أسرع كثيرا مما كنت أتوقع كشف السيد وزير الداخلية عن العصابة المجرمة المسئولة عن حادث الإسكندرية المشين، وكما كنت أتوقع بأن اليد المحركة كانت من خارج الحدود المصرية وعلي صلة وإن كانت غير مباشرة بالمشاكل علي حدود مصر مع فلسطينالمحتلة. تكلم السيد الوزير بلغة واضحة لا تحتمل التأويل وأمام رئيس الجمهورية وفي احتفال رسمي كبير، لا أستطيع أن أتقبل أي تشكيك في المعلومات الدقيقة التي أدلي بها السيد الوزير وأثني عليها رئيس الجمهورية لقد قالت الدولة كلمتها ونطقت بحكمها علي قضية من أخطر القضايا التي وردت في تاريخ مصر وهي قضية مزج بين الإرهاب السياسي والإرهاب الطائفي لصالح دولة واحدة في المنطقة وهذه الدولة ليست مصر ولا الدولة الفلسطينية التي تحاول جميعا خصوصا مصر أن نبرزها إلي حيز الوجود وتخرج منتصرة من هذه المفاوضات الوهمية التي لا تنتهي بسبب تعنت عدو متغطرس «وغباء» صديق مصمم علي ألا يتعلم من أخطائه الاستراتيجية، هذا الصديق الأحمق لا يريد أن يفهم أن أي ضغوط علي الدولة المصرية هو إضعاف للموقف العام في المفاوضات نحو سلام عادل في المنطقة. بالطبع هناك القول المشهور أن لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها.. ولكن الوضع الآن خرج عن حيز كل من يمكن أن يفهم ودخل إلي منطقة اللا معقول. أعتقد أن النقاط التالية قد برهن الآن علي صحتها بدون أي جدال: أولا: كانت الدولة محقة عندما صممت علي مد حالة القوانين الاستثنائية فيما يخص الأمن القومي الحقيقة بسبب إسرائيل الشرق الأوسط في حالة طوارئ دائمة. ثانيا: اليد العابثة جاءت من خارج الحدود المصرية. ثالثا: لا يمكن التهاون في كل من تسول له نفسه أنه من الممكن العبث بالدين وإحياء أي نوع من الطائفية في مصر، والآن مطلوب من كل الجهات التكاتف لمحاربة هذا النوع من الارهاب السياسي الطائفي. مظاهر هذا التكاتف يكون أولا من جهة الإعلام المستنير بمنع استخدام الفضائيات والصحف بكل أنواعها كمنابر لأعداء الدولة المصرية وأبواق لنشر البلبلة الفكرية والتشكيك في جدية عمل هؤلاء الأبطال الذين يسهرون طول اليوم حتي يستطيع أمثالي أن يناموا قريري العين آمنون علي بيوتهم وأبنائهم وأملاكهم وكذلك أرواحهم التي أصبحت الآن هي الأخري عرضة لأنواع من الجرائم لم نسمع عنها قط في تاريخ بلدنا الطويل. بلاشك هناك من المصريين من تعاون مع هؤلاء الذين أتوا من خارج الحدود والتي كانت بعض الصحف الخاصة تريد ألا نحصنها حتي يدخل هؤلاء المجرمون كلما رغبوا في ذلك. هؤلاء المصريون قد يحملون الجنسية المصرية ولكن هم ليسوا منا هؤلاء هم الشواذ الذين يتبنون أفكار تنظيم القاعدة. القاعدة الحقيقية هي أن المصري ليس خائناً والمصري ليس إرهابياً المصري يخاف الله ويخاف ضميره والموت عنده أهون من أن يلحق بوطنه الأذي.. شكرا لوزارة الداخلية ورجال أمن الدولة والمخابرات المصرية علي تضحياتهم ودعاء الشعب المصري كله لهم بالتوفيق وبارك الله فيهم وفي مصر.