بمناسبة شهر رمضان الكريم ونفحاته النورانية والروحانية ننشر فى هذه الصفحة على مدار الشهر نماذج من أروع ما كتب فى التراث العربى القديم من شعر العشق الإلهى والمدائح النبوية.. وننشر اليوم جزءا من القصيدة «نهج البردة» لأمير الشعراء أحمد شوقى. ولد أحمد شوقى فى القاهرة عام 1868م، فى أسرة ميسورة الحال تتصل بقصر الخديو أخذته جدته لأمه من المهد، وكفلته لوالديه، درس الحقوق، وعينه الخديو فى خاصته،
وأرسله بعد عام إلى فرنسا ليستكمل دراسته، وأقام هناك 3 أعوام، عاد شوقى إلى مصر أوائل سنة 1894م فضمه توفيق إلى حاشيته.
أصدر الجزء الأول من الشوقيات – الذى يحمل تاريخ سنة 1898 م وتاريخ صدوره الحقيقى سنة1890م، نفاه الإنجليز إلى الأندلس سنة 1914م بعد أن اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى، وفرض الإنجليز حمايتهم على مصر 1920م.
أنتج فى أخريات سنوات حياته مسرحياته وأهمها : مصرع كليوباترا، ومجنون ليلى،
قمبيز، وعلى بك الكبير، وتوفى فى 14 أكتوبر 1932 م مخلفاً للأمة العربية تراثاً شعرياً خالداً.
فلا تسل عن قريش كيف حيرتها وكيف نفرتها فى السهل والعلم
تساءلواعن عظيم قد ألم بهم رمى المشايخ والولدان باللمم
ياجاهلين على الهادى ودعوته هل تجهلون مكان الصادق العلم
لقبتموه أمين القوم فى صغر وما الأمين على قول بمتهم
فاق البدور وفاق الأنبياء فكم بالخلق والخلق من حسن ومن عظم
جاء النبيون بالآيات فانصرمت وجئتنا بحكيم غير منصرم
آياته كلما طال المدى جدد يزينهن جلال العتق والقدم
يكاد فى لفظة منه مشرفة يوصيك بالحق والتقوى وبالرحم
يا أفصح الناطقين الضاد قاطبةحديث ك الشهد عند الذائق الفهم
حليت من عطل جيد البيان به فى كل منتثر فى حسن منتظم
بكل قول كريم أنت قائله تحى القلوب وتحى ميت الهمم
سرت بشائر بالهادى ومولده فى الشرق والغرب مسرىالنور فى الظلم
تخطفت مهج الطاغين من عرب وطيرت أنفس الباغين من عجم
ريعت لها شرف الإيوان فانصدعت من صدمة الحق لا من صدمةالقدم
أتيت والناس فوضى لا تمر بهم إلا على صنم قد هام فى صنم
والأرض مملوءة جورا مسخرة لكل طاغية فى الخلق محتكم
مسيطرالفرس يبغى فى رعيته وقيصرالروم من كبرأصم عم
يعذبان عباد الله فى شبه ويذبحان كما ضحيت بالغنم
والخلق يفتك أقواهم بأضعفهم كالليث بالبهم أو كالحوت بالبلم
أستتتترى بك الله ليلا إذ ملائكه والرسل فى المسجدالأقصى على قدم
لما خطرت به التفوا بسيدهم كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم