تباينت مواقف القوي السياسية من مليونية الثورة الثانية المقرر لها الجمعة المقبلة، ففي حين أعلن ائتلاف الثوار مشاركته والحشد عبر بيانات ومنشورات سياسية وزعها علي المواطنين لحثهم علي المشاركة فإن اتحاد شباب الثورة علق مشاركته لحماية الاقتصاد المصري معتبراً أن الوقت حان للعمل وتهدئة الأوضاع، وفيما دعت حركة كفاية الجماهير للاحتشاد بميدان التحرير والمحافظات لإنقاذ ثورة 25 يناير وتصحيح مسارها بما يحقق طموح الجماهير بالقصاص من قتلة الشهداء وتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية فإن حركة 6 أبريل طالبت بتجنب المبالغة في الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات المليونية حتي لا يؤثر ذلك سلباً علي الاقتصاد المصري. وأعلن ائتلاف شباب الثورة مشاركته وعدد كبير من القوي السياسية، حيث يشارك أحزاب العربي الناصري والتجمع والكرامة والاشتراكيين الثوريين لتسهيل احتجاج الثوار علي تجاهل القوي السياسية، فيما يصدر من مراسيم قوانين وعدم الاستماع لمطالبهم قبل الإعلان عنها. وأعد ائتلاف الثورة ورقة سياسية في مقدمة مطالبها تأجيل الانتخابات البرلمانية 6 أشهر عن الموعد المعلن بالمرسوم الصادر عن المجلس الأعلي للقوات المسلحة وذلك لتمكين الأحزاب الجديدة من التواصل مع الشارع وعرض برامجها ومنحها فرصة لمنافسة رجال الأعمال والمرشحين ذوي القبلية من أعضاء الحزب الوطني المنحل ورموز النظام السابق، والدعوة لسرعة محاكمة رموز النظام وعلانية المحاكمات وتطهير مؤسسات الدولة من بقايا النظام والفاسدين ووضع قانون لتجريم الفساد السياسي، إضافة إلي الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين وصرف تعويضات لائقة لأهالي شهداء الثورة والمصابين. من جانبه قال مصطفي شوقي عضو المكتب التنفيذي للائتلاف: إن الائتلاف قرر تجميد حواره مع جميع المستويات الرسمية وأبرزهما الحوار الوطني وجلسات الوفاق مؤكداً انسحابهم من الحوار علي خلفية اعتراضهم عليه شكلاً ومضموناً، فأوضح أن الحوار لا قيمة له لأن القرارات والقوانين تصدر قبل عقده بشكل فردي ومن جانب واحد، لافتاً إلي اعتراض الشباب علي استمرار وجود د.يحيي الجمل ضمن الحوار بعد تكليف د.عبدالعزيز حجازي بالإشراف عليه. بينما أكد فرحات جنيدي أحد الشباب الناصري المشارك أنهم أجلوا فكرة النزول إلي الشارع مرة أخري أملاً في جلسات الحوار إلا أنها خيبت أملهم فقرروا الرجوع إلي ميدان التحرير، لافتاً إلي أن الحوار الوطني يخلو من أي حوار في جوهره وكشف جنيدي أن الشباب سيقوم بتحديد أسماء من فقهاء الدستور والقانون لطرحهم ضمن اللجنة التأسيسية لتشكيل الدستور، فضلاً عن المطالبة بتغييرات وزارية سيعلن عنها وقت الانتهاء من دراستها، وأكد أنه علي رأس مطالب الشباب وجود مجلس رئاسي ليقود البلاد في المرحلة الانتقالية بدلاً من المجلس العسكري. وأكد د.عبدالجليل مصطفي أمين الجمعية الوطنية للتغيير أنهم لن يشاركوا في تلك المليونية التي تعني العبث بالثورة ومعناها وتفريغها من قيمتها، ويضيف: أن من يطالبون بذلك هم مجرد صبية يريدون اللهو ولن نسمح لهم أن يتلاعبوا بأمن ومصالح الوطن في وقت نحتاج فيه لكل دقيقة من العمل الجاد. في نفس السياق أكدت كريمة الحفناوي العضو بحركة كفاية والناشطة السياسية أن أعضاء الحركة عقدوا اجتماعاً أمس الأول لمناقشة موقفهم من هذه المليونية وقد انتهي الاجتماع بالرفض من الجميع لتلك المليونية التي تهدف لزعزعة أفكار الناس واستقرار مصر الذي يعاني هذه الأيام. كذلك أكد عمرو عز المنسق الجديد لحركة «6 أبريل» أن الحركة لن تشارك في مليونية 27 مايو المطالبة بثورة جديدة لأنها غير جادة وتهين من شباب الثورة ومطالبهم والتي تعطيهم صفة هزلية ويوضح أن مطالب الثورة تحدث بالفعل ولكن بالتدريج ومعني ثورة ثانية يعني الإطاحة بالنظام فبأي نظام سنطيح ونحن نرضي عن عمل د.عصام شرف رئيس الوزراء وإن كانت لدينا تحفظات علي بعض القرارات للمجلس العسكري إلا أن الأمر لا يحتاج لثورة جديدة. وفي نفس السياق تجتمع اليوم أحزاب الجبهة الديمقراطية برئاسة أسامة الغزالي حرب وحزب المصريين الأحرار برئاسة نجيب ساويرس وحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي برئاسة د.محمد أبوالغار لتحديد موقفهم من المليونية، وقد أعلن أبوالغار بشكل مبدئي عدم الموافقة علي تلك المليونية.