أدخنة مصانع البلاستيك ومسابك الرصاص تخيم على سماء شبرا الخيمة

تعد مدينة شبرا الخيمة بالقليوبية التى يبلغ عدد سكانها حوالى مليون و143 ألف نسمة وتضم عددًا من القلاع الصناعية والمصانع البدائية أيضا واحدة من أكثر مدن العالم تلوثا نتيجة انبعاث أدخنة مصانع البلاستيك ومسابك الرصاص كثيفة التلوث والمواد الكيميائية الضارة وبخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وافتقاد هذه الصناعات شرط السلامة والصحة العامة لما تنتجه من أدخنة وانتشار الغبار الذرى بالهواء حيث كشف تقرير صادر عن وزارة الإدارة المحلية حول محافظة القليوبية أن تلك المدينة الأكثر تلوثا بالمحافظة وتحتاج إلى إمكانيات مالية ضخمة لمواجهة التلوث وارتفاع نسبة الأمراض والتى تسبب الوفاة بالقليوبية وفقا للتقارير التى تسجلها المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة بالمدينة.
«روزاليوسف» رصدت معاناة أهالى مدينة شبرا الخيمة من التلوث الصادر عن تلك الصناعات، ففى منطقة الوحدة العربية والتى يوجد بها مصانع البلاستيك ومسابك الرصاص، ومحطة الكهرباء الواقعة بمنطقة الشرقاوية. حيث اشتكى الاهالى من التلوث الناتج عن الادخنة التى تخرج محملة بالرصاص وغاز كربونات الصوديوم والتى تسببت بانتشار أمراض الحساسية بالمنطقة.
وقال عماد جاد صاحب محل بجوار المحطة ان تربينات المحطة تتسبب فى حدوث ذبذبة المنازل المحيطة بالمحطة، بسبب زياده نسبة الكربون بالجو.
وأبدت رباب محمد ربة منزل أحد السكان المقيمة بجوار المحطة قلقها من حدوث انفجار بالمحطة وموتها هى واطفالها، موضحة ان وجود المحطة يمثل خطرًا داهمًا عليها لانه يتساقط منها «رذاذ» مثل المطر لونه اسود، والتلوث يحيطهم من كل جانب حتى المدارس المحيطة بتلال القمامة والحيوانات الميتة.
وقالت ام عبدالمنعم ربة منزل احد الاهالى القاطنين بجوار المحطة: اوقات نسمع اصوات كانفجار قنبلة يصيبنا بالرعب خاصة الأطفال، حيث نعانى من أمراض الحساسية نتيجة تلوث النابع من المحطة بسبب تصاعد أدخنة سوداء بالجو باستمرار.
وكشفت حنان مهنى 35 سنه ربة منزل، ان التلوث المحيط بهم تسبب فى اصابة طفلها 8 سنوات بفيروس «سى» نظرًا لانتشاره فى كل مكان بالمنطقة مؤكدة أن مسئولى الحى يقومون بحرق القمامة وتتصاعد أدخنتها ما يزيد أضرارها على أطفالها،
ومن محطة الكهرباء ننتقل الى مصانع البلاستيك وأخرى مسابك الرصاص الكائنة بشارع الخرس والاعاجم بشبرا الخيمة، واذا انتهى الأمر بتهديد حياة المواطنين بالهواء المحمل بالرذاذ الأسود، فتأتى الكارثة الأكبر لمصانع البلاستيك ومصانع مسابك المعادن والرصاص والتى تؤدى الى أمراض السرطات، ووفاة العاملين.
ففى أول خطوة من بداية الشارع تشم رائحة خانقة لا يطيقها بشر!!، وعلى بعد مسافة قصيرة والتى لاتتعدى 5 أمتار
التقيت عم أحمد 57 سنة اهالى المنطقة يعانون من الامراض بسبب تلك المصانع التى تزيد عن 35 مصنعا والتى ينبعث منها رائحة كريهه لا احد يتحملها والتى تسببت فى انتشار أمراض الصدر والسرطان.
ويقول سامى جلال أحد الأهالى ان المسابك تعمل من مخلفات المصانع وتحويلها لاحواض ومواسير مياه، وبالوعات الصرف الصحى مما يجعلها صناعة مهمة، مطالبا بنقل تلك المصانع الى منطفة بعيدة عن السكان لحماية المواطنين من الإصابة بالأمراض.
ويشكو محمد عبدالسميع 50 سنة احد العمال بمسابك الرصاص من الاصابة بأمراض حساسية الصدر والربو ورغم ذلك مضطر أن يعمل فى المسابك من أجل لقمة العيش.
وبنظرات حزن وشقى يقول ياسر احمد 27 سنة عامل: كلنا كعمال بمصانع مسابك الرصاص بنعانى من امراض القولون والكبد والصدر
وأكد أن العاملين بالمسابك لا يوجد تأمين عليهم ومن يصاب بمرض يطرده صاحب المصنع إلى الشارع» مؤكدا أن زملائهم أصيبوا بالسرطان والمسئولين فى غياب تام.
وقال أحد العاملين رفض ذكر اسمه انهم يتعرضون للتهديد من ويقوم بأى شكوى يكون مصيرة الشارع، ولايوجد له مكان فى العمل، كاشفا أن أحد العاملين بمصنع الرصاص توفى منذ شهور قليلة وعندما ذهب الى المستشفى لم يدلى مدير المصنع بحقيقة الأمر، وإنتهى الأمر وضاع حق العامل الفقير الذى ينتظر يوميته للإنفاق على اسرته.
فيما ورفض مديرى المصانع بأن يصرح بأى حديث عن أزمة إعتصام العمال بسبب عدم توافر الأمان لهم وانخفاض مرتباتهم فى ظل المخاطر التى يتعرضون لها، او عن طبيعة عملهم وشروط الصحة والبيئة، مؤكدا بانه تم إنهاء الإعتصام دون توضيح الأمر.
أما مصانع البلاستيك فالامر لا يقل خطورة عن مصانع مسابك الرصاص والتى توجد فى ذات الشارع فهى امتداد لشارع لمسابك الرصاص.
ويوضح أحمد سيد أحد العاملين بمصانع البلاستيك انهم يعتمدون فى عملهم على مخلفات المصانع مثل شاشات السامسونج، ومخلفات المستشفيات، الجلوكوز ويتم طحنها وتحويلها لادوات بلاستيكية وتدخل فى صناعة الأحذية البلاستيكية وغيرها.
ويحذر جمال بدر أحد الأهالى من تكرار كارثة حرائق المصانع ويأتى العمال ضحايا إهمال المسئولين ومسئولى المصانع بسبب اسلاك الكهرباء الظاهرة امام المارة داخل وخارج مصانع البلاستيك والتى تفتقد السلامة الصحية.
واوضح ان جميع تلك المصانع تعمل بدون تراخيص وتفتقد شروط السلامة الصحية للعاملين بسبب انها بدون اسقف خرسانية ومعظمها يقوم بوضع عازل عن الجو فقط، وإنتشار المواد البلاستيكية والوقود الذى يقوم بتشغيل الماكينات، فضلا عن اسلاك الكهرباء المتهالكه التى تسبب الحرائق.
من جانبه اعترف سيد موسى، رئيس حى غرب شبرا الخيمة، بالتلوث الناتج عن مصانع البلاستيك، لافتا إلى انه تم تحرير محاضر للمخالفين، ويسعى المحافظ القليوبية المهندس محمد عبدالظاهر، بالتنسيق مع وزارة البيئة والتطوير الحضارى لوجود حل لنقل تلك المصانع للمنطقة الصناعية بالخانكة لنقل تلك مصادر التلوث بعيدة عن المنطقة السكنية.
وأضاف رئيس الحى أنه يوجد مصانع مخالفة ومضرة بالبيئة كمسابك الرصاص والبلاستيك وتعمل بطرق مخالفة وتم تحرر محاضر لهم لتنفيذ القانون ضدهم وتم نقل بعض مسابك الرصاص لاماكن بعيدة عن الكتلة السكانية.
وكشف رئيس الحى عن تحرير محاضر لعدد 8 مصانع بلاستيك مخالفة لشروط البيئة، وتبين عدم وجود تراخيص لمزاولة النشاط، عدم اكتمال سجل الحالة البيئية، عدم كفاية وسائل التهوية داخل بيئة العمل، وعدم ارتداء العاملين لمهمات الامن الوقائية، مشيرًا انه تقوم حملات مستمرة بالتنسيق مع الاداره العامة لشرطة البيئة والمسطحات واداره الحماية المدنية، لرصد وضبط جميع المخالفات المسببة لتلوث الهواء فيما يعرف بالسحابه السوداء لحماية سماء العاصمة والمدن المجاورة بسبب الانبعاثات الضارة من مداخن المنشآت الصناعية المختلفة وعوادم السيارات بالمخالفة لقانون البيئة رقم 4 لسنه 1994م.
وعن محطة الكهرباء شبر الخيمة أكد رئيس الحى أن المحطة تعمل على مستوى مرتفع عن المنشأت السكنية دون تسبب لاى تلوث وان وجد بها مشاكل يجب الرجوع لادارة الكهرباء. اما عن وجود رذاذ يتساقط على طلاب المدرسة المجاورة بناء على شكوى من الادارة التعليمية تم انهاء المشكلة والتواصل مع شركة الكهرباء وإدارة المحطة ولم يتكرر بعد ذلك.