واشنطن –وكالات الانباء لأول مرة منذ 17 عاما أمر البيت الأبيض بإغلاق الوكالات الحكومية والبرامج الحكومة الأمريكية الفدرالية غير الأساسية امس،بسبب فشل الديموقراطيين والجمهوريين فى مجلس الشيوخ الامريكى»الكونجرس»فى تمرير موازنة السنة المالية الجديدة قبل الموعد النهائى فى منتصف الليل. وصدر هذا الامر قبل عشر دقائق من نفاذ الاموال رسميا لدى الحكومة الامريكية،فى ختام يوم شهد صراعا شديدا بين مجلس النواب،الذى يسيطر عليه الجمهوريون،ومجلس الشيوخ اذ الغالبية الديموقراطية،ولا سيما بشأن تمويل اصلاح الضمان الصحي،الذى اقره الرئيس باراك اوباما. وذكر راديو(سوا)الامريكى امس،أنه قد أصبح 800 ألف موظف فدرالى من أصل أكثر من مليونين فى عطلة قسرية بدون رواتب اعتبارا من صباح امس ولفترة غير محددة. وبدأ التعطيل الجزئى لعدد من الدوائر الحكومية الأمريكية لعدم توافر الميزانية. وتعهدت سلسلة مطاعم أمريكية للوجبات السريعة بتقديم أطباق هامبرغر مجانية إلى الموظفين الفدراليين الذين سيضطرون إلى أخذ إجازة قسرية غير مدفوعة الأجر مع توقف عمل بعض مرافق الدولة.. وقال بيتر تابيبيان مؤسس سلسلة مطاعم «زي-برجر» لوكالة فرانس برس» إذا تعذر عليهم التوجه إلى عملهم فليأتوا إلينا لتناول «الهامبرجر»واعداً بتقديم هذه الوجبات ظهر امس وعند العصر فى أربعة مطاعم يملكها فى واشنطن وضواحيها. واضاف تابيبيان :»ان هذا العرض سيكلفه اموالا طائله وإذا استمرت هذه القضية عشرين سنة»،ويشمل الموظفين الفدراليين الذين سيرغمون على أخذ إجازة غير مدفوعة الأجر، من خلال تقديم بطاقة هوية، مثل موظفى البلدية فى واشنطن الذين يشرف على نشاطهم الكونجرس الأميركي. وينتظر أن تغلق حدائق ومتاحف فى واشنطن أبوابها،كما سيؤجل صرف شيكات المعاشات والمحاربين القدماء،وستعانى تعاملات كروت الائتمان وجوازات السفر معوقات لإتمامها. أما الخدمات الأخرى مثل خدمات مراقبة الملاحة الجوية وخدمات تفتيش الأغذية،فإنها ستستمر. من جانبها،أخطرت وزارة الدفاع موظفيها بأن المجندين فى الخدمة العسكرية سيستمرون فى أداء مهامهم الطبيعية،بينما سيطلب من قطاع كبير من موظفيها من المدنيين التوقف عن العمل، ولكن الإجراء لن يطال الخدمات الأساسية المتعلقة بالأمن القومي.. واعلنت سيلفيا ماثيوز بورويل مديرة مكتب الادارة والميزانية فى البيت الابيض،فى مذكرة «ليس لدينا للأسف مؤشر واضح بأن الكونجرس سيتحرك فى الوقت المناسب،حتى يوقع الرئيس باراك اوباما على ميزانية قبل انتهاء المهلة التى كانت من المفترض ان تنتهى امس فى الاول من اكتوبر2013».. واضافت بورويل «على الوكالات الان تنفيذ الخطط لتعطيل نشاطاتها بشكل منتظم فى غياب الاموال».. من جهته،أعرب السيناتور هارى ريد زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ عن دهشته إزاء تمسك الجمهوريين بمنع تمويل برنامج الرعاية الصحية رغم أن البرنامج أصبح فى حكم القانون منذ فترة. وقال ريد:»إن برنامج الرعاية الذى قدمه الرئيس أوباما فى حكم القانون،وقد تحدث الكثير من الجمهوريين عن قانون أوباما للرعاية الصحية الذى تمت الموافقة عليه منذ زمن». من جهتها،أعلنت الخارجية الأمريكية أن الأقسام القنصلية الأمريكية ستواصل فى المرحلة الأولى منح تأشيرات للأجانب الراغبين فى الدخول إلى الولاياتالمتحدة رغم توقف الحكومة الفدرالية عن العمل. وقالت المتحدثة باسم الوزارة جنيفر ساكى فى لقائها اليومى مع الصحفيين:»إن النشاطات التى يقوم بها مكتب الشؤون القنصلية ستستمر محليا وفى الخارج ما يعنى أن الموظفين فى مثل هذه المكاتب سيواصلون منح تأشيرات وجوازات». وكان مجلس الشيوخ الذى يسيطر عليه الديموقراطيون قد رفض الشروط التى وضعها مجلس النواب الذى يسيطر عليه الجمهوريون لربط تمويل الحكومة بإدخال تعديلات على قانون الرعاية الصحية الذى طرحه الرئيس أوباما من قبل لتوفير الرعاية الصحية لكل مواطن أمريكي. وصوت الشيوخ الديموقراطيون ال54 الذين يحظون بالغالبية فى مجلس الشيوخ ضد المشروع الذى كان سيتيح تمويل الدولة الفدرالية ابتداء من صباح امس إلا أنه فى الوقت نفسه ينسف القانون الصحى للرئيس باراك أوباما اذ صوت النواب بأغلبية 228 صوتا مقابل 201 على نص اعده الجمهوريون ظهر امس الاول ليتصدى لقانون اصلاح النظام الطبى للرئيس اوباما. يذكر أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد رفض عدم التنازل أمام الكونجرس والقبول بالشروط التى وضعها الجمهوريون للموافقة على تمرير الموازنة. وكان الرئيس الامريكي،قد اتهم مجلس النواب بعدم المسئولية، بعد اصراره على تأجيل برنامج الرعاية الصحية فى الميزانية الجديدة، قبل إحالتها إلى مجلس الشيوخ،وهو ما أدى إلى رفضها. وأشار باراك أوباما، فى كلمة بقاعة الصحافة فى البيت الأبيض،إلى أن»الوقت يضيق»أمام التوصل إلى اتفاق قبل أقل من ساعات على انتهاء السنة المالية،لكنه أوضح أن إصلاح قطاع الضمان الصحى الذى يعارضه خصومه،سيطبق اعتبارا من امس مهما حصل.. وطالب أوباما مجلس النواب بأن يسير على خطى مجلس الشيوخ الذى صوت لصالح الموازنة دون شروط، مشيرا إلى أن ذلك سيكون له تأثير كبير على الأمريكيين.. وجدد أوباما استعداده العمل مع أعضاء الكونجرس من الحزبين لتفادى «غلق الحكومة الفدرالية».. وكان أوباما قد اتهم فى وقت سابق الجمهوريين باحتجاز أمريكا رهينة لمطالبهم السياسية «المتطرفة» فيما رد خصومه باتهام حلفائه الديموقراطيين بالغطرسة.. وقال أوباما فى كلمة تلفزيونية «لا يمكنكم الحصول على فدية من أجل القيام بعملكم».. واضاف الرئيس الامريكى»إن فصيلاً واحداً من حزب واحد فى مجلس واحد من الكونجرس فى فرع واحد من الحكومة لا يمكنه تعطيل الحكومة برمتها لمجرد شن معركة جديدة على نتائج انتخابات فى إشارة إلى إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية».