على عتبة التفاؤل تقف «آمال ماهر» تحاول رغم اتساع مساحة الشجن والهموم أن تخلق أجواء للفرح والأمل والرومانسية، لم تستسلم لملامح البدايات، وقررت بعد سطوع نجمها أن تبنى جسورا من الود بينها وبين الجمهور الذى انحاز لها من الطلة الأولى، وكان تحديا صعبا أن تخرج من عباءة «أم كلثوم»، وأن تصنع لنفسها سمات وملامح خاصة، ولأنها تمتلك كل مقومات وأمارات النجاح، استطاعت أن تجد لنفسها مكانا وسط الزحام، وأصبحت فى مقدمة طابور النجوم، ولا خلاف أن ألبومها الأخير «أعرف منين» دليل قوى على أن جينات الموهبة تتراكم تحت جلد آمال ماهر، ودليل أيضاً على امتلاكها ذكاء الاختيار. حول فوزها بلقب أحسن مطربة، واختياراتها الغنائية، ورغبتها فى الاختلاف، أجرينا معها هذا الحوار. * بعد مرور عام على طرح ألبومك الأخير «أعرف منين» وحصولك على أحسن مطربة العام الماضى فى أكثر من استفتاء جماهيرى، هل كنت تتوقعين هذا النجاح الذى حققه الألبوم فى ظل الأحداث السياسية التى نمر بها خصوصا بعد طرح أكثر من ألبوم فى موسم الصيف ولم تحقق أى نجاح؟ - الحمد الله على النجاح الذى حققه الألبوم وما زال يحصد النجاح حتى الآن، وعلينا جميعا أن نعمل حتى تدور عجلة الإنتاج، وإذا خاف كل مطرب من طرح ألبوم بسبب الظروف التى يمر بها البلد، فهذا سوف يؤدى إلى حالة كساد فنية، وسوف تنهار سوق الكاسيت بالكامل، ولابد أن تكون لدينا شجاعة المغامرة، ولن أنكر أنها مخاطرة بكل المقاييس، وقد شجعتنى ردود الأفعال التى وصلتنى بعد إذاعة بعض الأغنيات على الإذاعات، واتخذت قرار طرح الألبوم. * ولماذا اخترت تصوير أغنية «اتقى ربنا فيّا» على الرغم من حالة النقد التى واجهتك حين قال البعض إن لحن الأغنية يتشابه مع لحن أغنية سميرة سعيد «جانى بعد يومين»؟ - الأغنيتان لا يوجد بينهما أى تشابه وأغنيتى بعيدة تماما عن أغنية سميرة سعيد فى كل شىء، ونجاح الأغنية هو ما شجعنى على تصويرها. * ما سر نجاح أغانيك فى اللون الدرامى بالتحديد؟ - الأغانى الدرامية مثلها مثل الأغانى السريعة تحقق النجاح، ولكن الأغانى الدرامية هى التى تعيش مع الناس لأن مواضيعها تمس القلب، والناس أحبتنى فى هذه النوعية من الأغانى، خاصة أن بصوتى لمسة شجن وحزن يتفاعل معها الناس، ولذلك أحرص على استكمال الطريق الذى نجحت فيه، ولكن هناك أيضاً أغانى سريعة مثل «رايح بيّا فين»، و«أنا برضه الأصل»، و«سلمت مرة عليك»، أى أننى قدمت كل الأشكال فى هذا الألبوم. * لماذا تستغرقين وقتاً طويلاً فى تحضير ألبوماتك؟ - لأنى أختار الأغانى بعناية شديدة، وقد استغرق ألبومى الأخير «أعرف منين» حوالى 3 أعوام من التحضير، وقمت بتسجيل العديد من الأغانى لنستقر فى النهاية على الأغانى التى طرحت فى الألبوم، ونجاح الألبوم الأول جعلنى أشعر بالخوف حتى أقدم ألبوما لا يقل مستوى عن الأول، كما أنى أقدم فى هذا الألبوم شكلا جديدا ومختلفا من نوعية الموسيقى والكلمات أقدمها لأول مرة. * هل تعتقدين أن هذا التأخير أثر عليك والساحة الآن أكثر ازدحاما من قبل عندما كانت بدايتك منذ 5 سنوات؟ - أنا لم أغب 5 سنوات عن جمهورى، وقدمت أغنية «أنا بعدك»، وقمت بتصويرها فيديو كليب كى أكون موجودة بالإضافة إلى غناء أكثر من تتر من المسلسلات، وذلك لحين الانتهاء من الألبوم، والحمد لله حققت الأغنية نجاحا كبيرا لأنها كانت مختلفة عما قدمته من قبل. * نوعية الموسيقى التى قدمتها فى أغنيات ألبومك الأخير جديدة عليك ألم تخشى ألا يتقبل الجمهور هذا اللون منك؟ - أهتم بمتابعة التيارات الموسيقية فى العالم كله، وربما يكون ما قدمته جديدا علىّ، ولكنه منتشر عالميا، والشباب يحب نوعية هذه الموسيقى ويتابعها، ولم أخش هذا، فأنا لدى جمهورى الذى يثق فى اختياراتى، ويرغب باستمرار فى أن يخوض معى تجارب استماع جديدة ومختلفة، وأنا أبحث عن الجديد لأقدمه وأتابع كل ما هو جديد حتى أستطيع أن أقدم شيئا جديدا ومختلفا يرضى الجمهور. * لماذا لا نراك فى حفلات الصيف مثل عمرو دياب ومحمد منير؟ - أنا مقلة فى الحفلات فى مصر لأسباب، منها أن رصيدى من الأغانى الخاصة بى كان قليلا، وبعد هذا الألبوم لدى الرغبة فى الوصول للشباب فى الجامعات وإقامة حفلات للشباب، فأنا كنت أعتبر أنى أتوجه لنوعية معينة من الجمهور، مثل جمهور الأوبرا، ولذلك قدمت شكلا مختلفا فى هذا الألبوم كى أوجد بحفلات الشباب فى مصر. * ولكن البعض يرى أنك تفضلين المهرجانات العربية على المصرية؟ - هذا الكلام غير صحيح، أولا لأن مصر لا يوجد بها سوى مهرجان واحد هو «الموسيقى العربية»، وقد شاركت فى معظم دوراته، وأنا حزينة لأن مصر لا يوجد بها كم من المهرجانات، وأتمنى أن أرى مهرجانات كبيرة مثل «قرطاج» بتونس، أو «موازين» بالمغرب، أو «جرش» بالأردن. * هل يمكن أن نقول الآن إنك خرجت من عباءة أم كلثوم؟ - أعتقد أنى خرجت من عباءة أم كلثوم منذ أول ألبوم قدمته «اسالنى أنا»، ولكن ما أقدمه فى «أعرف منين» هو إمكانياتى الحقيقية وقدرتى على التنوع والتغيير من خلال 11 أغنية مختلفة. * هل تفكرين فى تقديم ألبوم باللهجة الخليجية نظرا لشهرتك الواسعة فى دول الخليج وتقديمك لكثير من الحفلات هناك؟ - عندما أرضى جمهور بلدى بألبوماتى المصرية أولا، سوف أقدم ألبوما خليجيا، مع احترامى لجمهورى الخليجى، إذ يصعب أن أقدم ألبوما كاملا باللهجة الخليجية، وأنا لم أقدم إلا ألبوما أو ألبومين فقط باللهجة المصرية، ولكن من الممكن أن أقدم أغنية «سينجل» خليجية، لأنى مطربة مصرية لا خليجية. * من أكثر مطربة غير خليجية أعجبتك عندما غنت باللهجة الخليجية؟ - أعتقد أنه لا توجد أى مطربة حققت نجاحا فى الغناء باللهجة الخليجية مثل الراحلة «ذكرى». * انتشرت مؤخرا ظاهرة الألبومات الدينية لعدد كبير من المطربين منهم إيهاب توفيق وأنغام ووائل جسار فهل تفكرين فى خوض هذه التجربة؟ - لم تتح لى الفرصة أن أقدم ألبوما دينيا كاملا، ولكنى قدمت مجموعة من الأدعية من قبل، فالتجربة لم تعد بالجديدة علىّ. * هل أثر الزواج والأمومة على مشوارك الفنى؟ - إطلاقا فحياتى الشخصية انتهت قبل أن أبدأ حياتى الفنية وأحترف الغناء، لأنى تزوجت وانفصلت وعمرى 19 عاما، وابنى عمر هو كل حياتى الآن، ولم يعطلنى إطلاقا عن أى شىء. * وهل تفكرىن فى تقديم أغنية ل«عمر» مثلما فعلت نانسى عجرم لبناتها؟ - صعب وذلك لاختلاف ثقافة الأطفال فى وقتنا هذا من تعليم وكمبيوتر وإنترنت، فالوضع مختلف الآن، ولكنى إن وجدت أغنية مناسبة للأطفال سوف أغنيها على الفور. * قمت بدور عارضة أزياء فى كليب «رايح بيّا فين» فهل وجدت صعوبة فى ذلك؟ - بالتأكيد كنت أتخيل أن الموضوع سهل لأننى مهتمة بعروض الأزياء، إلا أننى فوجئت بأن طريقة عرض الأزياء صعبة جداً، لذلك تدربت عدة أيام على طريقة المشى، وقد أعجبت بفكرة عرض الأزياء لأنها قدمتنى للجمهور بشكل مختلف. * هل تفكرين فى خوض تجربة التمثيل بعد ترشيحك مؤخراً لتجسيد دور الفنانة الراحلة «وردة» فى مسلسل؟ - التمثيل فكرة مؤجلة حالياً لحين الانتهاء من تسجيل ألبومى الجديد، أما بالنسبة لترشيحى لتجسيد دور «وردة» فأعتقد أن تجسيد الشخصية يحتاج إلى ممثلة تشبهها أكثر من مطربة تشبه صوتها، ولا توجد مطربة تستطيع تجسيد شخصية «وردة».