اليوم يمر عام على رحيل البابا شنودة الثالث المعلم والاب الذى ظل حتى وفاته يحرص على التواصل مع شعبة من خلال عظته الاسبوعية، كما كان ينظر إليه الاقباط على انه «أب» لهم يلجئون اليه لحل مشاكلهم. حياة البابا رحلة تمتلئ بالرعاية والحب والابوة والاهتمام.. فكان اول من اهتم بالتعليم والمرأة كما كان رجلاً سياسيًا «وفدى» الانتماء. خلال حياتة لقب البابا بأنه معلم الاجيال وذهبى الفم وأيضا لقب بانة صمام الامان لمصر وانة راعى الوحدة الوطنية. فالبابا شنودة هو البطريرك ال 117على الكرسى البابوى؛ وقد ولد البابا شنودة فى صعيد مصر فى قرية سلام محافظة اسيوط فى 2/ أغسطس/1923 م باسم نظير جيد روفائيل.
التحق البابا شنودة بجامعة القاهرة ودرس فى كلية الآداب وتخرج فيها حاصلاً على ليسانس الآداب قسم تاريخ 1947 م. وكان نظير جيد يحاول التغيير والنهوض بالكنيسة فى خدمته بمدارس الأحد عن طريق التعليم.. فينشئ جيلاً جديدًا مستنيرًا، وفى السياسة فقد كانت له رؤى سياسية واضحة هى ضرورة أشتراك الأقباط فى السياسة ليكون لهم ثقل سياسى فانضم إلى حزب الكتلة الوفدية بقيادة الزعيم القبطى مكرم عبيد باشا واشترك فى تفنيد الدعاية الانتخابية لمصطفى النحاس الذى كان يطلق عليه «شاعر الكتلة الوفدية». ورسم راهباً باسم (أنطونيوس السريانى) فى يوم18 يوليو 1954. وأمضى البابا شنودة 10 سنوات فى الدير دون أن يغادره، وعمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس فى عام 1959. رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحى وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك فى 30 سبتمبر 1962، وعندما مات البابا كيرلس فى الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد فى الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسى البابوية فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة فى 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) فى تاريخ البطاركة. البابا المعلم كان البابا شنودة من اول البطاركة الذين اهتموا بالتعليم الكنسى فأنشأ معهدا للرعاية ومعهدا للكتاب المقدس. كما فتح الباب فى مجلة الكنيسة (مجلة الكرازة) للمرأة.. سمح للباحثة نبيلة ميخائيل يوسف منذ سنة 1975 بكتابة باب روائع العلم. وفى عهده زادت إلايبارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس خارج مصر.. فكان يختار أساتذة الكلية الإكليريكية، واستمر بعد سيامته فى إلقاء الدروس بالإكليريكية وإدارتها، وأسس 7 فروع للإكليريكية بداخل البلاد وفى بلاد المهجر. كما ترأس البابا مجلة أسبوعية ليكون عضوا بنقابة الصحفيين وواظب على إلقاء 3 محاضرات أسبوعيا بالقاهرة والإسكندرية بخلاف اجتماعاتة الشهرية مع الخدام والكهنة والجمعيات. البابا الراعى زار البابا كرسى روما وكرسى القسطنطينية وأسس كنائس قبطية أرثوذكسية فى كينيا وزامبيا وزيمبابوى وجنوب أفريقيا. كما زار بلادًا أفريقية لم يزرها أحد الباباوات من قبل مثل زائير والكونجو وقام برسامة كهنة أفارقة لرعاية الكنائس فى بلادهم. وقام برسامة اباء كهنة وأساقفة بريطانيين وفرنسيين لرعاية رعاياهم المنضمين إلى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية. كما وضع البابا لائحة للمجمع المقدس عام 1085 ووقع على اتفاقيات مشتركة مع الكاثوليك ومع الأرثوذكس ومع الكنيسة الإنجليكانية وغيرها من الكنائس. وترأس مجلس كنائس الشرق الاوسط.. كما كان الراعى الرسمى لمشروع مجلس كنائس مصر الذى أنشئ بعد وفاته فى عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما فى ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة فى القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. وHولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وأيضا كنائس المهجر. كما قام بعمل حفلات إفطار رمضانية لكبار المسئولين بالدولة منذ عام 1986 بالمقر البابوى وتبعته فى ذلك معظم الإيبارشيات. كما كان يحضر حفلات إفطار رمضانية تقيمها وزارة الأوقاف ويشارك بنفسه فى جميع المؤتمرات والأحداث الهامة بالدولة. البابا السياسى اصطدم السادات مع البابا شنودة بعد رفض البابا اتفاقية كامب ديفيد وتنظيم أقباط المهجر لمظاهرة خلال زيارة السادات لأمريكا وما تلاها من احداث الزواية الحمراء وبعدها أصدرت أجهزة الأمن قرارا للبابا بأن يتوقف عن إلقاء درسه الأسبوعى.. الأمر الذى رفضه البابا ثم قرر تصعيد الأمر بأن أصدر قرارا بدوره بعدم الاحتفال بالعيد فى الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة. وهو الأمر الذى أدى الى اعتقال البابا وتحديد إقامته بدير الانبا بيشوى. وبالرغم من أن العلاقة بينهما فى البداية كانت جيدة إلا انها انتهت بالصدام وترجع بداية الصدام الى أنه نسبت أقوال للبابا شنودة تشعل الفتنة الطائفية فى مصر وهو ما زاد بعد احداث الزواية الحمرا. وعندما تولى حسنى مبارك مقاليد الرئاسة فى 14 أكتوبر 1981 أفرج عن البابا فى عام ،الا ان طريقة التعامل مع الاقباط لم تتغير كثيرا وظلت الدولة والأجهزة الأمنية تعطى رسائل بأنها الحامى الوحيد للأقباط فى مواجهة الجماعات المتشددة.