في عام (1972) يشير ماسلو إلي أن الفرد ينعم بالصحة النفسية عندما يكون إنسانا كاملا ولا يتحقق ذلك ما لم يرتبط الفرد بمجموعة من القيم هي: صدق الفرد مع نفسه ومع الآخرين، أن تكون لديه الشجاعة في التعبير عما يراه صوابا أن يتفاني في أداء العمل، وأن يكتشف نفسه من هو وماذا يريد؟ وماذا يجب، وأن يعرف ما هو الخير وأن يتقبل ذلك دون اللجوء إلي حيل دفاعية يقصد بها تشويه الحقيقة . ومن خلال هذا التوجه عند ماسلو لتعريف الصحة النفسية يتضح لنا بأن قائمته هذه تؤكد أبعاداً تتضمن: 1 . معرفة الفرد لذاته وإمكاناتها. 2 . صدق الفرد مع نفسه ومع الآخرين. 3 . قبول الفرد لذاته ورضائها، بما يحقق الشعور بالثقة بالنفس والقناعة والطمأنينة. ومن هنا يمكننا طرح السؤال التالي: بماذا تتحدد قائمة ماسلو؟ تتحدد قائمة (ماسلو) بالشكل التالي: (اعرف نفسك كن صادقا تقبل ذاتك) علي الرغم من قائمة ماسلو في تعريف الصحة النفسية فإننا نضيف العبارة التالية: اعرف ربك فإن عرفت ربك عرفت نبيك وإن عرفت نبيك عرفت حجتك وإن عرفت حجتك عرفت نفسك. كما قال الرسول (ص) (من عرف نفسه فقد عرف ربه). 3 اتجاهات تركز علي سيكولوجية التوافق؟ أولا - التكيف المتكامل: عبر عبد السلام عبد الغفار (1976) عن الاتجاه التكاملي حيث أشار إلي أن إرادة الوجود في نظرة تعتبر الدافع الأساسي عند الإنسان وهي التي تكمن وراء مختلف أنواع النشاط الإنساني حتي يصل إلي مستوي مناسب مع الإنسانية الكاملة كما أن دافع إرادة الوجود هو المسئول عن سعر الفرد الدائب لإشباع حاجاته المختلفة في مختلف مراحل العمر أو يري أن صحة الفرد النفسية لا تتحقق إلا عندما تتكامل طاقاته العقلية والانفعالية والدافعية بشكل يؤدي إلي حسن استثمارها . كما يري عبد الغفار أن صحة الفرد النفسية تتجلي بمظاهر أربعة كما يلي : 1 الرضا عن النفس يعني أن يدرك الفرد ما لديه من قدرات وإمكانات وأن يستخدم هذه الإمكانات خير استخدام وأن يدرك أن هناك فروقا فردية بين الناس في جميع النواحي العقلية والمعرفية والانفعالية وغيرها. 2 السمو والالتزام يعني به أن يكون للفرد معني محدد لحياته وأهداف واضحة توضح له طريقة في الحياة وتجعله يسمو أو يعلو علي أهداف التربية الذاتية الطبقية . 3 الوسطية وتعني الاعتدال في كل شيء وعدم الإفراط والتفريط . 4 العطاء: العطاء هو أهم ما يميز الإنسان لأنه الكائن الوحيد الذي يعطي بحرية حين يشاء . ثانيا: علم الصحة النفسية يعرف هاد فيلد (1950) بأن علم الصحة النفسية (علم يهتم بالحفاظ علي الصحة النفسية وحمايتها من الاضطرابات العقلية). أما برنارد (1961) فقد عرف علم الصحة النفسية (بأنه العلم الذي يختص بتحقيقه وصيانة صحة العقل وكفايته). ومن خلال هذين التعريفين يتبين لنا بأن علم الصحة النفسية علم ذو هدف نمائي يحاول إنماء شخصية الفرد بحيث يستطيع أن ينعم بالصحة النفسية. وهكذا فإننا ندرك أن هناك علاقة بين علم الصحة النفسية وبين الصحة النفسية بحيث لا يمكن أن تحقق الصحة النفسية في أي مجتمع ما لم تطبق مبادئ علم الصحة النفسية في مختلف قوي الضغط في المجتمع علي الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو التعليمي أو التربوي. باحث إسلامي - مقيم بأسيوط