شريف باشا.. الشركسى الذى حارب النفوذ الأجنبى

شارع شريف باشا.. هو أحد شوارع القاهرة الرئيسية ويقع إداريًا فى منطقة غرب القاهرة ويبدأ من التقائه بشارع محمد صبرى أبو علم وينتهى عند شارع 26 يوليو «فؤاد سابقًا»
ويتفرع منه شارعا قصر النيل وعدلي.. ويشتهر بالمحال التجارية المتنوعة النشاط..ولكن من هو محمد شريف باشا.. هو سياسى مصرى بارز ومن أصول شركسية، تولى رئاسة الوزراء فى مصر أربعة مرات.. ولد محمد شريف باشا عام 1823‏م وكان أبوه قاضيا للقضاة بمصر وهو شركسى الأصل‏،‏ تعلم بمدرسة الخانكة وهى المدرسة الحربية التى أنشئت سنة 1826م بأمر محمد على باشا، ثم أوفد فى بعثة إلى فرنسا والتحق بمدرسة أركان الحرب‏.‏ عاد عام 1849‏م وتزوج ابنة سليمان باشا الفرنساوي‏ وتعتبر ابنته توفيقا هانم المتزوجة فيما بعد من عبد الرحيم صبرى باشا هى والدة نازلى صبرى التى أصبحت ملكة لمصر.. تولى رئاسة النظار (مجلس الوزراء) 4 مرات‏ ووقع عن الحكومة المصرية معاهدة إبطال تجارة الرقيق. تبوأ منصب رئيس النظار ووزير الداخلية والخارجية فى الوزارة التى قام بتشكيلها وعرفت بنظارة شريف الأولى (18 إبريل 1879 - 5 يوليو 1879) فى أواخر حكم الخديو إسماعيل، وتميزت وزارته بخلوها من العنصر الأجنبى حيث أقصى فيها الوزيرين الأوروبيين اللذين كانا يتوليان المالية والأشغال فى عهد نوبار ومحمد توفيق، وتلاه ثلاث وزارات قام بتشكيلها.
ومن المعروف أن شريف باشا هو أول من أدخل الكتاتيب فى الهيكل التعليمى للوزارة، جعل معرفة القراءة والكتابة شرطاً أساسيا للتعيين. يعتبر محمد شريف باشا مؤسس مجلس النواب المصرى والنظام الدستورى النيابى الحديث.. عُرف محمد شريف باشا بنزاهته وإخلاصه لمصالح وطنه مصر وبمقاومته للنفوذ الأجنبى والاستعمار البريطاني، وكان دائما محط آمال التطلعات والتوجهات الوطنية المصرية كرئيس وزراء وطنى معروف بوطنيته التى تعلو فوق الشبهات.. توفى محمد شريف باشا فى النمسا فى إبريل من العام 1887م وشيع جنازته الألوف من محبيه فى كل من القاهرة والإسكندرية وغيرهامن المدن المصرية.