بدأ الانطلاق مع جيله مع السنوات الاولى من التسعينيات.. واشتهر هشام نور بتقديم الاغانى الشبابية التى جذبت العديد من المستمعين وقتها خاصة بعد طرح اول البوماته «مش عارف» عام 1993 والذى حقق نجاحا قويا ولكن بعد انقضاء فترة التسعينيات بدأ نور مثل اغلب نجوم جيله فى الاختفاء تدريجيا عن الساحة ليعود مرة اخرى عام 2010 بألبوم من انتاجه الخاص والذى قرر تقديمه لاثبات وجوده للساحة وتلبية لرغبة جمهوره الذى افتقده خلال العشر سنوات الماضية.. وعن سبب ابتعاده والمشاكل التى واجهها فى انتاج اعماله تحدث معنا هشام نور فى الحوار التالي.. ■ ما السبب فى اختفائك كل هذه الفترة عن الساحة الفنية؟ - الانتاج كان له دور كبير فى التأثير على جيلنا باكمله وفى قمة نجاحنا حصل عندنا خلل لم نفهمه وكان للانتاج عامل كبير خاصة وان الانتاج هو الوسيلة التى توصل الفنان بجمهوره وعندما ظهر الانترنت وتطورت التكنولوجيا، بدأت شركات الانتاج فى التراجع خاصة انهم كانوا يطرحون لنا الالبوم ويجدونه فى اليوم التالى على مواقع الانترنت مما سبب لهم فى ضرر مادى كبير وهذا فى رأيى لم يؤثر على جيلنا فقط بل على الاجيال السابقة لنا والتى جاءت بعدنا. ■ هل معنى ذلك ان الانتاج هو من تخلى عنك طوال هذه الفترة؟ - الانتاج مظلوم فالمنتج لا يمكنه تحمل الخسارة فى ظل سرقة الاعمال وهناك العديد من الشركات الكبرى اغلقت فى الفترة الماضية منذ ظهور سارقى الالبومات على النت.. ففى منتصف التسعينيات كانت هناك اكثر من 38 شركة لانتاج الكاسيت لذلك كان السوق منتعشاً ويستوعبنا جميعا وحاليا وصل العدد إلى 3 شركات كبرى فقط.. وانا عن نفسى قدمت أول البوماتى مع شركة بلاتينيوم ساوند مع المنتج زياد الطويل وبعدها طرحت 3 البومات مع شركة لايت ساوند مع المنتج محمد لطفى ولكن للاسف بعد انتهاء تعاقدى معه ظهرت المشاكل الانتاجية فى اواخر التسعينيات وبداية الالفينيات وحتى هؤلاء المنتجين تركوا المجال الانتاجى لعدم مقدرتهم تحمل الخسارة. ولكن حتى الآن تجمعنى بهم علاقة صداقة طيبة. ■ هل تجد أن الانتاج لنفسك اكثر راحة وحرية فى تقديم ما تحب؟ - أنا انتجت لنفسى البوم «قلبك شجاع» والذى طرح اواخر عام 2009 وبدأ يحقق صدى فى الاسواق مع منتصف 2010، ولكن العملية مرهقة جدا فانا اعمل على هذا الالبوم منذ عام 2002 وهشام المنتج مختلف تفكيره عن المطرب بداخلى وظل الاثنان فى صراع فأنا اريد ان اقدم فناً يعجب الناس ويعيش معهم مهما كان الثمن، وكذلك الامر المنتج يريد ان يطرح الالبوم فى السوق ويرضى الجمهور بذوق المطرب.. وفى النهاية المطرب هو من فاز لأن الالبوم نجح نجاحاً أدبياً وليس مادياً ولم اعوض شيئا مما تم انفاقه عليه لأنى وجدته فى اليوم التالى من طرحه على مواقع الانترنت. ■ هل ترى أن جيل الالفينيات من المطربين كان لهم تأثير فى انسحاب الاضواء عنكم؟ - لا ابدا فالاجيال لا تمحوا تاريخ اجيال اخرى فى الفن والمطرب الذى يحبس نفسه فى جيله ولا يستطيع مواكبة التطورات الموسيقية لن يتقدم.. ولكن فجأة حدث عندنا ما يسمى بسوء التواصل مع الجمهور وانطفينا بدون سابق انذار على الرغم من اننا الجيل الوسطى الذى سلم الراية من جيل الكبار فى الطرب لجيل الشباب الحالى وشكلنا شكلاً للاغنية الشبابية الحديثة.. وكان من بيننا أصوات جيدة جدا منهم الراحل عامر منيب وخالد على ومحمد محيي. ولا انكر وجود سوء الحظ ونوع من الكسل بالنسبة لجيلنا مما جعل تواجدنا غير مستمر. ■ بعد الخسارة التى حققتها هل تفكر فى تقديم البوم آخر؟ - نعم انا اقوم حاليا باختيار 6 اغان من الالبوم الجديد وهذا يعد انجازا لأنى اخترت اغلب الاغانى وسجلت بعضها مما يجعلنى اعتبره شبه كامل وواضح معالمه.. واريد ان اؤكد على شيء المنتج عندما وجد نفسه يخسر ومستمر فى الخسارة لن يغامر بتقديم البوم فى هذه الظروف وليس امام المطرب إلا ان ينتج لنفسه لأنى اولا واخيرا لا اقدم اغانى من اجل المكسب المادى بقدر ما انا احب أن اقدم رسالة عبر الفن وعبر اغنياتى واجعلها تعيش فى اذهان الناس ووجدانهم بعد وفاتى واقدم عملا لا اخجل منه فى يوم من الايام. ■ لماذا لم تفكر فى تقديم مينى البوم او اغنية سينجل كنوع من التواجد بشكل مستمر بدلا من انتاج البوم كامل؟ - الالبوم فى ذهنى هو التواجد الحقيقى للمطرب ويجب ان يكون به نوع من الذكاء فى اختيار الاغانى المتناسقة معا لتتكون لوحة كاملة المعالم ومتناسقة الالوان وتدور كل اغنية فى اطار متسق مع اخواتها، والمينى البوم بالنسبة لى عبارة عن طرح للاغانى الزائدة عن حاجة الالبوم الاساسى وليس بديلا عنه . اما الاغنية السينجل فكنت اعتقد انى لا أستطيع ان اقدمها لأنى سأحتار فى طرح موضوع واحد فى اغنية واحدة فهل اقدمها وطنية ام اجتماعية ام عاطفية ولكنى اعد لطرح اغنية جديدة بعنوان «بينى وبينك» هى من نوع الدراما العاطفية وسيتم تصويرها وعرضها على الفضائيات خلال ايام. وقدمت اغنية سينجل واحدة بعد ثورة يناير بعنوان «هى دى مصر» وكانت لظروف استثنائية تمر بها البلاد.. ■ ألا يوجد حل قانونى لتحجيم هذه السرقات مثلما فعل منتجو السينما؟ - صناعتنا ومهنتنا لا يخاف عليها احد ولا يجرى للحفاظ عليها، فما حدث فى سرقة الافلام ان هناك منتجا كبيرا يقدم فيلما لنجم كبير فما يهمه الا يتم تسريب الفيلم على المواقع فيقوم بدفع اموال حتى تغلق جميع الروابط التى يتم تحميل الفيلم من خلالها. ولكن نحن لا نتحد ولا يوجد من يستطيع اغلاق هذه المواقع او الروابط، حتى المنتجون الكبار أصبحوا فى اجازة شبه مفتوحة ويعملون على مكاسب شغلنا القديم وليس الجديد. ولكن عندى أمل فى التغيير فلو اتحدنا واتفقنا مع الناس على عدم السرقة سنصل لحل ولو ان هذا شبه مستحيل لاننا وصلنا لحالة فى مجتمعنا من سرقة السلاح والاعضاء البشرية فالفن يكون اقل سرقة فيهم. ■ هل ترى ان مهنة الفن عمرها قصير؟ - الحياة لدى البشر كلهم تتغير كل 10 سنين مرة والمطرب الذى يظل حبيس العشر سنوات الذى ظهر من خلالهم يقف عند حد معين ولا يستطيع المواصلة مرة أخرى، وذلك لان اهتمام المجتمع يتغير كل 10 سنين فمثلا فى الثمانينات كان الممثلين هم نجوم المجتمع وفى التسعينيات كان اللقب للمطربين وفى الالفينيات لاعبو كرة القدم وحاليا النشطاء السياسيين.. ونحن كجيل استطعنا ان نعيش لأكثر من 210 سنوات مهما تحدتنا الظروف الانتاجية .. فلو كان الفن عمره قصير فنحن نفسنا طويل. ■ تظهر عدد كبير من الكوادر الغنائية من خلال برامج المواهب هل تجدها تضيف للساحة الفنية ام انها تزيد العدد والتزاحم فقط؟ - هذه البرامج لا تضيف شيئا لعالم الفن فى الحقيقة ودور المطرب رغم جودة صوته يقف عند الحلقة الاخيرة من المسابقة.. فالفضائيات تتعامل مع المواهب باسلوب الفاترينة تعرضهم لتحقق اعلى نسبة مشاهدة واعلانات ومكالمات ورسائل تليفونية وتفكر فيها بشكل تجارى بحت.. ولا يتم الاهتمام بهذه المواهب فيما بعد بل يصرف مصروفات عالية ولتكن 20 مليوناً ليجنى امامها 800 مليون، والمطرب معهم عمره قصير وينتهى مع نهاية المسابقة. ■ لماذا لم تقم بتصوير فيديو كليب من البومك الاخير «قلبك شجاع»؟ - بعدما بدأ الالبوم فى لفت انتباه الجمهور بدأت للتحضير بالفعل لكليب لأغنية «قلبك شجاع» ولكن حدوث ثورة يناير واضطراب الاحداث فى البلاد منذ ذلك الوقت جعلنى اؤجل فكرة طرح الكليب.. ولكنى اقوم حاليا بالاستعداد لتصويرها وطرحها قريبا على الفضائيات ومهتم جدا بتفاصيلها لانها تحمل قصة جميلة اعتز بها ويجب طرحها بصورة تبرز فكرتها الاساسية.. كما انى استعد لتصوير فيديو كليب آخر لاغنية من الالبوم الجديد انتهيت من تسجيلها تحت عنوان «ماتسبنيش وتروح» والتى ستكون دويتو مع مطربة جديدة وستكون مفاجأة.