عن المجلس الأعلى للثقافة صدر حديثا كتاب « وجوه أخرى لفتحى غانم» جمعه وأعده وقدمه الكاتب شعبان يوسف وقد حاول فيه يوسف أن يعيد تقديم الكاتب الراحل فتحى غانم ويكشف عن أهم المحطات فى حياته وأهم معاركه الصحفية. فى مقدمته التى حملت عنوان « فتحى غانم ذلك الكنز المجهول» ذكر يوسف مجتزأ من الرسالة التى بعثها فتحى غانم الى غالى شكرى فقال له» من المفيد أن اذكر لك بعض المعارك الأدبية التى خضتها منذ بدأت الكتابة فى الصحف. عام 1952 فى روزاليوسف فى باب « أدب» هاجمت الكاتب المبتدئ «أحمد الصاوى». محمد وعبدالرحمن الخميسى وهاجمنى الخميسى فى المصرى قائلا انى «ابن ذوات» وأكتب قصصا فاشلة. وفى عام 1954 سلسلة مقالات فى آخر ساعة بعنوان «طه حسين عقبة ضخمة فى طريق القصة القصيرة» وقد أدخلتنى هذه المقالات فى معمعة مع فرقة كبيرة من الكتاب. أما عام 1955 فهاجمت أسلوب محمود أمين العالم فى النقد ورد محمود فى روزاليوسف بمقال «فتحى غانم والنقد الأسود» وكان ذلك فى باب للنقد بآخر ساعة عنوانه « أدب وقلة أدب». عام 1956 كتبت جملة مشتركة مع الدكتور رشاد رشدى عن كتاب القصة القصيرة فى اخر ساعة وكتبت عن يوسف السباعى «التلميذ البليد يكتب فى فوائد الحديد» وكتب يوسف السباعى عنى وعن رشاد رشدى «أن رشدى وفتحى ثنائى الأدب الراقصتان ليزو وتين». عام 1956 هاجمت قصص عبدالحليم عبدالله الذى رد بمقال فى آخر ساعة «فتحى غانم وفرقة ساعة لقلبك» وفى نفس العام هاجمت أسلوب نعمان عاشور فى القصة كما هاجمت مضمونها أنها سلسلة طويلة من المعارك التى خضتها أو تورطت فيها واضح أنك لم تسمع عنها» ويقول شعبان يوسف «ويبدو أن هذا التقريع الخفيف الذى قام به غانم تجاه غالى شكرى هو طريقته فى المعارك دوما فهو لا يهتف ولا يصرخ ولا يصيح ولم يحاول اثارة أى زوابع حوله والمتابع لمسيرته فهو لم يكن منتميا الى جماعة أو شلة أو تيار أو اتجاه ايديولوجى ينظر له وكان المغنى الاعظم خارج كل الأسراب السياسية والثقافية. والجدير بالذكر ان فتحى غانم هو أديب مصرى وُلد بالقاهرة فى 24 مارس 1924، ينتمى لأسرة بسيطة، تخرج فى كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول «القاهرة حاليًا» عام 1944، حيث عمل بالصحافة. ورغم كونه صحفيًا ورئيس تحرير لأكثر من جريدة، فقد حاول أن يروض الأديب الثائر فى داخله الذى يدفعه أن يكون حرًا بلا قيود العمل والتزاماته ويتفرغ للفن والأدب وحرص على التغريد خارج سرب الثقافة والادب حتى يكون صوتا متفردا للنهاية.