ساقية ابوشعرة قرية تابعة لمركز أشمون في المنوفية تعد واحدة من اشهر مناطق صناعة السجاد اليدوي و الحريرفي مصر والذي يتم تصديره إلي الخارج. ويرجع احتراف ابناء القرية لهذه الصناعة إلي عهد الفراعنة وظلت محتفظة بصناعة السجاد حتي وقتنا هذا فلا تجد منزلا إلا وداخله نول نسيج يدوي. قام الرئيس حسني مبارك بزيارتها في ثمانينيات القرن الماضي بعدما زار فرنسا ووجد علي أحد حوائط قصر الإليزيه سجادة معلقة وعليها عبارة (نسجت في ساقية أبوشعرة) فعاد الرئيس من فرنسا متوجها لزيارة القرية ليري علي الطبيعة أنوال بيوت ساقية أبوشعرة التي كست منتجاتها ومتاحف وقصور اوروبا والعالم. ويبلغ عدد سكان القرية حوالي 17 ألف نسمة ويعمل 80% منهم في صناعة السجاد الحرير والبداية غالباً ما تكون من الطفولة المبكرة ففي سن سبع سنوات يبدأ الطفل في تلقي مهارات صناعة السجاد والتعامل مع الخيوط الحريرية لينسج بها تحفة فنية تباع في الاسواق بآلاف الجنيهات وتحظي منتجاتها بشهرة عالمية حيث تقوم القرية بتصدير نحو 3500 ألف متر مربع سنوياً من إنتاج السجاد المصري ويتم الاحتفاظ بسجادها في القصور والمتاحف العالمية. "روزاليوسف" تجولت داخل قرية ملوك السجاد اليدوي والتقت بأمهر محترفي صناعتها. يقول الحاج عبد المنعم سعيد ان صناعة السجادة الواحدة يستغرق عدة أشهر ويتراوح تكلفة المتر الواحد منها ما بين 1300 و1500 جنيه وتباع للتاجر بمبلغ 1700 جنيه للمتر بينما يقوم التاجر ببيعها للزبون بنحو 3000 آلاف جنيه للمتر. واضاف ان السجادة اليدوية المصرية المصنعة من الحرير تتمتع بسمعة وشهرة طيبة بين الشينوا الصيني والسجاد الأفغاني والزرابي المغربي. ويضيف الشيخ خالد مدرس بالمعهد الأزهري في القرية الذي يمتلك ثلاثة أنوال في منزله انه يعمل عليها هو وأبناؤه وزوجته. وقال ان الجميع في القرية نشأ من خير هذه الحرفة التي اغنت عن انتظار الوظيفة وأي شاب هنا لا يحمل هم العمل لان عمله هنا مضمون فالطفل الصغير الذي لا يتجاوز عمره الثماني سنوات يحصل علي أجر يومي لا يقل عن جنيهين تتم زيادته كل فترة وفقا لمدي إتقانه للمسافة بين العقد وسرعته وقدرته علي تمييز الألوان من لوحة الرسم التي يعمل عليها وأعلي أجر يومي لدينا يصل الي 15 جنيها والحقيقة التي لا جدال فيها أنه لا يوجد لدينا عاطل وتلك نعمة. وتشير كريمة 30 سنة إحدي نساء القرية الي انها بدأت العمل بصناعة السجاد منذ طفولتها المبكرة حيث كانت تعود من المدرسة لتجلس علي النول لمساعدة والدها وأخوتها الكبار في العمل. وتضيف انه في العادة ما يستمر التدريب لمدة 4 أشهر حتي يسمح للعامل ان يعمل بمفرده وتري في العمل بصناعة السجاد اليدوي انها مهنة شاقة وليست سهلة كما يعتقد البعض فليس من اليسير الجلوس علي مقعد لمدة تتراوح بين 12-14 ساعة يومياً. ويقول محمد الشوري عضو المجلس المحلي ورئيس لجنة الصناعات الصغيرة بالقرية ان القرية تقوم بتصدير نحو 3500 ألف متر مربع سنوياً من إنتاج السجاد المصري وتحصل علي المواد الخام من التجار والمصدرين الذين يشترون الإنتاج ويتم تصنيع السجادة علي أربع مراحل تبدأ بإعداد النول من خلال تثبيت الخيوط التي يتم نسج السجادة عليها ثم تأتي المرحلة الثانية باختيار تصميم السجادة وتفريغ هذا الرسم إلي ألوان علي ورق الرسم البياني ليسير عليها العمال أثناء عملية التصنيع هناك أيضاً مرحلة صباغة خيوط الحرير البيضاء للحصول علي الألوان المطلوبة أما المرحلة الأخيرة فتتعلق بإعداد السجادة للبيع من خلال غسلها وكيها وتغليفها. من جانبه يستنكر محمد محمود مصطفي رئيس مجلس ادارة جمعية السجاد والكليم بالساقية توقف وزارة الشئون الاجتماعية عن دعمهم بالخامات والتمويل وامتناع عن شراء المنتج منهم مما جعلهم يضطرون الي بيع انتاجهم الي كبار المصدرين الذين يشترون السجاد بأبخس الاثمان. يؤكد مصطفي ان الوزارة لديها 25، طنا من الخامات بمخازنها منذ فترة طويلة معرضة للتلف ان لم تكن تلفت بالفعل ورغم ذلك يرفض المسئولون في الوزارة صرفها لصناع السجاد في قرية ساقية ابوشعرة سواء بالتعاقد أو البيع.