فى الوقت الذى تزاداد فيه معاناة العراق يوما بعد يوم من ويلات الانقسامات والحروب قرر عازف العود العراقى نصير شمة أن ينتظر الفرح فى حفله بدار الأوبرا على خشبة المسرح الكبير الاثنين الماضى، وقال شمة خلال الحفل أنه يواجه الألم والحزن بالفن وأن العراق اليوم أصبح يعانى من الإنقسام مثلما حدث بدولة الإسلام بالأندلس لذلك يجب أن نتفاءل ونتوقع الفرح والخير بالمستقبل القريب. شهد حفل نصير شمة زحاما جماهيريا وعاش الجمهور معه حالة من المتعة والإنسجام بموسقاه على مدار ساعتين وقد شاركه الحفل العازف الباكستانى ورفيق دربه كما قال عنه اشرف شريف خان والذى عزف على آلة السيتار وكذلك شاركته العازفة الروسية ماريا كيه على الهارمونيوم كما قدم شمة خلال الحفل أحد خريجى مدرسة العود العازف العراقى الشاب يوسف عباس، وعزف خلال الحفل مقطوعات موسيقية مختلفة من تأليفه منها «غدا أجمل»، «السياب»، «الحنين إلى قرطبة»، «حوار مع الكبار»، «إشراق»، «عودين»، «بياض»، «فى انتظار الفرح»، «رحلة الأرواح»، «شكت». جدير بالذكر أن الفنان نصير شمة ولد فى العراق وأكمل دراسته فى بغداد بمعهد الدراسات الموسيقية وتخصص بتقديم العروض الموسيقية، وحاليا يدير الفنان نصير شمة مدرسة «بيت العود العربي» فى القاهرة ببيت الهراوى وهو مشروع أنشأه لتأسيس مواصفات عازف العود المنفرد مع وزارة الثقافة بالإضافة إلى إشرافه على فرع بيت العود العربى الذى افتتحه فى أبو ظبى بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2007 وبيت العود فى قسطنطينية بالجزائر، كما أسس العديد من الفرق الموسيقية مثل سداسى الأنامل الذهبية وعيون والبيارق وأوركسترا السر، ومجموعة بيت العود العربى وأوركسترا الشرق، حصل شمة على العديد من الجوائز التقديرية والتكريمية منها جائزة أفضل لحن عاطفى فى العراق 1986 وجائزة أفضل موسيقى عربية بمهرجان جرش فى الأردن 1988 ولقب بزرياب الصغير، كما حصل على جائزة المعهد العالى للموسيقى فى الدورة الخامسة لأيام قرطاج المسرحية لأفضل عمل مسرحى موسيقى عن مسرحية «قصة حب»، وتم اختياره كأفضل عازف عود فى استفتاء أجرته إذاعة مونت كارو عام 1994.