دعت مجموعات شبابية تحسب على الإسلاميين في مصر المواطنين إلى عدم المشاركة في مظاهرة مليونية جديدة يوم الجمعة المقبل أطلق عليها "ثورة الغضب الثانية"، بحجة أنها تهدف إلى خلق الفتنة والانقسام بين المصريين. كان نشطاء قد دعوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت إلى مظاهرة مليونية في ميدان التحرير يوم 27 مايو تهدف إلى رفض أي محاولة للعفو عن المتورطين في قضايا فساد من النظام السابق، وخاصة الرئيس المخلوع حسني مبارك. كما دعوا إلى تنظيم مسيرات مليونية في كل محافظات مصر مع الاعتصام المفتوح حتى محاكمة مبارك ورموز نظامه محاكمة علنية شفافة. في حين أن نشطاء آخرين دعوا عبر موقع الفيسبوك إلى عدم المشاركة في مظاهرات الجمعة المقبلة، ونشروا تنبيهات عبر الإنترنت تقول إن هذه المظاهرات سيقوم بها "العلمانيون والليبراليون والكفرة والملحدون"، وأعلنوا أنهم ضدها. وقالت مجموعة تسمى "منهج السلف الصالح" عبر الفيسبوك إن الدعوة إلى هذه المظاهرات هدفها إحداث انقسام وخلق فتنة في مصر ودفعها إلى الخراب. كما اعتبرت مجموعة لشباب جماعة الإخوان المسلمين على الموقع أن مقاطعة مظاهرات 27 مايو واجب وطني، معتبرة أن الادعاء بأن المظاهرات للضغط على المجلس العسكري لتسريع المحاكمات كلام غير صحيح. وأكدت المجموعة أن مظاهرات الجمعة المقبلة تهدف إلى الضغط من أجل وضع دستور قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر المقبل، إضافة إلى الالتفاف على إرادة الشعب. ومن جهته، أبدى القيادي في حركة الإخوان المسلمين، الدكتور عصام العريان تحفظه الكامل على الدعوة، خاصة أنها لم تخرج من "اللجنة التنسيقية لجماهير ثورة 25 يناير" التي قال إنها تمثل كافة القوى التي شاركت في الثورة، حيث تضم ممثلين عن "ائتلاف شباب الثورة" و"الإخوان المسلمون" و"مجلس أمناء الثورة"، و"تحالف ثوار مصر" و"الأكاديميون المستقلون" و"ائتلاف مصر الحرة". وكانت عدة قوى ليبرالية وعلمانية قد دعت إلى تأجيل الانتخابات لمنح القوى السياسية فرصة لحشد أنصارها قبل الانتخابات. ويتوقع خبراء أن تتمكن جماعة الإخوان المسلمين من تحقيق مكاسب قوية في البرلمان المقبل، وقد أعلنت أنها ستنافس على نحو نصف مقاعد البرلمان خلال الانتخابات المقبلة. من جانبها قالت حركة شباب 6 أبريل -وهي إحدى الجهات الداعية للمظاهرة الجديدة- على لسان أحمد ماهر المنسق العام للحركة:" إن مجموعات شبابية جديدة متحمسة انضمت للعمل السياسي بعد ثورة 25 يناير أعلنت مشاركتها في المظاهرات"، موضحًا أن موقف القوى والأحزاب وائتلافات الشباب لم يتضح بعد، لكنه توقع مشاركتهم وعلى صعيد آخر أعلن التيار السلفي المصري عن نيته إنشاء حزبين أحدهما باسم "النور" والآخر باسم "الفضيلة"، وقد أعلن إمكانية تشكيل تحالف مع حزب "العدالة والحرية" الذي أسسه الإخوان قبل الانتخابات البرلمانية. .