أرادوا أن يخوضوا وحدهم غمار السوق ليتركوا بصمات تضفي علي أسمائهم بعدما تعلموا فنون المهنة وصراعات السوق داخل توكيلات ومحلات آبائهم هكذا بدأ عدد من أبناء الوكلاء وكبار الموزعين الرحلة داخل السوق ليحصلوا علي توكيلات جديدة بأسمائهم. وربما بدأ عدد منهم في منافسة آبائهم فعلياً بالحصول علي توكيلات مناظرة والمنافسة السعرية فيما بينهم. ووضحت تلك الظاهرة بشكل أكبر في سوق قطع غيار السيارات وكان أقل ظهوراً في توكيلات سيارات الركوب إلا أن موزعي السيارات ظهرت بينهم تلك الظاهرة فبينما اعتبر البعض تلك الظاهرة إيجابية في ظهور دماء شابة جديدة تسعي لاجتذاب توكيلات للسوق اعتبر البعض الآخر تلك وسيلة للتهرب الضريبي من خلال تقسيم التعاملات علي أكثر من شركة لتوزيع الأرباح وبالتالي تقليل نسبة الضريبة المسددة بعد استبعاد تكاليف تلك الشركة. الأمثلة عديدة ففي سوق قطع غيار السيارات استقل هشام شلبي غالب مؤخراً عن والده التاجر الكبير بسوق التوفيقية ومعروف حيث قام بالتعاقد علي عدد من التوكيلات في قطع الغيار منها قطع غيار دايو وسامسونج في تيل الفرامل و «OMB» لطلمبات المياه ليبدأ في منافسة والده الذي يمتلك توكيل دولز الإسباني لطلمبات المياه وتوكيل دايكو الإيطالي لناقلات الحركة. المثال الثاني هو عاهد علاء صلاح الدين الذي ترك توكيل والده لعدد من الماركات الإسبانية ليتحول إلي البيع بالجملة منفرداً بمعرض مستقل في التوفيقية لينافس والده في نفس الموديلات بالإضافة إلي موديلات أخري وكذلك عابد رضا إبراهيم الذي نجح في الحصول علي توكيلين إيطاليين في قطع الغيار هما «وايزوتو» وماريلي لكهرباء السيارات فضلاً عن توكيل كروم للرولمان بلي لينافس والده الذي يعد وكيلاً قديماً لنوفابورتو الإيطالي المتخصص في سبيكة السيارات في حين قام أحمد الكيلاني باستحداث موديلات جديدة ليعمل في عدد من قطع غيار الموديلات المختلفة فيما اقتصر مسعد الكيلاني والده علي قطع غيار فيات. وفي سوق السيارات يعد المثل الواضح بين محمد فرج الرواس الذي قام باستيراد سيارات ميتسوبيشي من الخليج ليتم إغراق السوق بالسيارة لانسر الخليجي وهو ما هدد توكيل والده الذي عاني من انخفاض المبيعات وانتهي الأمر إلي سحب التوكيل منه. وفي توزيع السيارات استقل إبراهيم فرج عن والده الذي يعد أكبر موزعي السيارات في السويس ليقوم بتوزيع سيارات بيجو ونيسان وفيات وميتسوبيشي ليكون الوحيد الذي استطاع أن يقتنص جزءاً من سوق السيارات في السويس رغم محاولات مضنية من قبل موزعين آخرين لاختراق الحظر الذي أقامه إبراهيم فرج قبل سنوات علي سوق السيارات بها في حين قام ابناؤه الآخرون باستيراد الموديلات الخليجي ونجح كذلك أيمن مصطفي جاهين في الحصول علي توزيع دايهاتسو والسوق يعج بأسماء عديدة.