بدأت حركات المعارضة والتغيير السودانية في حشد السودانيين لثورة ضد نظام الرئيس عمر البشير من القاهرة، حيث زار وفد من الجبهة الوطنية العريضة التي تضم نشطاء المهجر ومقرها لندن مصر الأسبوع الماضي والتقوا نشطاء من الشباب السوداني لتوحيد تحركاتهم في الفترة المقبلة. كما زار وفد الجبهة الوطنية العريضة عددًا من الأحزاب المصرية وممثلين عن شباب ثورة 25 يناير للاستفادة من تجربة الثورة المصرية في السوادن والدروس التي يمكن تطبيقها علي الواقع السياسي في الخرطوم. وأصدرت الجبهة بيانا أمس قالت فيه إن السودان يمر بأزمة وطنية في ظل دولة بوليسية صادرت الحياة السياسية واحتكرت الحقيقة وقمعت الرأي الآخر وجرمت الخلاف وأن السكوت علي انهيار مؤسسات الدولة خيانة عظمي والثورة عليه لتغييره واجب وطني علي كل سوداني غيور يحب وطنه. واعتبر البيان النظام السوداني انهار سياسيا مع انفصال الجنوب عن الشمال مشيرا إلي أن الرئيس البشير يصدر تصريحات تزيد الأزمة تعقيدا واشتعالا بين الشمال والجنوب خاصة عندما أعلن الأسبوع الماضي أن منطقة أبيي شمالية بما يؤكد أن السلع الوحيدة التي روجها ذلك النظام في عهده هي الحرب والدمار. يأتي ذلك بينما تترقب الأوساط السياسية السودانية انتخابات والي ولاية جنوب كردفان التي تقع منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب في إطارها الجغرافي، حيث ينافس مرشح المؤتمر الوطني أحمد هارون والمطلوب من المحكمة الجنائية الدولية مرشح الحركة الشعبية في الشمال عبدالعزيز الحلو. وهددت الحركة الشعبية في الشمال بتدشين انتفاضة حقيقية لإسقاط نظام البشير منتصف شهر مايو الحالي في حالة تزوير انتخابات ولاية جنوب كردفان وهو ما قد يوتر العلاقات بين الشمال والجنوب مرة أخري بسبب انتماءات المرشحين في الانتخابات التي تعد أول صدام بين شمال السودان وجنوبه بعد الانفصال. وكان عدد من النشطاء السودانيين بالقاهرة قد أعلنوا الشهر الماضي الترتيب لانتفاضة شعبية في شمال السودان ضد نظام عمر البشير الذي يحكم السودان منذ انقلاب عام 1989 وبدأت النشطاء في نشر دعوة الاحتجاج علي مواقع الإنترنت والمنتديات التي تحظي بكثافة متابعة من السودانيين في المهجر والداخل. واختار السودانيون الترتيب للثورة من القاهرة بسبب الرقابة الشديدة التي يفرضها نظام البشير علي كل مستخدمي الإنترنت حيث يقوم باعتقال كل من يستخدم موقع الفيس بوك الشهير.