كتاب «عبقرية محمد» للأديب عباس محمود العقاد أحد كتب سلسلته المعروفة ب»العبقريات» التي قدم فيها ترجمة لعدد من أبرز الشخصيات الإسلامية بالإضافة إلي شخصية السيد المسيح، ويعد كتاب «عبقرية محمد» من أروع ما كتب عن سيد البشر وخاتم المرسلين، وتناول فيه الجوانب الانسانية في شخصه الكريم صلي الله عليه وسلم، فضلا عن سرد لسيرته النبوية الشريفة. يلفت العقاد في مقدمة كتابه لملحوظة طريفة، فحكي أنه بدأ في كتابة الكتاب في ذكري يوم مولد النبي وانتهي من كتابة آخر صفحاته في ذكري نفس اليوم بعد 30 عاماً مصادفةً بدون ترتيب. الكتاب تناول حياة المصطفي صلي الله عليه وسلم من الناحيه البشرية والأخلاق والطباع لم يكن كتاب سيره ولا قصص .. تناول جوانب حياة النبي وبين عبقريته فيها وعظمة المصطفي ورد الشبهات التي تدور حوله، والتهم التي يرميها المستشرقون الغربيون ومن يحمل الضغينة علي نبينا الكريم، فأجاد العقاد في الرد والذود عن نبينا في سطور وصفحات هذا الكتاب الرائع يعرض لنا العقاد في كتابه خصائص وسمات الحبيب المصطفي –الخُلقية والخلقية- المتميزة والكاملة والتي اختص فيها دونا عن جميع البشر ويلخصها في 12 فصلا: عبقرية الداعي، عبقريته العسكرية، عبقريته السياسية، عبقريته الادارية، بلاغته، صداقته، رئاسته، محمد الزوج، الاب، السيد، العابد والرجل صلي الله عليه وسلم، بالإضافه إلي فصل يحكي علامات مولده وآخر عن مكانته في تاريخ العالم. يسلط الضوء علي هذه الجوانب الانسانية في الرسول من نظرة عصرية “غير تقليدية” بالاضافة الي تناوله بعض القضايا الجدلية و منافشتها بكل منطقية رائعة مثل قضية تعدد زوجات الرسول و اباحة الاسلام للرق و الجهاد في سبيل الله. في هذا الكتاب يتطرق العقاد إلي عبقرية الرسول الكريم العسكرية والسياسية والإدارية وكيف كان رسولنا صديقا ورئيسا وزوجا وأبا وسيدا وعابدا ورجلا، وفي كل حالة من تلك يتكلم عن الرسول، لا كما يتكلم عنه الآخرون عليه الصلاة والسلام. في الفصل الأخير من الكتاب (محمد في التاريخ) يقول العقاد :محمد في نفسه عظيم بالغ العظمة، وفاقا لكل مقياس صحيح يُقاس به العظيم عند بني الإنسان في عصور الحضارة. فما مكان هذه العظمة في التاريخ؟ ما مكانها في العالم وأحداثه الباقية علي تعاقب العصور؟ مكانها في التاريخ أن التاريخ كله بعد محمد متصل به، مرهون بعمله، وأن حادثا واحدا من أحداثه الباقية لم يكن ليقع في الدنيا كما وقع لو لا ظهور محمد وظهور عمله . فلا فتوح في الشرق والغرب ، ولا حركات في أوروبا في العصور الوسطي ، ولا الحروب الصليبية، ولا نهضة العلوم بعد تلك الحروب، ولا كشف القارة الأمريكية، ولا مساجلة الصراع بين الأوربيين والآسيوين والإفريقيين، ولا الثورة الفرنسية، وما تلاها من ثورات، ولا الحرب العظمي التي شهدناها قبل بضع وعشرين سنة، ولا الحرب الحاضرة التي نشهدها في هذه الأيام، ولا حادثة قومية أو عالمية مما يتخلل ذلك جميعه كانت واقعة في الدنيا كما وقعت لو لا ذلك اليتيم الذي ولد في شبه الجزيرة العربية بعد خمسمائة وإحدي وسبعين سنة من مولد المسيح . وقسم العقاد كتابه إلي أبواب وموضوعات منها: محمد الصديق - محمد الرئيس - الرئيس الصديق -الزوج - حق المرأة - معاملته لزوجاته - سماحة الكريم - تعدد الزوجات - رجل الجد والرصانة - أسباب تعدد زوجاته - الوجهة الخلقية - عقوبة الزوجات - الطبائع الاربع - صفة العابد - طريق الوصول - المختار - قبول للدعابة - اريحية محمد - آدابه الاجتماعية - عزيمة الزهد والايمان - محمد في التاريخ - فتوح ايمان - يوم الغار - يوم عقيدة ورجاء – المستقبل للايمان.