قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم، إن البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي فشلا في كسر المواجهة المريرة حول ميزانية الحكومة التي أقرها الرئيس "باراك أوباما" والخاصة بالرعاية الصحية، مما قاد إلى إغلاق الحكومة الفيدرالية منذ نحو عقدين من الزمن تقريبا. وأضافت الصحيفة أن هذا يعني نحو 800 ألف موظف فيدرالي مضطرون للبقاء في منازلهم وحوالي أكثر من مليون آخرين سيطلب منهم العمل دون أجر، وقد أصدر مكتب الإدارة والميزانية أوامر قبل حلول منصف الليل بإغلاق جميع الوكالات نظرا لعدم وجود اعتمادات، حيث إن الكونجرس فشل في الحفاظ على تمويل الحكومة الاتحادية. وأشارت الصحيفة إلى أن الخلاف كان قد احتدم بين مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون مع مجلس الشيوخ الذي يقوده الديمقراطيون بعد جهد الجمهوريين لاستخدام قانون مؤقت للإنفاق بغرض تأجيل قانون "أوباما" الصحي. وأعلنت مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض "سيلفيا ماثيوز بورويل" في بيان الليلة الماضية أن هذا القرار يأتي اثر فشل الكونجرس في سن الاعتمادات المالية للسنة المالية الجديدة. وقالت" بورويل" في مذكرة بهذا الخصوص: "ليس لدينا للأسف مؤشر واضح بأن الكونجرس سيتحرك في الوقت المناسب" مضيفة "على الوكالات الآن تنفيذ الخطط لتعطيل نشاطاتها بشكل منتظم في ظل عدم وجود اعتمادات لازمة". وحثتت "بورويل" الكونجرس على "التحرك بسرعة لتمرير قرار الاستمرار في توفير جسر مالي على المدى القصير يضمن الوقت الكافي لتمرير الميزانية للفترة المتبقية من السنة وإعادة تشغيل الخدمات العامة المهمة والبرامج التي من شأنها أن تتأثر بوقف الاعتمادات". وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه إضافة إلى هذا التوقف، بدأت تلوح في الأفق بوادر أزمة جديدة مع اقتراب تاريخ ال17 من أكتوبر الجاري حيث يتعين على الكونجرس اتخاذ إجراءات لرفع سقف الديون لتجنب العجز عن سداد الديون، وإذا لم يحدث أبدا فيمكن أن يؤدي إلى "انهيار مالي في جميع أنحاء العالم" كما يمكن رفع أسعار الفائدة وتتعثر الأسهم. وتصر أقلية من أعضاء الكونجرس من الجناح المحافظ للحزب الجمهوري على عدم الموافقة على تمويل الحكومة الأمريكية دون موافقة "أوباما" على تأجيل تنفيذ قانون الرعاية الصحية. وفي تصريحات سابقة الليلة الماضية شدد "أوباما" على أن إيقاف عمل المؤسسات الفيدرالية "سيكون له أثر اقتصادي حقيقي جدا على أناس حقيقيين وعلى الفور".