تبدو روايته "الرجل الذى فقد ظله"، التى قدمت أوائل ستينيات القرن الماضى أى منذ أكثر من 50 عامًا، وكأنها تكتب الآن وفى كل عصر، فيها يقدم الكاتب فتحى غانم شهادة هى الأولى فى عالم الصحافة الذى عاصره منذ نهاية الأربعينيات حتى أصبح أحد أعمدة الصحافة المصرية، إضافة إلى كونه علامة بارزة فى خريطة الأدب العربى، حيث يكشف فى روايته سنوات طويلة حول شخصية أكبر انتهازى فى عالم الصحافة يتأكد ويتجدد كل يوم. تخرج فتحى غانم من كلية الحقوق وعمل بالنيابة الإدارية ثم تركها للعمل فى الصحافة بمجلة "آخر ساعة" ثم ينتقل منها الى مجلة "روز اليوسف" ثم رئيسًا لتحرير مجلة "صباح الخير" خلفًا لأحمد بهاء الدين، ورئيسًا لتحرير "وكالة أنباء الشرق الأوسط" ورئيسًا لمجلس إدارة دار التحرير ورئيس تحرير الجمهورية وأخيرًا رئيسًا لتحرير "روز اليوسف" عام 1973. وتحل فى 24 فبراير الجارى الذكرى الرابعة عشرة لوفاته. كانت أولى معاركه الصحفية مع الروائيين إحسان عبد القدوس، ويوسف السباعى، وعبد الحليم عبدالله، حين كتب منشورًا فى مجلة آخر ساعة 1954 يتفق مع رشاد رشدى، فى رفض الجيل السابق من الروائيين وعدم الاعتراف بهم وغضب السباعى وكتب مقالًا بعنوان (ليز ولين)، وهما راقصتان يهوديتان معروفتان فى مصر ويقصد هنا التلميح إلى غانم ورشدى، فرد عليه غانم بمقال بعنوان (التلميذ البليد يكتب فى فؤاد الجديد)، أما معركته الثانية فكانت مع الناصريين حين نشر كتابه (بين الدولة والمثقفين)، يعرض فيه تجربته والأحداث التى عاصرها مؤكدًا عظمة عبد الناصر ومساوئ من كانوا حوله وأخطاء المرحلة التاريخية مما أغضب الناصريين ودخلوا معه فى معارك طويلة.