المعزة حتى أنى استضفتها فى بيتى لحوالى أسبوع كامل لكى تتعود علىَّ وقمت بأطعامها واللعب معها». وعن تغيير المعزة بعد التعود عليه قال صبحى: إنه يعتبر المعزة التى قامت بتصوير الدور الخاص بندى كانت هدية من عند الله وذلك بعد الظروف الطارئة التى أحالت دون استكمال الأولى، فوجدوا أنها أكثر ذكاء وتجاوبًا من السابقة لها وأبهرتهم بشكل كبير وكانت تستمع للتعليمات. وعن أصعب المشاهد بالفيلم أكد أن كل المشاهد كانت صعبة جدا لأن أغلب التصوير كان خارجيا وبه سفر لعدة مناطق، كما أن العمل نفسه تطلب مجهودًا كبيرًا على مدار السنة ونصف السنة. وأكد قائلا إنهم لم يكونوا مجبورين على التفرغ للفيلم لأنه مرن للغاية، ويتم تقديمه بشكل طبيعى وليس تمثيلا وهذا بطريقة المخرج فى توجيه التمثيل بعدم المبالغة، فكانوا يقدمون أعمالا أخرى لأن الشخصية ليست تمثيلًا لكنها من الواقع فى التعاملات اليومية، مما أضاف للفيلم، فقاموا بإضافة مواقف كثيرة على السيناريو. وعن تأثير جائزة أفضل ممثل من مهرجان دبى السينمائى الدولى قال صبحى: «الجائزة تعتبر دافعة معنوية كبيرة فبالنسبة للفيلم أعطت له ثقلًا بأنه فيلم جدير بالمشاهدة بمعنى أنه لو حصل الفرص التسويقية المتاحة لباقى الأفلام فهو يحتوى على أحاسيس، ومشاعر مختلفة وقصة مختلفة عما تم تقديمه بالسينما، أما على المستوى الشخصى فانا كفنان يجب أن أفكر جيدا وأختار الأدوار بشكل عام سواء بجائزة أو بدون فأنا أحب عملى واجتهد وأقدمه بضمير.. فالجائزة دافع وحافز كبير، ولكن لا يصح أن اقف عندها ولا أهتم بالباقى. ومن جانب آخر نفى صبحى فكرة أنه سيترك المسرح والأفلام الروائية القصيرة للتفرغ للبطولات السينمائية حيث قال أنه لا يعتبرها مرحلة فى حياته، ولكنه سيستمر فى تقديم أى فن طالما يرضى حسه الفنى وسيستمر فى الاجتهاد وتقديم جميع الأنواع والأشكال، مؤكدا على استمراره فى فرقة «أوطة حمرا» التى تقدم عروضها بمسرح الشارع حتى أنه سيعقد فى الوقت المقبل اجتماعات للوقوف على تطويرها ووصولها لأكبر كم من الجمهور.