بقلم: الشريف جابر القاسم وكيل المشيخة الصوفية أن كلمة إسلامى فهى تنسب هذا الفكر إلى الإسلام ونسبة شىء أو الحكم عليه بأنه إسلامى يعنى أن ذلك الشيء فكرا كان أو علما أو نظاما يتوافق فى أهدافه وغاياته ومنهجه مع ما جاءت به مصادر الإسلام وأن يكون متوافقا مع قيم الإسلام ومعاييره ومقاصده. وفى عام 1928م أعلنت جماعة الإخوان عن هويتها بأنها فكرة جامعة إسلامية تضم كل المعانى الإصلاحية فهى دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية. من أهدافها دعم الحركات الجهادية والتى تعتبر حركات مقاومة على مستوى العالم العربى والإسلامى ضد جميع أنواع الاستعمار أو التدخل الأجنبى وغيرها من الحركات التى تنشد الاستقلال لبلدانهم تحت شعار «الجماعة» الجماعة غايتنا الرسول قدوتنا القرآن دستورنا الجهاد سبيلنا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا. وحافظت الجماعة على ترديد الإسلام هو الحل والعمل على إقامة الدولة الإسلامية والحكومة الإسلامية التى تطبق قواعد الإسلام ورفض الديمقراطية الليبرالية وقد أظهروا عداءهم المحقق لهذه النظم وقد طالبوا بالقضاء على الحزبية على أساس أن الأحزاب مخالفة للإسلام. ولكن الواقع أثبت أن هناك مغالطة جوهرية مقصودة من تسمية جماعة الإخوان بالمسلمين وإدعائهم الصفة الإسلامية منذ نشأتهم كان ذلك ستارا مغلقا باسم الدين الإسلامى سعيا للوصول إلى السلطة كى يستغلوها لإقامة دولة دينية لهم تحكمها شيوخ يدعون احتكار الدين ويصبغون المجتمع كله بالطابع الدينى وفق فهم التفكير المتخلف والرجعى والذى اتسم سلوكهم فى المجتمع بالتكفير والعنف والإرهاب ودأبت الجماعة على جعل الإرهاب أحد مكونات غايتها منذ النشأة من زمن حسن البنا والجهاز السرى من شن هجمات إرهابية فى جميع ربوع مصر بدأ باغتيال رئيس الوزراء «النقرشى باشا» والقاضى «الخازندار» ووزير الداخلية «محمد محمود» والشيخ «الذهبي» ومحاولة اغتيال «جمال عبدالناصر» بالإسكندرية وقتل الرئيس السادات والآن ما نراه فى سيناء الحملات الإرهابية باستهداف الجيش وقادته وجنودة وإحراق الكنائس وقتل الأقباط والشيعة واستهداف الأزهر الشريف وشيخه وعلمائه وجامعاته بالحرق والتدمير والاتلاف للمنشآت والآن يشغلون الفتنة داخل القوات المسلحة وعصيان أوامر قادة الجيش والتخريب فى ممتلكات الوطن والشعب. لماذا لم تقرر الحكومة اعتبار جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها منظمة إرهابية لما لديها من الأدلة والبراهين والدلالة والتى أصبحت يقينا لا يمازحها ريب ولا يخالطها شك بأنها إرهابية وأساءت للإسلام وسلكت طريقا مثل الحركات الفاشية التى تسير على درب الوصول إلى السلطة بالحديث المزدوج المعنى يقولون ما لا يفعلون فلقد خالفوا مقاصد الشريعة الإسلامية وتسمى بالكليات الخمسة وهى «حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، وحفظ العرض وحفظ المال» وتخلوا عن الشريعة الإسلامية الوسطية ذات الاعتدال وقد تمسكوا بما يسمى الشرعية الانتخابية الديمقراطية الليبرالية «الصندوق الانتخابي» ما أدى إلى اختلال نظام الحياة فى المجتمع وساد الناس هرج ومرج وعمت الفوضى والاضطراب. لدى الدولة أجندة موثقة للإرهاب للجماعة: 1- فى الخمسينيات كانت حركة إسلامية راديكالية نمت بسرعة فى العقود التالية من بذور زرعتها فلسفة «سيد قطب» فالمجتمع إما أن يكون مجتمعا جاهليا أو إسلاميا قام بتكفير المجتمعات واعتبرها وثنية والانطلاق إلى أهمية الجهاد المسلح ضد الأنظمة القائمة بها وقال لابد من الجهاد بالسيف إلى جانب الجهاد بالبيان وقد قام الرئيس عبدالناصر إجراءات قمعية صارمة فى أواخر الخمسينيات ضد جماعة الإخوان المسلمين وأصبحت تعمل فى سرية وكونت التنظيم الرى وفرت بالمساجد بالمنهج الوهابى أرضية خصبة لتسييس الإسلام. 2- فى سبعينيات القرن العشرين أصدر الإخوانى «عبدالسلام فرج» قائد تنظيم الجهاد كتاب الفريضة الغائبة وهو الكتاب الذى كانت إحدى نتائجه اغتيال الرئيس السادات وكان تأكيد عبدالسلام فرج أن القتال فى هذا العصر فرض على كل مسلم ضد المجتمعات والحكام الذين يدعون الإسلام دون أن يطبقوه تطبيقا كاملا مما أصدره حكمه وتنظيم الإخوان وجماعة التكفير والهجرة بتكفير المجتمع كله والنظام السياسى والدعوة إلى اعتزال المجتمع وإشهار السلاح. 3- وفى منتصف التسعينيات قادت الجماعة وجماعة الجهاد مواجهة عنيفة مع الحكومة أسفرت عن موت 1500 شخص وكان هدفها تدمير الاقتصاد المصرى وإضعاف حكم الرئيس مبارك واكتساب نفوذ سياسي، وبلغت فورة القتل ذروتها فى قتل 58 سائحا أمام معبد الملكة حتشبسوت فى الأقصر فى شهر نوفمبر 1997 وهى جريمة هزت مصر والعالم وامتدت الحركة الإرهابية المصرية من مصر إلى الساحة العالمية بسبب الأيديولوجيا الراديكالية التى تكمن وراءه واستمرت فى النمو حتى دعمته أمريكا والعالم الغربى تحت تيار الإسلام السياسى واستغلتها جماعة الإخوان والجماعات المنبثقة منها فى القيام بعمليات عنف سياسى وأعمال إرهابية محاولين ارتداء عمامة الإسلام والتغطى بعباءته. 4- ما نراه ونعيشه الآن على الساحة المصرية من العنف والقتل والإرهابى فى مجتمعنا المسالم المتآمر عليه من جماعة الإخوان وجماعاته التكفيرية التدميرية والسلفية الجهادية وتنظيمه الدولى وتمويله لكسر الجيش المسلم وتهديد الدولة والشعب ومنذ شهر يوليو حتى حادث المنصورة وتشهد مصر التدمير للمنشآت الحيوية واستهداف الجيش بالتفجيرات بالسيارات المفخخة وأصبح الدمار والدم سمة لهذا التيار الذى أعلن سنحرق مصر كلها. من جملة ذلك أن هذه الجماعة استباحت الدم للمواطنين جميعا واستهدفت الحقوق والحريات ومن أهمها وأقدسها حرية الحياة وابتعدت عن الدين وسماحته ولكنها أساءت للإسلام الذى يخص كل مسلم وليس من نصب نفسه هم المسلمون فقط حيث.. إن الإسلام الصحيح يدعو إلى التسامح والمحبة والاعتدال والبعد عن كل إضرار بالناس أو إيذاء لهم والتواد والتراحم والتعاطف إلى غير من المسئوليات الجماعة التى من شأنها أن تدعم وحدة المسلمين.