اتفاقية السكان وإيطاليا!

حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 28 - 12 - 2009
فاجأتنا الوزيرة السفيرة مشيرة خطاب، بتوقيعها اتفاقية مع سفير إيطاليا بالقاهرة، يترتب علي هذه الاتفاقية إنشاء مركز تدريب في محافظة الفيوم ومدينتها، بمنحة إيطالية قدرها "2مليون يورو" ، وأعتقد أن هذه المبادرة الايطالية بالتشجيع المصري، دراً للهجرة غير الشرعية للشباب عبر المتوسط إلي الشواطئ الإيطالية.
وكنت قد كتبت منذ أكثر من ست شهور وفي ذروة ظاهرة الهجرة غير الشرعية "وغرق" عشرات من الشباب المهاجر عن طريق المساعدة من الصيادين سواء علي سواحل البحر الأبيض المتوسط من الشواطئ المصرية أو من الشواطئ الليبية.
كنت قاصداً السيدة عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة، علي أن تعمل علي إنشاء مراكز للتدريب علي المهن والحرف المطلوبة في الاسواق الاوروبية وخاصة في دول شمال البحر الابيض المتوسط ،والتي في احتياج لعمالة مصرية.
علي أن تقوم هذه المراكز باستقبال الراغبين في الهجرة من الشباب علي جميع المستويات التعليمية خريجي مدارس فنية متوسطة أو حتي خريجي الجامعات !!
علي أن يُعَدْ كورسات للغات التي يمكن للمهاجر استخدامها لتيسير حياته في بداية توطنه في الدولة الراغب في الهجرة إليها.
كما أشرت الي أن سوق العمل في الاتحاد الاوروبي، علي استعداد لإستيعاب عمالة مصرية منظمة ويمكن بمبادرة مصرية أن يتم التفاوض مع الوزراء المناظرين للسيدة وزيرة القوي العاملة في مصر ، علي أن تكون مساهمة تلك الدول في هذا المشروع أن تضع كل دولة، برامج تتواكب واحتياجاتها من المهن والحرف والصناعات المرغوب فيها استيراد للعمالة الاجنبية.
كما أن توجيه تلك الفكرة الي المؤسسات المجتمعية (المجتمع المدني) يمكن مساهمتها في تمويل هذا المشروع ، وكذلك الدول الراغبة في عمالة مصرية .
علي أن تكون فترة التدريب فترة متكاملة متصلة بها إقامة كاملة للمتدرب، لمدة ثلاثة شهور، يستطيع من خلال هذا المعسكر أو هذا التجمع، تعديل في الثقافة وتعديل في السلوك وكذلك ضخ كم من المعلومات عن البلاد المقصود الهجرة اليها .
كما أن هذا البرنامج يحتاج تمويلاً "كقروض حسنة "للمتقدمين لهذه البرامج حتي يتسني للشباب الراغب في السفر بقصد العمل أن يحفظ لنفسه الاطمئنان علي مستقبله وأن نُصَدرْ لأهل هذا الشاب أيضاً الاطمئنان وبالتالي نضع فكرة الهروب عبر البحار وبطرق غير شرعية في موقع العبث !!
لأي متخذ قرار عشوائي في ذلك الاتجاه ولعل ماقامت به السيدة السفيرة مشيرة خطاب ، هي خطوة موفقة للغاية ولكن يجب أن يتعاون مع سيادتها، وزارة القوي العاملة ، وأجهزة الشباب ، وكذلك المحليات (محافظون ) ممن لديهم القدرة علي إنشاء مراكز التدريب المؤهلة للهجرة إلي إوروبا وغيرها من الدول التي تحتاج إلي قوي عاملة مدربة منظمة محترمة من مصر !!