في الوقت الذي بدأت فيه الحياة تدب في مصر مجددا شهد ميدان التحرير أمس الأول مهزلة بين المتظاهرين المحتجين والمؤيدين للرئيس حسني مبارك استخدم فيها الفريقان الحجارة وزجاجات المولوتوف والكتل النارية ما أدي إلي سقوط ضحايا ما بين قتلي وجرحي، وشارك في إحداث هذه الفوضي عناصر من حركة حماس وحزب الله وجماعة الإخوان وعناصر أخري مشبوهة، واستمرت تلك المناوشات حتي الساعات الأولي من الفجر. وقد وقف الجيش المصري علي الحياد ورفض التدخل، كما القي علي عدد كبير من مثيري الشغب من الطرفين وتم إغلاق كوبري 6 أكتوبر وجميع الطرق المؤدية إلي ميدان التحرير منعاً لتكرار الاشتباكات. وعانت سيارات الإسعاف من الوصول إلي ميدان التحرير لنقل الجرحي وإسعافهم بشكل سريع وقد استمر عدد قليل من المتظاهرين في ميدان التحرير حتي يوم أمس ومن المنتظر أن تزيد أعدادهم اليوم مدعومين بقوي خارجية وتيارات سياسية مصرية وعناصر من الإخوان المسلمين لادخال البلاد في حالة من الفوضي. وقال شهود عيان: إن بلطجية ومجهولين أطلقوا أعيرة نارية حية من فوق بناية مرتفعة مواجهة لمبني المتحف المصري الواقع بين ميدان عبدالمنعم رياض وميدان التحرير، علي المتظاهرين المناهضين للتظاهر. وقالوا: إن قوات الجيش الموجودة في المنطقة ردت بإطلاق أعيرة نارية في الهواء لردع المهاجمين الذين أطلقوا عدداً آخر من الأعيرة النارية صوب المعتصمين. وفي إشارة إلي أن بعض المهاجمين نزلوا إلي الأرض وهاجموا المتظاهرين، قال أحد المصابين ويدعي أشرف علي حسن في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية: «كلنا المتظاهرين في صفوف التماس الأمامية مع البلطجية، نرد عليهم بالرشق بالحجارة إلا أنهم سرعان ما ركضوا باتجاه جسر السادس من أكتوبر وركضنا خلفهم حتي صعدنا الجسر». وأضاف: إن البلطجية توقفوا فجأة وتوجهوا ناحيتنا وفتحوا علينا نيران أسلحة آلية أصابتني رصاصة منها. ومن ناحية أخري قال شهود عيان: إن المتظاهرين المعتصمين في «ميدان التحرير» تمكنوا من إلقاء القبض علي نحو 80 من البلطجية. وأعلن الدكتور أحمد سامح فريد وزير الصحة أن عدد المصابين في أحداث ميدان التحرير بلغ 5 قتلي و 836 مصابا، ويوجد حاليا في المستشفيات من بين هؤلاء المصابين 86 مصابا تتراوح اصابتهم ما بين جروح عميقة وبسيطة وكسور. قال إنه يتابع الموقف لحظة بلحظة وسيقوم بزيارة المصابين في مستشفيات الهلال وقصر العيني والدمرداش والمنيرة ومعهد ناصر وغيرها وعقد فريد اجتماعا مع قيادات الوزارة لدراسة الموقف الحالي ووضع كل الترتيبات اللازمة تحسبا لأي ظروف. لشلل التام. من جانبه بدأ الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء صباح أمس في مباشرة مهام عمله بمقر مجلس الوزراء للمرة الأولي منذ تشكيل الحكومة الجديدة يوم الاثنين الماضي. وأجري رئيس الوزراء اتصالات بالوزراء لمتابعة آخر تطورات الأوضاع لتحقيق الاستقرار في مصر. وأكد رئيس الوزراء أنه سيفتح باب التحقيق الفوري لمعرفة وبيان المستببين في أعمال الشغب والصدامات التي حدثت بين المحتشدين في ميدان التحرير مؤيدين ومعارضين واستمرت حتي فجر أمس. وأعرب شفيق عن أسفه الشديد علي وقوع تلك الأحداث مؤكدا أنه سوف يتم معاقبة هذه العناصر التي أساءت إلي مصر وشعبها.