علي معزة وإبراهيم تجربة سينمائية مختلفة ارتبط فيها المشاهدين بمعزة صغيرة يحبها علي رغم سخرية الجميع منه وتعاملهمم معه علي أنه مجنون يعشق معزة ويجد الرفقة مع إبراهيم الذي يعاني من سخرية الناس ايضا بسبب مرض وراثي واصوات غريبة يسمعها وحده, يذهب الاثنان في رحلة يكتشفا فيها قدرتهما علي دعم بعضهما البعض قدم السيناريست أحمد عامر هذه القصة ببساطة في فيلمه علي معزة وإبراهيم الذي تطلب خروجه للنور العديد من السنوات ويحدثنا عن رحلته مع الفيلم في هذا الحوار: متي بدأت فكرة الفيلم؟ بدأت فكرة الفيلم في عام2010, ولم أكن مقيما في مصر خلال هذه الفترة لكني كنت اسعي لكتابة أفلام بحكايات وشخصيات مصرية احبها ويمكن تنفيذها في مصر, وكان لدي سيناريو لفيلم اخر عرضته علي المخرج إبراهيم البطوط علي اعتبار أننا اصدقاء منذ فترة طويلة, وقتها قال لي أن لديه فكرة فيلم ويبحث عمن يكتب لها السيناريو, وحكي لي قصة أبطال الفيلم علي وإبراهيم ولم تكن الفكرة لفيلم كوميديا سوداء كما هو الحال في علي معزة وإبراهيم, فقد اقترحت تحويلها لكوميديا سوداء لأنها الانسب للموضوع وحتي تصل للمتلقي بشكل جيد, لذلك بدأنا العمل بهذا الشكل وكتبنا العديد من النسخ وتقدمنا لمهرجانات وجهات مختلفة للحصول علي منح التمويل. وكيف انتقل الفيلم من إبراهيم البطوط لشريف البنداري؟ ثم انسحب إبراهيم من مشروع الفيلم ربما لأسباب خاصة بالانتاج أو لانشغاله بمشاريع اخري, وتجمد المشروع لفترة ثم اتصل بي المنتج حسام علوان ليخبرني أن المخرج شريف البنداري معجب بالفيلم ويريد إخراجه, وبدأت العمل مع شريف علي السيناريو لأنه من المهم ان يكون للمخرج رؤية في السيناريو ويشعر بها وتكون شخصية بالنسبة له ويشعر أنها نابعة من داخله, وانضم للمشروع ايضا شركة فيلم كلينك والمنتج والسيناريست محمد حفظي وأمن به ودعمه بخبرته لاقصي درجة, هو وشريف منحوا الفيلم دفعة قوية وكانوا سببا في نجاحه في النهاية. وماهي مراحل التطوير التي مر بها السيناريو؟ السيناريو تغير أكثر من مرة خلال هذه السنوات, خاصة اني منذ البداية حصلت علي عدد من الورش في كتابة السيناريو ومنها ورشتين مهمين جدا في اوروبا لتطوير السيناريو يشارك فيها كبار كتاب سيناريو من انحاء العالم لمساعدة كتاب السيناريو علي تطوير مشاريعهم, تعلمت كثيرا من هذه الورش وساعدتني علي تقديم فكرة الفيلم بشكل بسيط وعلي تطوير طريقة السرد وتعميق الشخصيات. وهل اختلف سيناريو الفيلم كثيرا بعد مراحل التطوير المختلفة؟ احب العمل علي السيناريو لفترة طويلة وأؤمن بورشة العمل وأن المخرج لابد أن يكون له دورا في تطويره ليشعر أن الفيلم يخصه عندما يبدأ تصويره, واعادة الكتابة أكثر من مرة ومحاولة التطوير الهدف منها الوصول للأفضل لأن دائما هناك أفضل. ألم تكن هناك نقاط خلاف فكرية بينك وبين شريف بنداري اثناء مراحل التطوير؟ لا الحقيقة هي أن شريف ابهرني, فقد عملت مع مخرجين أخرين, لكني اكتشفت اثناء العمل معه أنه فاهم سيناريو بشكل جيد جدا, لذلك فالنقاش معه كان مفيدا ويدخل لمناطق مميزة وحتي عندما نختلف حول نقطة ما لا يكون النقاش من فينا الاصح وأنما النقاش حول ما هو الأفضل لهذا الموقف وما يخدم مصلحة السيناريو أكثر. كتاب السيناريو دائما يخشون الكتابة عن الحيوانات خوفا من صعوبة التنفيذ ألم يقلقك هذا اثناء كتابة مشاهد بطلتها المعزة؟ لا, والحقيقة اني كنت طماع نوعا ما أثناء كتابتي للمشاهد, علي اعتبار اني شاهدت أفلاما علي شبكة الانترنت يشارك فيها معزات مدربة بشكل معين, واكتشفت أن المعزة الي حد ما يمكن تدريبها بشكل معين, لذلك كتبت المشاهد بأريحية والمخرج شريف بنداري هو الذي عانا معها, ولكن أعتقد أن الجمهور كله وقع في غرام المعزة, هناك مشهد علي سبيل المثال الذي تصعد فيه علي الفراش الي جوار علي صبحي لا أعرف كيف قامت المعزة باداء هذا المشهد من تلقاء نفسها, وتظهر فيه بشكل طبيعي جدا وكأنها تعرفه تفاجأت حقيقي. قد يري البعض أن فكرة تناسخ الارواح وعلاقة علي بالمعزة متأثرة نوعا ما بالسينما الأمريكية والاوروبية فما رأيك في هذا؟ لا اوافق علي هذا لأن علاقة الناس بالحيوانات موجودة في كل الثقافات وما قدمته في الفيلم لا يبتعد كثير عن ثقافتنا الشعبية والموروث الشعبي, واحببت أن افتح عقل الناس قليلا وأقدم لهم فكرة وتصور ربما لم يشاهدوه من قبل, وهذا الذي جذبني للفكرة من البداية خاصة وأنها لم تقدم بهذا الشكل من قبل في مصر, ولا اري أنها فكرة أجنبية علي الإطلاق فقد سمعنا حكايات مثلها في الصغر. بعيدا عن شخصية علي وإبراهيم..باقي الشخصيات لم يكن فيها الكثير من العمق؟ هذا طبيعي لأنهما الشخصيتان الرئيسيتان في الفيلم, بالاضافة الي أننا نأخذهما في رحلة بعيدا عن القاهرة ونخرج الي الاسكندرية ومنها الي سيناء بعيدا عن باقي الشخصيات لأن التركيز الاساسي عليهما, حتي اننا تناقشنا اثناء مراحل تطوير السيناريو حول فكرة العودة لتقديم مشاهد عن باقي الشخصيات اثناء سفرهم ام التركيز علي رحلتهما فقط, لكننا وجدنا أن هذا سيبعدنا عن الفكرة التي نريدها فقد خرجنا بهما من القاهرة باعتبارها المدينة التي تقهرهم وتخنقهم ولا تفهمهم, لذلك حرصنا علي الاستمرار في الرحلة والا نعود الي القاهرة ثم نستكملها مرة اخري لكي نحافظ علي حالة الرحلة خارج هذه المدينة مع علي وإبراهيم, فهذا يحدث معنا جميعا اننا عندما نذهب الي الاسكندرية او اي مكان خارج القاهرة نشعر بحالة نفسية مختلفة وصفاء ذهني وراحة لا نجدها في القاهرة. حدثنا عن أعمالك السابقة؟ قدمت فيلما قصيرا من فترة طويلة وشاركت في كتابة مسلسل الجامعة للمخرج هاني خليفة وفيلم الشتا اللي فات مع المخرج إبراهيم البطوط, وعملت في الولاياتالمتحدةالأمريكية لبعض الوقت في المونتاج.