كتب - الشيخ فوزي عباس قال تعالى «ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم اعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون» أمر الناس اليوم عجيب وشأنهم غريب يزخرفون أقوالهم لبعض وصدورهم مملوءة بالحقد محشوة بالحسد تدفعهم إلى الرذائل وتبعدهم عن الفضائل لا يبالون باغضاب رب العالمين إذ يستهزئون بالدين ويحادون المصلحين لقد أصبحت القلوب معتلة والرءوس مختلة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. إن الإسلام برىء ممن ينتسب إليه ولا يعمل بأحكامه ويا أسفاه عمل الأجانب بتعاليمه وأهله لها تاركون فهو لا ريب يبكى على أهله وأيامه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا) فمن ذا الذى يعمل بهذا القول الحكيم. وها نحن أولاء نشاهد أن الكراهية قد عمت بيننا كما فشت البغضاء والحقد والحسد وأصبح الأخ يسعى فى ضرر أخيه ويؤذيه بيده وفيه ويلذ له الانتقام منه وذلك إسراع إلى التدهور والفناء وان لم يشعر أكثر الناس قال صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» ، وها نحن أولاء لم نجد بين أهل البلد الواحد تواددا ولا تراحما ولا إخلاصا تجدهم يكيد بعضهم لبعض ويفرح بعضهم لمصيبة بعض ويتربص بعضهم ببعض الدوائر وذلك لا يليق بالمنتسبين الى الإيمان وتجعل أهل هذه الصفات الذميمة من أحزاب الشيطان وقد غاب عن آذانهم وأفكارهم أن من أغراض دين السلام الحنيف أن تكون أفراد أمته كأفراد الأسرة الواحدة يحب بعضهم بعضا ويكون التسامح شعارهم والمودة رابطتهم كما هداهم لذلك نبيهم صلى الله عليه وسلم الذى قال «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» ومع ذلك الهدى الكريم أصبحنا بين صغير يركب جواد الشرور وبين كبير يتلذذ بالغيبة والنميمة ويتفنن فى إيذاء المسلمين وفى قول الزور والعمل به وفى إيذاء المسلمين وقد قال الرسول «آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا أوتمن خان» ومع ذلك كثر الكذب بيننا وكم من وعود تخلف وعهود تنقض وكم سلت سيوف خيانة وقطعت أوصال أمانة وبعضنا معشر المسلمين لبعض عدو صرنا بين حسود لا يرضيه إلا زوال نعمة أخيه وبين حلاف مهين مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم وقد قال صلى الله عليه وسلم «إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل يوضع فى أخمص قدميه ، أى فى باطنهما جمرتان يغلى منهما دماغه ما يرى احد اشد منه عذابا وانه لأهونهم عذابا» فمن منا لا يخاف من عذاب النار فكيف مع هذا ينبذ الكثير تعاليم الدين ويخالف الخالق الرازق الملك الجبار الواحد القهار حتى ساءت الأحوال وعم الوبال وهكذا بيننا كثرت الأعمال التى لا يرتضيها العقلاء مع ادعاء التمسك بالشريعة الإسلامية «إنا لله وإنا إليه راجعون» ولله فى خلقه شئون. إمام أول مسجد البحاروة – الخرانقة – قوص – قنا