تحطم طائرة صغيرة وسط المكسيك أثناء هبوط اضطراري ومصرع 7 أشخاص    لحظة سقوط الحاويات من على قطار بضائع بقرية السفاينة بطوخ.. فيديو    حورية فرغلي: بقضي وقتي مع الحيوانات ومبقتش بثق في حد    حورية فرغلي: لسه بعاني من سحر أسود وبتكلم مع ربنا كتير    محمد القس: أحمد السقا أجدع فنان.. ونفسي اشتغل مع منى زكي    جلال برجس: الرواية أقوى من الخطاب المباشر وتصل حيث تعجز السياسة    خطوات عمل الاستمارة الإلكترونية لدخول امتحانات الشهادة الإعدادية    بسبب سوء الأحوال الجوية.. تعطيل الدراسة في شمال سيناء اليوم    وكيل صحة الغربية يعلن افتتاح وحدة التصلب المتعدد والسكتة الدماغية بمستشفى طنطا العام    توسك: التنازلات الإقليمية لأوكرانيا شرط أمريكي لاتفاق السلام    وفاة شخص وإصابة شقيقه في مشاجرة بالغربية    تأجيل محاكمة 9 متهمين بخلية المطرية    ترامب يعلن مادة الفينتانيل المخدرة «سلاح دمار شامل»    مباراة ال 8 أهداف.. بورنموث يفرض تعادلا مثيرا على مانشستر يونايتد    لإجراء الصيانة.. انقطاع التيار الكهربائي عن 21 قرية في كفر الشيخ    أيامى فى المدينة الجامعية: عن الاغتراب وشبح الخوف!    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الثلاثاء 16 ديسمبر    لقاح الإنفلونزا.. درع الوقاية للفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الشتاء    إنقاذ قلب مريض بدسوق العام.. تركيب دعامتين دوائيتين ينهي معاناة 67 عامًا من ضيق الشرايين    «المؤشر العالمي للفتوى» يناقش دور الإفتاء في مواجهة السيولة الأخلاقية وتعزيز الأمن الفكري    العربية لحقوق الإنسان والمفوضية تدشنان حوارا إقليميا لإنشاء شبكة خبراء عرب    ثماني دول أوروبية تناقش تعزيز الدفاعات على الحدود مع روسيا    وزير قطاع الأعمال العام: عودة منتجات «النصر للسيارات» للميني باص المصري بنسبة مكون محلي 70%    5 أعشاب تخلصك من احتباس السوائل بالجسم    لجنة فنية للتأكد من السلامة الإنشائية للعقارات بموقع حادث سقوط حاويات فارغة من على قطار بطوخ    تحطم زجاج سيارة ملاكي إثر انهيار شرفة عقار في الإسكندرية    الكونغو: سجن زعيم المتمردين السابق لومبالا 30 عامًا لارتكابه فظائع    محافظ القليوبية ومدير الأمن يتابعان حادث تساقط حاويات من قطار بضائع بطوخ    نهائي كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب ضد الأردن والقنوات الناقلة    كأس العرب، حارس مرمى منتخب الأردن بعد إقصاء السعودية لسالم الدوسري: التواضع مطلوب    التموين تواصل افتتاح أسواق اليوم الواحد بالقاهرة.. سوق جديد بالمرج لتوفير السلع    منذر رياحنة يوقّع ختام «كرامة» ببصمته... قيادة تحكيمية أعادت الاعتبار للسينما الإنسانية    إبراهيم المعلم: الثقافة بمصر تشهد حالة من المد والجزر.. ولم أتحول إلى رقيب ذاتي في النشر    نقيب أطباء الأسنان يحذر من زيادة أعداد الخريجين: المسجلون بالنقابة 115 ألفا    مصرع طفلين وإصابة 4 أشخاص على الأقل فى انفجار بمبنى سكنى فى فرنسا    شيخ الأزهر يهنئ ملك البحرين باليوم الوطني ال54 ويشيد بنموذجها في التعايش والحوار    فتش عن الإمارات .. حملة لليمينيين تهاجم رئيس وزراء كندا لرفضه تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية    حسام البدرى: من الوارد تواجد أفشة مع أهلى طرابلس.. والعميد يحظى بدعم كبير    الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم    الأمر سيصعب على برشلونة؟ مدرب جوادلاخارا: عشب ملعبنا ليس الأفضل    منتدى «السياحة والآثار» وTripAdvisor يناقشان اتجاهات السياحة العالمية ويبرزان تنوّع التجربة السياحية المصرية    في جولة ليلية.. محافظ الغربية يتفقد رصف شارع سيدي محمد ومشروعات الصرف بسمنود    محافظ الجيزة يتابع تنفيذ تعديلات مرورية بشارع العروبة بالطالبية لتيسير الحركة المرورية    العمل: طفرة في طلب العمالة المصرية بالخارج وإجراءات حماية من الشركات الوهمية    حضور ثقافي وفني بارز في عزاء الناشر محمد هاشم بمسجد عمر مكرم    الثلاثاء إعادة 55 دائرة فى «ثانية نواب» |139 مقرًا انتخابيًا بالسفارات فى 117 دولة.. وتصويت الداخل غدًا    غزل المحلة يطلب ضم ناصر منسى من الزمالك فى يناير    السعودية تودع كأس العرب دون الحفاظ على شباك نظيفة    القبض على المتهم بالشروع في قتل زوجة شقيقه وإبنته ببولاق الدكرور    متحدث الصحة: إطلاق الرقم الموحد 105 لتلقي استفسارات المواطنين    هل الزيادة في الشراء بالتقسيط تُعد فائدة ربوية؟.. "الإفتاء" تُجيب    الإدارية العليا ترفض الطعون المقدمة في بطلان الدوائر الانتخابية في قنا    اللمسة «الخبيثة» | «لا للتحرش.. بيئة مدرسية آمنة» حملات توعية بالإسكندرية    كيف أرشد الإسلام لأهمية اختيار الصديق؟ الأزهر للفتوي يوضح    وزير التعليم: تطوير شامل للمناهج من رياض الأطفال حتى الصف الثاني الثانوي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 15-12-2025 في محافظة قنا    الأزهر يدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف تجمعًا لأستراليين يهود ويؤكد رفضه الكامل لاستهداف المدنيين    حُسن الخاتمة.. مفتش تموين يلقى ربه ساجدًا في صلاة العشاء بالإسماعيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أريحا أقدم مدينة فى التاريخ وآثارها معرضة للسرقة والنهب
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 15 - 09 - 2015

ما بين قتل وحرق وسرقة وتزوير يتعرض أشقاؤنا الفلسطينيون لانتهاكات يومية والجميع يقف متفرجا عما يحدث أطفال تحرق وزرع يدمر وسيدات ينتهك أعراضهن ورجال يعذبون لكسر رجولتهم ولكن سيظل الشعب الفلسطينى صامد رغم الاحتلال مثابرًا رغم الصمت العربى والدولى منتظرًا أمته العربية أن تنهض فى يوم من الأيام لأجلك ياقدس يازهرة المدائن على مدار 6 أيام ترصد روزاليوسف من خلال جولاتها داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة حجم المعاناة والانتهاكات والسرقة وتزوير التاريخ تصل إلى سرقة الزى الفلسطينى والمأكولات الأساسية بداية من أريحا وصولا إلى قلقليلية ونابلس مرورا بالخليل وبيت لحم وطولكرم وأنهينا الجولة بمحافظة القدس.
على مدار 6 أيام ترصد «روزاليوسف» من خلال 8 حلقات خلال جولاتها داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة حجم المعاناة والانتهاكات والسرقة وتزوير التاريخ تصل إلى سرقة الزى الفلسطينى والمأكولات الأساسية بداية من أريحا وصولا إلى قلقليلية ونابلس ورام الله حيث أجرينا الحوار مع الرئيس أبو مازن كما تنقلنا إلى الخليل وبيت لحم وطولكرم وأنهينا الجولة بمحافظة القدس وتعتبر مدينة أريحا الواقعة على الضفة الغربية لنهر الأردن إلى الشمال من القدس أقدم مدينة فى فلسطين وربما فى العالم، حيث يرجع تاريخ إنشائها إلى العصر الحجرى، وذلك منذ نحو عشرة آلاف عام.
قبل أن يتحدث محافظ أريحا مجاهد الفتيانى عن الأوضاع فى بداية جولتنا قال إن لمصر دورا كبيرا عبر التاريخ فى القضية الفلسطينية مشيرا إلى أنه كانت هناك مملكة فى جنوب أريحا إلى أن جاء الملك حتشبسوت وغزاها وقام بخضوعها إلى السيادة المصرية وهى على مقربة من البحر الميت مشيدا بالتضحيات التى قدمها الجانب المصرى طوال التاريخ وأن مصر مازالت تدفع ثمن هذه المواقف وهى دائما سند وعون لنا ثم تطرق المحافظ إلى الحديث عن مدينة أريحا وهى أقدم مدن العالم عمرها عشرة آلاف عام وظلت مأهولة بالسكان عبر التاريخ وهى تعتبر أكثر نقطة انخفاضا عن سطح البحر بمعدل 320 مترًا وأريحا بها جبل التجربة والذى عاش به سيدنا عيسى عليه السلام لمدة 40 يوما يقاوم مغريات الشيطان هذا الإضافة إلى العديد من الكنائس والتى تؤكد على النسيج الاجتماعى كما يوجد بالمحافظة قصر هشام الموى ومقام سيدنا موسى هذا بالاضافة إلى البحر الميت ويشتهر بالمعادن.
الأغوار فى أريحا خير فلسطين لإسرائيل
الأغوار بمحافظة أريحا تشكل ثلث مساحة الضفة الغربية بها 37 مستوطنة إسرائيلية يسكنها 6 آلاف مستوطن فى النهار فقط وفى الليل يغادرون إلى أماكنهم داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة بهدف إثبات احتلالهم لتلك الأماكن مشيرًا إلى أنه منذ عام 94 لم يسجل أى حادث أمنى فى الاغوار موضحا أن الأمن والاستقرار هو احتياج فلسطينى وليس لأمن إسرائيل بهدف الحفاظ على الأغوار وأريحا مشيرا إلى أن الهدف الإسرائيلى من الاغوار هو هدف اقتصادى حيث تمثل عائداتهم من سرقتهم لها 600 مليون دولار والتى تشتهر بزراعة الفواكه وخاصة الموز بالإضافة إلى منظومة التمليح على البحر الميت تصل إلى 500 مليون دولار سنويا لذا فالاحتلال يسيطر على الارض والمياه وسرقة الثروات الطبيعية مؤكدا أن هناك مقارنة بالغة الصعوبة حيث تستولى إسرائيل على 45 مليون متر مكعب من المياه سنويا فى حين أن الضفة وقطاع غزة حسب اتفاقية باريس جميعها تستغلين 110 ملايين متر من المياه.
وأضاف محافظ أريحا أن 85 % من مساحة الاغوار مناطق عسكرية مغلقة ولا نستطيع أن نستفيد من تلك الاراضى و46 % هى حقول ألغام على امتداد الاردن و11 % من المساحة لخدمة الاستيطان والمستوطنات فقط يتحرك الفلسطينيون على مساحة 4% أى ألفى متر مربع مساحة المحافظة 45كيلومتر مصنفة «أ» بالاضافة إلى 17 كيلو متر مربع بها 6 تجمعات سكنية سيطرة سكانية ولا نسيطر على الاراضى وعلى الرغم من ذلك الآن أن الاحتلال مازال يمارس بلطجته داخل الاراضى
ففى الوقت التى تسيطر 37 مستعمرة فى الأغوار على نحو 1200كم2 والتى تشكل50 فى المائة من المساحة الكلية للأغوار فإن الهدف من وراء الخطة الجديدة هو الالتفاف على كون منطقة البحر الميت إرث تاريخيًا وسياحيًا عالميًا ومنطقة محتلة يجب الحفاظ على طابعها إذ لا يحق لسلطات الاحتلال الإتيان بأى تغيير يمس بطبيعة المنطقة وأوجه استخدامها لغير الضرورات العسكرية أو لتلبية احتياجات السكان تحت الاحتلال.
وإسرائيل ومنذ اليوم الأول للإحتلال كانت جاهزه بمخططاتها الاستعمارية فأجرت شواطيء البحر الميت لشركات استعمارية سياحية وأخرى اقتصادية لاستخراج المعادن وكان مصنع البوتاس من اهم المشاريع التى أدت إلى انخفاض منسوب المياه فى البحر الميت كما عمدت إسرائيل إلى تحويل معظم المياه إلى جنوب فلسطين فى خطتها المعروفة التى سوقت لها ان إسرائيل ستحول الصحراء النقب إلى جنة على الارض واكثر من ذلك فقط طال التدمير النسيج السكانى الفلسطينى فقد اختفت من الأغوار قطاعات سكانية كانت تعيش على ضفاف نهرالأردن واختفت كل أنواع الصناعات السياحية فى منطقة اريحا وبدلا من التفكير فى تطوير القطاع السياحى فى أريحا وإنعاش الحياة حياة السكان بدأ التفكير فى كيفية الحفاظ على البحر الميت فى استحداث مشاريع جلب مياه من البحر الأحمر أو المتوسط إلى البحر الميت.
وإن خطة إسرائيل تعتبر من اخطر الخطط التى سعت إسرائيل لتطبيقها فى الأغوار وامتلاك هذه الأراضى يعنى بكل وضوح تسريبها للمستعمرات وبالتالى الذهاب لفرضية تبادل الاراضى ومفاوضات لا تنتهى بهذا الخصوص وتعنى بكل تأكيد السعى الفعلى لليسطرة الدائمة على الحدود وتعنى أيضا قص جناح السياحة للاقتصاد الفلسطينى الذى يتركز على الزراعة والسياحة وكلها فى الأغوار، او العبور إليها من الاغوار
الحياة فى أريحا
السلطة الفلسطينية هنا تتحمل تطوير التعليم واستطعنا أن نوفر الكثير هنا حيث إن هناك 450 غرفة دراسية ولم يكن هناك سوى 10 طلاب يدرسون الآن بلغوا 4 آلاف طالب على مقاعد الدراسة خلال 20 عاما ولم يتوقف دور السلطة أو المحافظة عند ذلك الحد بل هناك عيادات طبية متنقلة ونحن نسعى إلى مقاومة تهجير العشائر البدوية ونساعدها فى الصمود يبلغ عدد السكان 56 ألف مواطن بالنسبة للسياحة لاتوجد لها فعاليات فلسطينينة ولانها تأتى عبر شركات السياحة الإسرائيلية والبنية الاساسية ضعيفة
وحول دعوات مقاطعة زيارة الاراضى الفلسطينية المحتلة قال محافظ أريحا إن لفلسطين خصوصية كبيرة فالفرس والتتار والرومان كانت تأتى وتذهب وهذا ليس أول احتلال لبيت المقدس ولم تصدر فتوى عبر التاريخ بعدم زيارتها لانها محتلة فهذه الاقاويل هو لهدم المعنويات ولذلك نرجو الدعم والمساندة لكى تشكل الدول العربية ضاغطًا على الاحتلال فالموضوع ليس دعما للاحتلال فهناك سفارات إسرائيلية فى بعض الدول العربية وهناك دول تتحالف مع إسرائيل مثل قطر مشيرا إلى أن الشعب المصرى متدين بطبعه لذلك نرجو ممن يدعون أنهم يحملون لواءات الاسلام منهم حزب التحرير الفلسطينى ممكن أن يرجعنا إلى الوراء 500 عام وهو حزب نشأ على حركة الإخوان المسلمين وفكره مثل الافكار الداعشية وعقيدته هو احياء الخلافة ويختلف مع الاخوان فى فلسطين والآن بعض منهم يحملون السلام وهم من يحرمون زيارة القدس والاراضى الفلسطينية المحتلة وكيف ذلك وهم لا يواجهون الاحتلال.
«روزاليوسف» داخل مقر إقامة الرئيس عرفات أثناء الحصار
وبعد أن استطرد محافظ اريحا الاوضاع داخل المحافظة قمنا بالتوجه إلى متحف الشهيد الراحل القائد ياسر عرفات وهو عبارة عن متحف صغير يوجد به سريره وغرفه نومه وبعض الصور أثناء حصاره فى عام 2003 حيث استمر حصاره عامًا كاملاً إلى أن استتشهد هذا بالإضافة إلى صور أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية وكان جميعهم من تيارات مختلفة منها الاخوان حزب التحرير ولكنهم انشقوا عن تلك الأفكار وكان هدفهم الوطن والقضية الفلسطينينة منهم كمال عدوان وأبو يوسف النجار وكان أمير لجماعة الاخوان المسلمين فى قطاع غزة وتم اغتيالهم فى بيروت وخالد الحسن وكان عضوا فى حزب التحرير وصلاح خلف أبو إياد وحركة فتح سحبت البساط من تحت أقدام تلك التنظيمات لان الاخوان المسلمين دائما يخدمون النظام الحاكم والذى كان يعطيهم الحرية لتحركاتهم ولانهم يريدون دولة دينية لكى يحولوا المواطنين إلى عبيد.
قصر هشام
وعقب لقائنا مع المحافظ اصطحبنا داخل احد أهم المعالم الاثرية داخل محافظة أريحا وهو قصر هشام ولكن للاسف نتيجة السياسات الإسرائيلية المجحفة لايوجد أى وجود للسياحة هناك سوى عبر الشركات الإسرائيلية كل مواردها تعود للكيان المحتل ودخلنا المعلم الاثرى وتجولنا بداخله وشاهدنا فيلم يحكى ما هذا القصر.
قبر النبى موسى
تعتبر مدينة أريحا الواقعة على الضفة الغربية لنهر الأردن إلى الشمال من القدس أقدم مدينة فى فلسطين وربما فى العالم، حيث يرجع تاريخ إنشائها إلى العصر الحجري، وذلك منذ نحو عشرة آلاف عام. وفى أريحا معالم أثرية هامة مثل تل أريحا أو أريحا القديمة ودير القرنطل وعين السلطان وقصر هشام الذى ما زالت أطلاله وأعمدته ومحراب مسجده ومدخله الرئيسى وحمام الخليفة قائمة حتى اليوم فى موقعه على مسافة كيلومترين إلى الشمال من وسط أريحا.
ويقع قصر هشام على الضفة الشمالية لوادى نويعمة فى وادى الأردن ويعرف موقعه بأطلال خربة المفجر، ونسب بناء هذا القصر إلى هشام بن عبد الملك، وذلك على ضوء دلائل كتابية اكتشفت فى الموقع، ولكن يعتقد أن القصر تم تشييده على مراحل إبان عهد هشام الذى حكم الدولة الأموية عشرين عاما (723 - 743 م) والوليد بن يزيد الذى حكم عاما واحدا (743 - 744م) ولهذا فقد غلبت نسبته إلى هشام.
ولم يكن هذا القصر المقر الرسمى للخليفة هشام الذى يعتبر آخر الخلفاء الأمويين الكبار الذين حكموا دولة كبرى امتدت من حدود الصين شرقا إلى حدود فرنسا غربا، لكنه كان قصرا شتويا للراحة والاستجمام على أطراف بادية الشام.
ودمر هذا القصر فى زلزال عنيف ضرب المنطقة عام 749 للميلاد/131 من الهجرة، أى بعد بنائه ببضع سنين، وأعيد استخدامه بصورة جزئية فى العهدين العباسى والأيوبى.
ويتكون قصر هشام من بناء مربع مشيد من طابقين تحيط به أبراج دائرية عند الزوايا، وغرف القصر مرتبة حول ساحة مركزية بها بلاط حجرى تحيط بها أربعة أروقة بأعمدة. ويقع المدخل الرئيسى للقصر فى الجهة الشرقية، وهو عبارة عن ممر معقود تحيط به مقاعد حجرية للحراس ومزين بزخارف حجرية ويضم الطابق الأرضى قاعة لاستقبال الضيوف وأماكن لسكنى الخدم ومصلى صغيرا للخليفة يتجه محرابه إلى القبلة وفى الجزء الغربى من الساحة المركزية درج حجرى يفضى إلى السرداب (الحمام البارد) الذى ما زال قائما بينما يؤدى درجان فى الزاويتين الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية للساحة إلى الطابق العلوى الذى تشير كل الدلائل إلى أنه كان الجناح السكنى للخليفة. وكانت بعض غرف الطابق العلوى المطلة على الساحة من الشرق مغطاة بالرسوم الجدارية، وهى نماذج نباتية وهندسية وقد شيد القصر بالحجارة المقطوعة من الحجر الرملى إلى جانب السقوف الخشبية المغطاة بالقرميد. وكانت الأرضيات مرصوفة بحجارة من منطقة النبى موسى إلى جانب الفسيفساء.
وفيما يتعلق باكتشاف هذا القصر فإن دائرة الآثار الفلسطينية قامت بالتنقيب فى موقعه فى الفترة بين عام 1935 وعام 1946 تحت إشراف ديمترى برامكى وروبرت هاملتون. وتجددت عمليات التنقيب عام 2006 تحت إشراف دكتور حمدان طه فى موقع هذا القصر الذى كان يضم مسجدا وحماما كبيرا ونافورة وساحات وحدائق يحيط بها سور خارجى وكان قصر هشام يزود بالمياه من نبعى الديوك والنويعمة أسفل جبل قرنطل على مسافة 4 كيلومترات إلى الغرب، وذلك بواسطة قناة مشكوفة وقامت دائرة الآثار الفلسطينية بأعمال ترميم وتأهيل واسعة فى هذا الموقع منذ عام 1995 شملت الأرضيات والجدران والطريق المؤدية إلى القصر.
قبر النبى موسى كليم الله
يقع مقام النبى موسى الذى أوجده صلاح الدين الأيوبى وأنشأ عليه الظاهر بيبرس سنة 668ه/1269م البناء، إلى الجنوب من أريحا ب 8 كم، ويبعد عن القدس 28 كم باتجاه الشرق، وذلك فى منطقة صحراوية منعزلة قليلة الأشجار والأعشاب. ويبعد 5 كم عن نهر الأردن جهة الغرب.
ويقع المقام على تلة ترابية مخروطية الشكل فى منطقة معزولة من برية القدس، ومما يزيد من قدسية المكان أن الصخور السوداء المنتشرة حوله بكثرة قابلة للاشتعال لاحتوائها على زيوت مشتعلة، ولهذا يعدها الناس من كرامات المكان.
ويعتبر مقام النبى موسى قرب أريحا، أهم مقامات فلسطين بسبب ضخامة أبنيته وتاريخه القديم، وشهرته الواسعة بسبب موسمه، ودوره فى تاريخ فلسطين الحديث. ويمثل هذا المقام فن العمارة الإسلامية فى أروع صورها، وهو عبارة عن بناء ضخم من طابقين تعلوه قباب ضحلة على النمط المملوكي، كما يحيط به سور له خمسة أبواب كلها مغلقة باستثناء الباب الغربي.
وتبلغ مساحة سطح المقام داخل الأسوار حوالى أربعة أفدنة ونصف (4500 متر مربع)، ويتوسط المقام فناء مكشوف مكون من ساحات ثلاث، تبلغ مساحة أكبرها 330 مترا مربعا، وتوجد فى وسطها بئر عميقة لجمع المياه لها بابان، ويحيط عدد كبير من الغرف بالساحات، يبلغ عددها نحو 120 غرفة، إلى جانب مسجد صغير مساحته 250 مترا مربعا، تقابله مئذنة قصيرة من الشمال.
والمسجد مقسوم إلى قسمين يفصل بينهما جدار عريض فيه شباك مفتوح، القسم الشرقى للرجال والغربى للنساء، ويتميز بأنه أصغر حجما كما أن أرضيته أوطأ من أرضية الصالة المخصصة للرجال.
ويضم مسجد الرجال محرابا وكانت السياحة بمناسبة موسم النبى موسى فى فلسطين سياحة وطنية عامة ينتقل فيها الناس من الأراضى الفلسطينية كافة إلى مدينة القدس أولا، ومن ثم إلى أريحا ومقام النبى موسى. ويقصد بالموسم احتفال شعبى جماهيرى فيه الطابع السياحى الاحتفالي، وفيه الطابع الديني. ويأتى الناس فى الموسم إلى مقام النبى أو الولى للقيام بأداء واجب الزيارة وتقديم الاحترام، وأداء الطقوس الدينية، والمشاركة فى الفرح الوطنى حول المزار، والوفاء بالنذور وختان الأطفال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.