عدت من رحلة إلي "ألمانيا" وتحديداً مدينة "هانوفر" حيث يقام معرض (دوميتيكس) للسجاد الميكانيكي والسجاد اليدوي، ومستلزمات صناعة السجاد من آلات ومعدات ووسائل تجهيز هذه المنتجات من تشطيبات وصباغة، وتغليف، وتعبئة، تجارة وصناعة عظيمة، ذات صفة تاريخية حيث تعود صناعة السجاد إلي عشرات الآلاف من السنين، وهو بالقطع السجاد اليدوي (المعقود)، واشتهرت بصناعته أو عقده، دول "جنوب وشرق آسيا" خاصة "إيران" و" تركماستان" و "أفغانستان"، وكذلك بعض مدن "تركيا" ويعود "لمصر" شهرتها في صناعة (الكليم) وهو ما يعرف "بالنسيج المرسم" أو ما يعرف عالمياً "بالجوبلان" وظهرت صناعة السجاد الميكانيكي في بداية عصر النهضة الصناعية حيث استطاعت مجموعة من النساجين "البلجيك" و"الألمان" من تصنيع ماكينة للسجاد، تقوم بنسج (سجادة في وجه سجادة أخري) ثم تقوم سكينة بالفصل بينهما- فيصبح وجه السجادة ذات الخيوط المقصوصة - وتصبح اللحمات من القطن أو الكتان هي الممسكة أو الحابسة علي تلك الخيوط البارزة والتي يجري عليها عملية (قص) ثم عملية (لصق) من (الخلف ) لتقديم سجادة ميكانيكية تنتج في خلال عشر دقائق بديلة عن سجادة بنفس المساحة ونفس التصميم تنتج في خلال ستة شهور إلي ثمانية!! هذا هو الفرق الضخم بين سجادة يدوية وسجادة ميكانيكية، وكعادة الدول المصنعة للآلات وللاستخدامات الإنسانية، فإنها تقيم الأسواق والمعارض وتنشئ التجمعات الاقتصادية التي يدور في فلكها الصناع والتجار وأيضاً المستخدمون والمراكز البحثية وكل من هم مهتمون بمثل هذه الصناعات. و"هانوفر" هذه المدينة تقوم كل أنشطتها الخدمية علي أرض معارضها التي تستضيف معارض نوعية نحو العشرة كل عام يقام المعرض خلال أربعة أيام، لكي يجتمع في المدينة كل صناع وتجار هذا المعرض النوعي من كل دول العالم، وتكتظ المدينة وضيوفها ولا يستطيع أحد متأخر عن الحجز أن يجد مقعداً علي طائرة أو سرير في فندق، وهذا المعرض الذي أحرص علي حضوره سنوياً منذ سبعة وعشرين عاماً، هو المعرض الذي تشارك فيه "مصر" بصناع سجادها الميكانيكي وأشهرهم الذي بقي منهم حتي اليوم هم "النساجون الشرقيون"، حيث كان أول اشتراك لهم عام ( 1984)، وبقوا واستطاعوا أن يزيدوا من رقعة مساحة المعرض طبقاً لأهميتهم في سوق السجاد العالمي، حيث كانوا صغاراً جداً جداً أتذكر أن المعرض الأول لم يتعد 60متراً مربعاً، حتي وصلوا اليوم إلي أكثر من 8000متر مربع ولأكثر من ثلاثة أجنحة بأسماء مختلفة لوظائف مختلفة فهذا (سجاد النساجون)، وهذا (كيمبردج) للفنادق والمباني الإدارية وهذا (ماك) للموكيت غير المنسوج وهذه "إفكو" للألياف الصناعية. ماشاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله - شيء رائع وعظيم ويدعو للافتخار بأبناء وطني، حيث حصلوا للمرة الخامسة عشرة علي المركز الأول في العالم في صناعة السجاد الميكانيكي ألف مبروك للمصريين!!