مركز دارالسلام الذى يقع شرق النيل جنوب محافظة سوهاج، على حدود مركز نجع حمادى، والذى يقطنه أكثر من 250 ألف نسمة، ويعتبر من أهم المراكز الشرقية، حيث زاره الرئيس السادات تكريما لأحد ابنائه وكيل مجلس الشعب المرحوم محمد عبدالحميد رضوان، الذى أصبح فيما بعد وزيرا للثقافة، واستجاب الرئيس السادات لطلب رضوان بتحويل اسم المركز من أولاد طوق شرق إلى دارالسلام تيمنا بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. يقول محمد الديب، عمدة النغاميش بدار السلام، ونقيب الفلاحين بالمحافظة، إن مركز «دارالسلام» اشتهر بزراعة الموز وقصب السكر وتقع أغلب قراه تحت مرمى السيول فقد ضرب السيل دارالسلام عدة مرات وأقام الجيش عدة قرى للمضارين ومن أكثر المراكز طردا للسكان، حيث هاجر الآلاف من الشباب مركز دارالسلام لعدم توافر فرص العمل فيه. ويشير الديب إلى أنهم طالبوا الحكومات المتعاقبة بإنشاء مصانع للعمالة مثل السماد والأسمنت، وخصصت المحافظة منطقة فى الصحراء حتى لا تكون ملوثة للبئية بعيدا عن السكان، لكن للأسف لم يتم تنفيذ أى مشروع حتى الآن، وأصبح «دارالسلام» عنوان للاهمال وتدنى الخدمات، منوها إلى أن أكبر دليل على الإهمال: «إننى تبرعت منذ 3 سنوات بقطعة أرض حوالى نصف فدان لإنشاء مدرسة للتعليم الأساسى فى قرية النغاميش لعدم وجود مدرسة فى القرية لكن هيئة الأبنية التعليمية ترفض التبرع دون إبداء الأسباب وتظل هذه المشكلة حتى الآن رغم حصولى على موافقات وزارة الزراعة». المركز محروم من الخدمات وأبسط مقومات الحياة ويصف طارق رضوان، نائب برلماني، «دار السلام» بدار الضلام، بسبب حرمانها من البنية التحتية من مياه شرب نقية رغم وقوعها على النيل مباشرة، ناهيك عن أنها محرومة من الصرف الصحى وتحول المستشفى الوحيد إلى خرابة يخشى المرضى على أنفسهم منه، منوها إلى أن الكارثة هى تحول بعض القرى إلى مسرح للقتال المسلح بين أفراد عائلاتها بسبب النزاع على الأراضى والثأر مثل قرى أولاد سالم والبلابيش قبلى والشيخ إمبادر والخيام. توجهت «روزاليوسف» إلى عادل أبو عقيل، رئيس مركز ومدينة دارالسلام، الذى اعترف بأن مركز دارالسلام من المراكز المحرومة من أهم الخدمات ويعانى العديد من المشكلات المهمة، فضلا عن نشوب المعارك بين العائلات بسبب الثأر والأرض. ويتابع رئيس مركز ومدينة دار السلام: منذ إن توليت المسئولية منذ أشهر عقدت اجتماعا عاجلا مع مسؤلى شركة المياه والصرف الصحى وجار حاليا إنشاء محطة مياه أولاد سالم بتكلفة 255 مليون جنيه، تخدم المدينة وبعض قرى دارالسلام ومجلس قروى أولاد سالم بالكامل، وتم تنفيذ حوالى 95% منها بعد حل مشكلة تخصيص أراض تابعة للرى للمحطة. ويشير أبو عقيل إلى أنه تسلم مستشفى «دار السلام» المركزى «خرابة» دون خدمات وكان مغلقًا تماما والشركة المنفذة لأعمال التطوير والصيانة لم تبدأ أعمالها بعد، منوها إلى أن الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، رفع مذكرة عاجلة لوزير الصحة بعدم قيام الشركة بواجبها وتمت إحالة الشركة إلى النيابة العامة وإنذار المقاول بسحب العملية فى حالة عدم البدء فى العمل. ويضيف: اقترحنا نقل المستشفى إلى سكن الأطباء حتى يمكن عمل صيانة للمبانى مع رسم خطوط للصرف الصحى للمستشفى، وتم استبعاد مدير المستشفى وتكليف الدكتور محمد عبدالهادي، وتعيين مدير جديد للادارة الصحية، وإنشاء ثلاجة جديدة للموتى، علاوة على شراء 3 سيارات جديدة للاسعاف، وبالفعل بدأنا العمل فى المستشفى بصورة أفضل وبلغت تكاليف التطوير 60 مليون جنيه. ويلفت أبو عقيل إلى أنهم نجحوا فى تنفيذ قرارات تعديات على أملاك الدولة بمدينة دارالسلام على مساحة 17 قيراطا، وسيتم إنشاء هايبر كبير عليها، إلى جانب أنه تمت الموافقة على إنشاء وحدة مرور بدارالسلام بدلا من وحدة مرور الكوثر التى تبعد عن دارالسلام حوالى 60 كيلو مترًا، وتمت تغطية ترعة بطول 100 متر بتكلفة 5 ملايين جنيه، وإزالة 200 مطب صناعى غير مطابق للمواصفات والشروط من دارالسلام حتى أخميم، بالإضافة إلى تنفيذ 120 قرار إزالة تعديات من الأهالى على الأراضى الزراعية دون تأمين من قوات الأمن لأول مرة ودون اعتراض من الأهالى. ويلفت رئيس مركز ومدينة دار السلام إلى أنه تم نقل الباعة الجائلين من شارع بورسعيد إلى قرية الكشح، وتمت إعادة تسيير المرور فى الشارع الرئيسى بصورة أفضل وتم عمل تجميل للشارع لأول مرة بعد أن عجزت الوحدة المحلية لمدة 15 عاما على نقل الباعة الجائلين وتم عمل محلات تجارية لهم بديلة.