رغم حملات الهجوم الضارية التى يقودها الجانب المتشدد من تيار الإسلام السياسي، ضد الفنون عامة والتشكيلى خاصة، والذهاب إلى المطالبة العلنية بتقييد حرية التعبير والإبداع، فإن الحركة الفنية التشكيلية تمكنت من تحدى هذا التيار، والحفاظ على فعالياتها سواء المؤسسة الرسمية، أو الجاليرهات الخاصة، أو الأعمال الفردية، مرورا بالمعارض الخاصة وصولا لجداريات الشوارع. حول حصاد 2012 تشكيليا، بإيجابياته وسلبياته، تحدث إلينا عدد من الفنانين والنقاد والمسئولين فقالوا:
الفنان والناقد ياسر منجى: خلال عام 2012 مرت مصر بفترات مؤلمة تسببت فى إحباط بعض الفنانين، والبعض الآخر رفع شعار «الفن سلاحنا»، الفنون كلها والفن التشكيلى بشكل خاص لم يتأثر أو يتراجع بل استمر فى رسالته، فى ظل عدد لا حصر له من الاعتصامات والمواجهات الساخنة، حافظت المؤسسة الرسمية على إقامة الفعاليات فى توقيتها، وبنفس درجة الاهتمام والدقة، وإضافة العديد من الأهداف خلف كل فعالية، وإنها ليست مجرد إقامة من أجل التواجد، وأن هذا الاستمرار فى الأنشطة، ويؤكد وعى وإدراك المؤسسة الرسمية وقطاع الفنون لدورها وخصوصاً فى هذه الفترة المؤلمة من تاريخ مصر، عدم إلغاء الفعاليات أحد القرارات الإيجابية التى اتخذها القطاع، والتأجيل كان مؤقتا نظرا للانفلات الأمنى فى المنطقة المقام بها الفعالية، وأيضا وجود تقليد تكريم للفنانين الرواد الراحلين أو الرواد المعاصرين على هامش الفعاليات، وأيضا إصدارات نقدية عن هؤلاء وهذا التوثيق النقدي ما كنا نفتقده، ونتمنى أن يستمر القطاع فى هذه الإصدارات النقدية التى تدعم الجانب الثقافى للفنان التشكيلى من خلال كل الأقلام النقدية التى تكن لهم كل التقدير.
وأكمل: الشكل الفنى خلال هذا العام يعتبر مطمئن والروح الفنية مستمرة ومستقرة، ومن المنطقى تقيم الفن والفعاليات من خلال المناخ المسيطر على مصر، وإنما مازال الوقت مبكرا لظهور حركة فنية جديدة يمكن إن يقال عليها أنها نتاج ثورة 25 يناير، الثورة كموضوع فنى لا يزال موضع نقاش بين الفنان والعمل الفني، وأن ما نتج هذا العام هو ليس إلا محاولات ناجحة وتجارب خاصة فردية وذاتية أقرب ما يمكن أن تكون تعبيرا عن الحدث الحالي.
بالنسبة لفعالية المعرض العام 2012 أعتقد أن من ضمن المشكلات التى قابلها هو أن بعض الفنانين لا يلتزمون باللائحة التى تقضى بتقديم عمل من إنتاج آخر عامين، وهذا يوقع القوميسر فى مأزق، إذا لم يحترم الفنان تاريخه فماذا ينتظر كرد فعل من المسئول؟!، المعرض العام يعتبره البعض منفذا للعبور للجنة المقننات لشراء عمله، وما الذى يمنع الفنان أن يقدم عمل جديد، إلا لو كان هذا الفنان تخطى العمر وبدء فى حاله صحية تمنعه من ممارسة التجربة الفنية.
وضرورى أن يتخلص الفنانون الشباب أو غيرهم من الفنانين من أن لجنة التحكيم أو القوميسر فى حالة عدائية معهم، فنظرية المؤامرة قد تفسد أى نجاح، هذا العداء ربما يكون رصيدًا تراكميًا من فعاليات الأعوام السابقة، لذلك المصارحة والوضوح وتنفيذ الضوابط الذى وقع عليها الفنان قبل الاشتراك لا تقل أهمية عن العمل الفنى المقدم فى الفعالية.
أما فيما يخص الحركة الفنية الشبابية فى 2012، فقد لوحظ أن الشباب يميل إلى متابعة الفنون العالمية، ويرصدها ولم يعد الوسيط هو اللوحة الزيتية والنحت، وإنما يجمع أكثر من مجال ليطرح مضمونًا لعمله الفنى، ومن أحزان عام 2012 تألمنا لفراق فنانين تركوا لنا إبداعاتهم الفنية وسجلها التاريخ أمثال الفنانة القديرة الراحلة آمال قناوى والفنان ممدوح عمار وزهران سلامة.
الفنان التشكيلى سمير فؤاد: رغم المشهد الحرج والاضطرابات السياسية بدءًا من انتخابات الرئاسية وصولاً للاستفتاء على الدستور، فإن مشاركات الفنانين فى الفعاليات الفنية بداخل مصر وعالمياً مستمر بشكل مشرف وفنانين مصريين حصدوا عددا من الجوائز الدولية وشرفوا مصر، فمن أجل استمرار الحركة الفنية ليس فقط المؤسسة الرسمية أيضا الجاليريهات الخاصة التى لم تتوقف عن فعالياتها، ومن الجاليريهات التى تأثرت جدا بالأحداث جاليرى «دروب» لأن موقعه بجانب السفارة الأمريكية، ومع ذلك استمر وتحملت القاعة عناء المكان، واعتبر أن كل فنان قدم معرضا خاصا وتجربة فنية فردية، هو جزء من الحركة الفنية التشكيلية المصرية، ومن أكثر التحديات الصعبة التى واجهها الفنانون التشكيليون فى 2012 هو تسويق العمل الفني، وحالة الركود التى لا تستطيع الدولة تحملها، وحتى إن ساهمت لجنة المقتنيات فهو حل مؤقت للتسويق، هذا بالتأكيد أثر على تراجع الإنتاج الفنى.
الشكل الفنى الذى قدمه الفنان هذا العام هو أشبة بفن المقاومة، وتعبير عن الثورة ورد على الأحداث، الاستمرار فى إنتاج أعمالا فنية هو أرقى رد على الأحداث، ولأن الثورة مستمرة فلم نجد حالة فنية جديدة، الموجود على الساحة الفنية هو تعبير تسجيلى أنتجه البعض بنفس أساليب التعبير الفنى المعتادة، لم تتبلور بعد حاله فنية جديدة، ولاحظت فى صالون الشباب أن الهوية المصرية لم تكن اللغة الغالبة استعارة الفنون الغربية، وهذا لم يجعل الشباب أصحاب هوية ذاتية وإذا تذكرنا الرواد نجد أن لكل منهم هوية فنية واضحة أمثال محمود مختار محمود سعيد الجزار حامد ندا وهؤلاء أبدعوا بعد الثورات، أما الآن نجد إن الذوق الخليجى والاتجاهات الغربية مسيطرة على فكر وتقنية الفنان المصري، نريد هوية فنية مصرية ولا مانع فى الاستفادة من تجارب سابقه ولكن لا يكون الفنان مقلدا للغرب.
ومن الإيجابيات المهمة لهذا العام فى مجال الثقافة الفنية هو الإصدارات النقدية التى أصدرها قطاع الفنون التشكيلية للمجموعة النقاد عن بعض الفنانين، إنما القضية من يقرأ؟ أين القارئ، لابد إن تهتم بالقارئ من خلال الدعاية والإعلام والإعلان عن الندوات والترويج لها ولأهميتها، اليوم نعيش عصر الاستسهال والمعلومات متوفرة على النت ولكنها غير دقيقة ولا تغنى عن كتاب موثق، لذلك يجب تكثيف الندوات فى العام الجديد، نحن جميعا على استعداد إقامة الندوات بشكل منتظم ومستمر، وأجد أن غياب القدوة والمثل الأعلى والنموذج للفنانين وعدم التواصل مع الشباب فقد الحركة الفنية الكثير، أقصد النخبة، مفترض أن النخبة تساهم فى التغير والتواصل وتقود الحركة الفنية، إنما يوجد تباعد من سنوات وقبل الثورة.
الفنان والناقد محمد كمال: من الجانب الفنى ظهور وانتشار الفن الجرافيتى يعتبر أحد إبداعات ثورة يناير، هذه الحركة الفنية وجدت مساحه غير محدودة تواصل مع الشارع المصرى فى كل شوارع القاهرة ومحافظاتها، وخرجت خارج الإطار الرسمى والتقليدى للعرض الفني، فهو فن الاعتراض الذى يعد ثورة شعبية لا تنفصل عن إحداث الثورة، وسوف يستمر هذا الفن يدافع عن مطالب الثورة بجانب كل الفعاليات، وأن مسح الجرافيتى جريمة وجهل صنعها النظام العابر الحالي، التاريخ المصرى لا يسجل من أهانوا الفن ومن قيد حرية التعبير وحرية الإبداع، وفنانى الجرافيتى من الممكن أن يحتضنهم القطاع مع المحافظة على حريتهم الفكرية والتعبيرية، فهم نخبة الشارع المصرى الحقيقي، وتوفر لهم أماكن خاصة للاستكمال رسالتهم.
وعن صالون الشباب قال: عاد الصالون فى 2012 إلى الرصانة والإبهار الفنى والفكرى والتقنى، وهذا ما كنا ننتظره من شباب قاموا بثورة، الصالون قدم مواهب فنية جديدة، وما طرح من أعمال فنية تثبت أنه لا أحد يستطيع أن يقتل أو يرهب الفنان المصرى، الصالون جاء ممنهجا ومرتبا وطبق اللائحة وحافظ على الشروط، وإقامة الندوات وورش العمل المصاحبة مكمله للفعالية مهم جدا للتواصل الأجيال ولإثراء الفن وتبادل الخبرات والأفكار، أتمنى أن تستمر ورش العمل الفنية طول العام لأن لها أهدافًا كثيرة منها الاستفادة الفنية ومقاومة وتسليح الشباب بالثقافة وإرثاء الهوية المصرية بكل حضاراتها، وأيضا الفعاليات المهمة مثل صالون الشباب والمعرض العام لابد من التفكير فى انتقالها إلى الأقاليم وتغير مركزية الفعاليات المهمة رغم أن هذا سوف يكون تكلفة على القطاع لكن ولو نقل بعض الأعمال من كل فعالية، المعرض العام كان توقيته صعب أثناء الانتخابات الرئاسية ولم يؤجل عن موعده أو تلغيه، وهذا لأن القطاع بجانب التحضير للفعالية يدرك أهميتها كرد عملى إيجابى على من يهاجمون الفنون، ولا أبالغ حينما أقول الرد بالفن أقوى من الرد بالسلاح.
أما بالنسبة لمشاكل المعرض كل عام، فقوميسر المعرض يواجه كل عام نفس القضية وهى ضغوط فى قبول أعمال فنية من فنانين كبار، ولكنها لا تنطبق على اللائحة أن يكون العمل الفنى إنتاج آخر سنتين، فأرجو من الفنانين احترام الفن واحترام تاريخهم ومشوارهم الفنى حتى يكونوا نماذج مثالية للشباب، ومن أهم الإضافات التى قدمها القطاع هذا العام أن يقدم فى كل فعالية تكريم للفنانين الرواد الراحلين والمعاصرين أمثال عبد الهادى الوشاحى كمال الجويلى، محمد سعيد رياض، وربما من الصدف المؤلمة أن الفنان «ممدوح عمار» الذى رحل قبل افتتاح المعرض العام، كان يعلم بتكريمة قبل رحيله بايام معدودة، وكان رافض هذا التكريم وكأنه اختار الرحيل بدل التكريم.
الدراسات النقدية التى يقدمها مجموعة من الزملاء النقاد الذين لهم رؤية نقدية وتحليلة كنا نطالب بها بالتوثيق للفنانين كثيرين بعضهم كان من المهشمين عن قصد من قبل النظام السابق، الثورة مستمرة والنظام الموجود يهاجم الفنون، وهذا المناخ لا يخلق أشكالا فنية جديدة، فكيف يبدع فناناً فى ظل الهجوم والتعصب المستمر ضد الفنون، ومع ذلك يجتهد البعض فى تقديم أقصى ما لديهم من فكر وفن، وأيضا الانتهاء من ترميم المتاحف المصرية المهمة التى تشكل تراث مصر الفنى والحضاري، وإعادة فتحها يعد إنجازا، فبالرغم من ضعف الميزانية فإن المسئولين يدركون قيمة التراث الانسانى، بالتالى لم تقف ضعف الميزانية عائقا إمام إيمانهم بقيمة الثقافة المتحفية، يبقى الدعوات والزيارات من المدارس والجامعات لهذه المتاحف لإرثاء قيمة الحضارات المصرية فى الأجيال الجديدة.
الفنان التشكيلى رضا عبد الرحمن: الحركة الفنية التشكيلية تأثرت بإلإحداث الإعمال الفنية جاءت رد فعل ورد على تصريحات المتعصبين ضد الحرية وضد المرأة وحقوقها المشروعة، نحن فنانين لانفصل عن الشعب وليس قضيتنا الفن فقط، نشارك فى كل الإحداث ونشارك فى الحالة السياسية بالفن، بالفن فقط وليس لنا أدوات أهم واغلى من الفن، ونعمل جميعا طول العام تحت هذا المضمون «الفن مقاومة ونقاوم بالفن»، فمثلا عرضت من خلال الفعاليات أعمال فنية كثيرة ضد تقيد الحريات ورفض الأوضاع، وقد قدم الفنانون هذا العام فى معارضهم كل ما قيل انه ممنوع من قبل المتعصبين، مثل رسم الموديل العارى رسم البورتيريهات، وأيضا فن النحت الذى تعرض بالهجوم هذا العام لكن حصول النحاتين على جوائز الدولة انتصار رادع للوجود الحضارة المصرية الفرعونية والقبطية والإسلامية، وأننا نقف على ارض صلبة، منذ الثورة و الفن يتواصل مع المجتمع فى قضايا، إنا قبل إن اكون فنان تشكيلى إنا مواطن مصرى أطالب بحقوقى وحق اولادى أن يعيشوا ويتعلموا فى مجتمع بدون عقد نفسية، وأطالب بحق الشعب ومطالب الثورة التى اختفت تقريبا، وربما اشعر أحيانا بالإحباط لأننا بعد مرور سنتين لم يتحقق شيء إنما أثق فى الشعب المصرى انه لن يقبل إن يقيده احد أو يمنع عنه رزقه تحت اى مسمى، وسوف يتصدى الشعب ضد الفاشية الدينية، لذلك نستمر فى الفن بكل مجالاته، إنما اخشى على الفنانين من ألعزله التى قد يتعرضوا لها لو استمر هذا النظام الذى يهاجم الفن وحريته، قد يستطيع بعض الفنانين إن يكمل مسيرته، وقد يتراجع البعض الآخر لو ضاقت مساحه الحرية التى هى حق وليس مطلب جديد على الحياة ، أهم الفنون التى تتربع على عرش الثورة هو الفن الجرافيتى وما حققه من تواصل فاق نجاح اى فنان فى قاعه عرض، الجرافيتى فن يعترض ويهاجم ويرد وصاحب رسالة تصل إلى العامة، أنتجنا أول نموذج مصرى للجرافيتى بعد أن كنا ندرسه فى كليات الفنون وهو موجود فى ألمانيا أو أمريكا، وتوثيق الجرافيتى لا يقل أهمية عن توثيق الإحداث، فلم يترك الجرافيتى أى حدث إلا وعبر عنه، فنان الجرافيتى لا يوقع اسمعه بجانب العمل، فقط يعبر عن الاعتراض ويتركه لان هذا الاعتراض هو للشعب كله وليس لفئة معينة.
من أهم الفعاليات المعرض العام وصالون الشباب، كلاهما يمكن منهم قياس وتقيم الحركة الفنية باختلاف الأجيال، وأيضا فعاليات الجاليريهات الخاصة بصرف النظر عن أنها جاليريهات تعرض للبيع والشراء إلا أنها عرضت هذا العام أعمال المثال جمال السجينى فى قاعه الفن، ومعرض إنجى أفلاطون وتحية حليم وجاذبية سرى معارض مهمه ورد على الفاشية والمتشددين، المؤسسة الرسمية والجاليريهات الخاصة كلاهما منظمومة متكاملة للحافظ على دور الفن فى المجتمع المصرى، بالنسبة للمتاحف المصرية مازال متحف الفن الحديث لا يكفى لعرض الأعمال ومتكدس بالأعمال التى لم تعرض بعد، وأتمنى وجود متحف خاص بالفن المعاصر حتى يمكن عرض كل التجارب الفنية المعاصرة بدل من تخزينها، وأيضا إصدارات القطاع لمجموعة كتب نقدية التى توثق أعمال الفنانين الرواد والمعاصرين هذا ما كنا ننادى به سنوات كثيرة وقد تحقق، وأحزنى جدا رحيل فنانين لهم قدر فنى وإنسانى وقدموا العديد من الأعمال التى تعد من ملامح الحركة الفنية مثل الفنانة الراحلة آمال قناوى التى كانت دائما تقدم رسائل من خلال أعمالها، وأيضا الفنانين الراحلين ممدوح عمار، وزهران سلامة، وكمال السراج، وعبدالمجيد الفقى، وعفاف عبد الدايم.
الفنان التشكيلى خالد حافظ: حين أتحدث عن الحركة الفنية فانا أتحدث عن مصر الحضارة التى لا يستطيع أحد أن يقلل من قيمتها وقيمة فنونها بأنواعها، الدوله متوقفة عن تحقيق مطالب الثورة وإنما فعاليات الفن التشكيلى بالقطاع الفنون التشكيلية مستمرة رغم كل ما يحدث فهذه إيجابية تحققت فى ظروف صعبة وفترة مؤلمة، والفعاليات التى تأجلت لفترة بالتأكيد لأسباب خارجة عن إرادة القطاع، أى حوار أو سيناريو ضد الفن لا يعنينا نهائياً، فالفنان متمرد بطبعه فى مذاهبه الفنية، ويرفض الواقع المفروض عليه بالقوة، وأى تهديدات بتقييد حرية التعبير أو الإبداع اعتبرها «كلام فارغ»، فلا أحد يستطيع أن يمنع فنان، بدليل حصول الفنانين المصريين على جوائز من بيناليات عالمية فى بينالى الصين وبينالى الإكوادور مثل أيمن لطفى وشادى أديب ونادية سرى، والتواصل مع العالمية فى ظل هذا الواقع المؤلم هو مقاومة لكل ما يحدث، الحركة الفنية التى أعتبرها مواكبة للأحداث بشكل دائم هو الفن الجرافيتى الذى قدموه فنانين كثيرين من الشعب المصرى مثل: الفنان عمار أبو بكر، علاء عوض وغيرهم كثيرين، هم جماعة شبابية تواصلوا مع الثورة فى مكان الأحداث وليس من مراسمهم لذلك حققوا شعبية كبيرة إلى أن أصبحنا نطلق عليهم «ثورة الجرافيتى» التعبير عن مطالب الشعب والاعتراض باللون والشكل وكل أدوات الفنان، وهذا الوسيط أبدعه المصرى العظيم مع أول لحظات الثورة.
فعاليات العام بأنواعها جيدة، ولا تنسى أن المناخ القلق الذى يطرح فيه الفنان تجربته أو إبداعه، ومع ذلك كثير من المعارض الفنية الخاصة مثل معرض الفنان وائل درويش والفنان أيمن السمرى ومروة عادل وغيرهم، صالون الشباب طرح هذا العام مواهب فنية يمكن عرضها فى بيناليات عالمية، فكرا معاصر وتقنيات تناسب المضمون، المعرض العام لازال يجد صعوبة فى التعامل مع الفنانين بسبب أن البعض لا يقدم أعمالا جديدة، فكيف يمكن تقيم الحركة من خلال أعمال عرضت من قبل كثيرا، وهذا المأزق الذى يقع فيه القوميسير يرجع للفنان وليس للقوميسير، الإصدارات النقدية التى قدمها القطاع هذا العام إضافة مهمة ولابد أن نستمر، مع استمرار تكريم الفنانين الرواد مع الفعاليات العامة المهمة، من إصدار «السنابل المضيئة» وإصدارات دكتور ياسر منجى، الجانب الثقافى مكمل أساسى للفن، والندوات تعانى من قلة الحضور بسبب الانفلات الأمنى، لكن استمرارها دليل على تحملهم للمسئولية التاريخية، جميع الجهات المعنية بالفن فى مصر لابد أن تتكامل وتتعاون لمصلحة الفن، جهات رسمية وخاصة، المؤسسة الرسمية يمكنها ان تتعاون مع الجاليريهات الخاصة المحترمة، وأكثر ما أحزنا رحيل الفنانة والصديقة آمال قناوى، فكثيرا ما تقابلنا فى بيناليات عالمية وحصدت جوائز وحصلت على تقدير من العالم، فنانة متميزة وكثيرا ما كانت تواجه هجوما من قبل بعض النقاد فى مصر على أعمالها، لأنها تكمل، وهذا الهجوم هو سر استمرارها فى إبداعها، وأيضا الفنان ممدوح عمار الذى لم ألتق به ولكن عرفته من أعماله وما قراءاته عنه، أما بالنسبة الفنانين فانا أطلب بشكل ودى التقليل من التواجد فى الشارع، ويعودوا إلى فنهم وممارستهم للفن للرد على من يشوه مصر، ولا مانع فى التواصل مع الشارع بالفن بين الحين والحين.