استغل مؤلفو دراما رمضان هذا العام قدرة الأطفال فى استقطاب الجمهور والتأثير عليهم وقاموا بالزج بهم فى أدوار أكبر من أعمارهم بدون مراعاة لطفولتهم التى تعرضت للتشويه على يد صناع الدراما الذين استغلوا مواهبهم أو عن طريق زيادة نسب المشاهدة عن طريق تعرضهم للقتل عن طريق الخطأ أو تقلدهم أدوار لا تناسب أعمارهم السنية والتطوير فى مشاهد درامية لحمل الأطفال فى أكفان واستعراض النجوم لمواهبهم التمثيلية على أعلى مستوى فى الصراخ والعويل من تأثير الصدمة حيث شهدت أحداث مسلسل «سرايا عابدين» مشهدًا تقوم فيه الأميرة فريال بقتل نجلها الأمير فؤاد بالخطأ نتيجة تناوله طعام سام كانت تقصد من وراءه قتل شقيقه الذى ينافسه على الورث ومقعد الحكم وينقلب المنزل رأسًا على عقب ويسود الحزن والأسى بعد فاجعة الوفاة وتصاب فريال بحالة نفسية سيئة خاصة وأن الطفل محمد الفخرانى الذى يجسد الأمير فؤاد كان من أكثر الأطفال طيبة وخب لإخواته وكان الكاتب قصد أن يجعله محل اهتمام الجميع حتى يصدم الجمهور بمشهد وفاته المسلسل تأليف هبة مشارى وإخراج عمرو عرفة وبطولة يسرا وباسل الخياط ونيللى كريم وغادة عادل. وفى مسلسل «أبو هيبة» «جبل الحلال» جاء مشهد مقتل «حمزة» حفيد أبو هيبة أثناء لعبه فى حدية المنزل وبرفقة الخدم عن طريق إطلاق نار عليه من قبل أحد الأشخاص التابعين للغجرى «كيتو» الذى يجسد دوره طارق لطفى مما أصاب أبو هيبة بالصدمة وجاء مشهد دفنه الذى استمر لأكثر من ربع ساعة يرصد حالة جميع أبطال المسلسل بعد وفاته وهم أفراد عائلته ووالدته هبة مجدى فى مشهد صامت من أفضل مشاهد المسلسل خاصة وأن قتله جاء انتقامًا من جده الذى تسبب فى وفاة زوجة «كيتو». يشارك فى بطولة المسلسل محمود عبدالعزيز ووفاء عامر وأشرف عبدالغفور وسلوى خطاب ومن تأليف ناصر عبدالرحمن وإخراج عادل أديب وفى مسلسل «عد تنازلى» جاء مشهد مقتل ابن «سليم» الإرهابى الذى يجسد دوره عمرو يوسف أثناء مداهمة قوات الشرطة لمنزله من أكثر المشاهد تأثيرًا حيث نجح أبطال العمل الثلاث عمرو يوسف وكندا علوش والتى تجسد دور زوجته والضابط الذى يلعب دوره طارق لطفى فى تقديم مشاعر مؤثرة تبرز ندم الضابط على الرصاصة التى خرجت من سلاحه خطأ وانهيار الأم والأب الذى يهدد الضابط بالقتل بعد بكاءه. المسلسل تأليف تامر إبراهيم وإخراج حسن المناوى ويوسف الشريف والذى يجسد دور الكفيف فى «الصياد» جاء مشهد رؤيته لابنته وزوجته مذبوحين فى الحمام من أكثر المشاهد تأثيرًا حيث قدم مشهد يدل على انهياره ودهشته معتمدًا على صورة عينه قبل أن يفقدها. المسلسل من تأليف عمرو سمير عاطف وإخراج أحمد مدحت ويشارك فى بطولته أحمد صفوت وهنا شيحة ودينا فؤاد. من جانبه أكد السيناريست تامر إبراهيم أن التركيز على المشاهد العاطفية لها تأثير كبير على المشاهدين ومشهد قتل الأطفال يأتى ضمن سياق الأحداث مما يزيد حافز الانتقام لدى سليم فى مسلسل «العد التنازلى» أما عن تناوله فى أكثر من عمل درامى والتركيز على قتل الأطفال رغم براءتهم فهى غير مقصودة وجاءت بالصدفة ولكن لكل مؤلف حجته الدرامية التى قام باستخدام هذا الخيط الدرامى من أجل إبرازها ولكنها مشاهد مؤثرة واختبار حقيقى لجميع فريق عمل أى مسلسل سواء ممثلين أو مخرج والتطويل فيها له ضرورة درامية وليس مجرد حشو. أما عن الأعمال التى جعلت الأطفال يجسدون أدوار أكبر من أعمارهم مسلسل «صاحب السعاة» لعادل إمام والذى تقوم فكرة مسلسله على علاقاته بأحفاده والذين يعاملهم معاملة الكبار ولهم آراء أكبر من سنهم فى جميع القضايا التى تخص المنزل وحرص مؤلف العمل يوسف معاطى على أن يستخدم الأطفال مفردات ليس من المنطقى أن يكون أطفال فى أعمارهم يعرفون معانيها ويقومون بالمشاركة الفعلية فى حل أزمات المنزل فى سياق لا يخلو من الاصطناع المبالغ فيه. إلى جانب وجود العديد من الأطفال الرضع داخل عنابر السجن فى مسلسل «سجن النساء» بصورة مبالغ فيها وآخرهم طفل نيللى كريم الذى أنجبته مؤخرًا فى أحداث العمل وقامت بعمل سبوع له خلف القضبان. من جانبها علقت الناقدة ماجدة خير الله على صورة الأطفال فى دراما رمضان مؤكدة أنه بالفعل بالغ صناع الدراما فى تقييم صورة الأطفال ووضعهم فى غير أماكنهم الصحيحة وخصت بالذكر مسلسل «صاحب السعادة» مشيرة إلى أن التعامل مع الأطفال على أنهم كبار واعتبار ذلك من أفضل أساليب التربية غير صحيح بالمرة ويؤثر على نفسية الطفل الذى يتعلق بأى عمل درامى يحتوى على أطفال ويبدأ فى تقليدهم واستخدام تعبيراتهم بداخل المنزل وهذا مؤشر خطير. وأما مشاهد قتل الأطفال المبالغ فيها هذا العام فما هى إلا للتركيز على الاستمالات العاطفية لدى الجمهور ولكنى لا أجد منها أى جدوى درامية فى معظمها وخاصة «جبل الحلال» و«عد تنازلى».