محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 11 - 11 - 2009 لماذا تنتشر أنفلونزا الخنازير أكثر وأسرع في المدارس الخاصة واللغات عن المدارس الحكومية والتجريبية؟.. وهل يعني أن هذا الفيروس الجديد ينتشر بين الطبقات الأغني ويقل انتشاره بين الطبقات الأقل دخلا؟! هذا السؤال له ما يبرره في ضوء الإحصاءات المتوافرة حتي أمس والتي تظهر إصابة 575 تلميذا بالأنفلونزا، منهم 354 بالمدارس الخاصة، و166 بالمدارس الحكومية، و55 بالمدارس التجريبية.. كما تم إغلاق 46 مدرسة خاصة مقابل 10 مدارس حكومية و9 مدارس تجريبية، مع الوضع في الاعتبار أن التعليم الخاص يمثل 7.8٪ من التعليم العام في مصر، مقابل 92.2٪ للتعليم الحكومي. وقد تشير القراءة الأولي لهذه الأرقام إلي أن التعليم الحكومي يطبق الإجراءات الصحية كما ينبغي، لذلك تتراجع فيه نسب الإصابة بالأنفلونزا، لكن هذه القراءة تبدو مغايرة للواقع، فمعظم المدارس الحكومية ليس بها عيادات طبية، ولا يتوافر طبيب لكل مدرسة كما هو الحال في معظم المدارس الخاصة، ولا يتم تطبيق المعايير الصحية بشكل كامل.. إذن ماذا يحدث؟ الحقيقة ان معظم التعليم الخاص في مصر يطبق الإجراءات الصحية بصرامة منقطعة النظير، وقد رأيت بنفسي كيف يتم التطبيق بداية من قياس درجات الحرارة طوال النهار، وإحالة أي تلميذ تظهر عليه أية أعراض مثل الرشح أو العطس أو الزكام أو حتي ارتفاع درجات ولو بعدة شرط إلي العيادة المدرسية ويتم تنبيه أولياء الأمور لإجراء التحليل، وتواصل المدارس متابعة حالات الاشتباه للتأكد من الإصابة من عدمه. في المدرسة البريطانية مثلا غاب تلميذ عن الحضور، فاتصل مدير المدرسة الإنجليزي بأسرته في المنزل فعرف أن شقيقته في مدرسة أخري أصيبت بالأنفلونزا، ونقلت العدوي إلي شقيقها فقرر إغلاق فصل التلميذ الغائب وإخطار المسئولين. وفي مدرسة أخري اتصل أولياء الأمور بالمدرسة للإبلاغ عن إصابة أبنائهم بالفيروس، وفي مدرسة ثالثة، يخرج التلاميذ عقب كل حصة إلي دورات المياه لغسيل الأيدي بالمواد المطهرة تحت إشراف معلمة الفصل، بينما يجري تنظيف الفصول وتهويتها ومسح أرضيتها بالمطهرات في هذه الأوقات. لذلك ليس غريبا أن تكتشف المدارس الخاصة الحالات المصابة بأنفلونزا الخنازير فورا، ويتم اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة لمواجهتها.. لكن هل يحدث ذلك في المدارس الحكومية؟.. أشك كثيرا حتي لو أكد وزير التعليم.. وقد تكون في تلك المدارس إصابات أكثر بكثير من المعلن عنها لكن لا أحد يعرف!