"سيدنا الخضر دعا ربنا علينا عشان كدا احنا الصيادين لا عمرنا هانغني ولا نفقر، البحر بياكل مننا الزيادة، فمنغناش، ويحن علينا في آخر لحظة فامنفقرش".. هكذا لخص الكاتب والروائي محمد رفيع رؤية الصيادين لأنفسهم ولحياتهم عبر تجربته معهم، وقال خلال "الحوار" الذي نظمته لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة: عشت في مدينة "رأس غارب"، ولم أكن أتخيل نفسي أبدا إلا شاعرا، وكنت أتعالي بشكل طاووسي علي أي محاولة مني لكتابة القصة القصيرة، كذلك قمت بالتمثيل علي المسرح، ولكني خفت منه لأنه كان أقرب إلي نداهة ليس لها حل. وأضاف: وجدت ضالتي في القصة القصيرة، وكنت استمع إلي نداءات أن هذا العصر هو عصر الرواية، ولكني عرفت أن هذا خطأ، لان مقتضيات العصر هي القصة القصيرة، لذا أتعشم أن تنضبط الأمور، التجربة في رأسي طوال الوقت، وعملت علي تنقيتها في روايتي التي تصدر بعد شهور قليلة. ومن جانبه قال الناقد والروائي سيد الوكيل: قضيت 7سنوات في ممارسة النقد، وعدت للكتابة منذ عامين، ثم قررت ممارسة الفن التشكيلي في هذا العمر فاشتريت أدوات الرسم، لا أكترث بتراكم إنتاجي، أو بجوائز، فالجوائز تمنح للأعمال الأقل جودة، أتعامل مع الأدب ومع نفسي بحرية شديدة، وبعد تجربة "شارع بسادة" عدت لأستعير نجيب محفوظ، وأتناص معه حتي التماهي، وأكتب الآن الأحلام المؤجلة التي لم يكتبها محفوظ. وأضاف: أحب القراءة للشباب، وللكبار دون غضاضة، أو أدلجة، وأود أن أظل اللاعب الخفي الذي يمسك بالعرائس من بعيد، مثلما فعل يحيي حقي مع جيلنا، فهو الأب الروحي لي، فهو ناقد مميز، اشتغل بالموسيقي، وكتب الأدب، لم يكن مشغولا بعمل تراكم كنجيب محفوظ، ومع ذلك فإن نجيب محفوظ نفسه أكثر من 40% من أعماله قصص قصيرة، لكن لا أحد يعرف أو يهتم، حتي بعض رواياته مثل حديث الصباح والمساء والمرايا تجدها قصصا بلا رابط بينها بناء مدهش، لذا أقول إن اوح القصة القصيرة هي أساس الكتابة، كيف تلتقط الغريب والمدهش في الواقع، تكتشف العلاقات بين الاشياء الخفية. وواصل: يجب أن تحدد اختيارك ثم تشرع في الكتابة، لأن كل سكة من هذه السكك معروفة، ومن السهل السير فيها، والاختيار مهم، بالنسبة لي ليس عندي اختيارات، ولا يملي علي أحد شيئا، تركيبتي النفسية ونشأتي جعلتني بلا وعي تخطيطي يحدد ما أريد، إنني أترك نفسي للريح، لا أشعر بالإحباط حين أكتب عملا ولا يقدره احد لأني أتعامل مع الإبداع باعتباره متعة شخصية، لذا فأنا مشغول بالاستمتاع بتجربتي. الناقد مصطفي الضبع، وصف الوكيل بأنه مراوغ في أعماله، وقال: كلما قرأت له عملا، تصورت أن العمل التالي سيكون امتدادا له، ولكنه يراوغ، أتابع تجربة الوكيل، وأكتب عنها، كتابته شديدة الإحكام، كما وصفها يحيي حقي حين قال إن العمل الجيد كالبيت، إن أخذت منه طوبة وقع، وإن لم يقع يكون نصا غير محكم. وعن "أبهة الماء" لمحمد رفيع قال الضبع: فتحت شهيتي، وأتمني أن يتوقف محمد رفيع عند هذه التجربة، أشعر أن عنده مجموعة قدرات غير متوافرة لكثيرين، فهو يستطيع التعبير عما بداخل كثيرين منا ولا يستطيعون التعبير عنه يمكنك أن تشعر أنك بطل إحدي رواياته.