بعد 4 أسابيع من الاضطرابات والاحتجاجات الاجتماعية التي تشهدها تونس، أقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، أمس وزير داخليته رفيق بلحاج، علي خلفية اتهامات حقوقيين ونقابيين لقناصة من الشرطة التونسية بتعمد قتل محتجين ومتظاهرين في مدن ثالة والقصرين والرقاب. وذكرت وكالة الأنباء التونسية أنه تقرر تعيين أحمد فريعة وزير الداخلية والتنمية المحلية وإطلاق سراح كل الأشخاص الذين تم احتجازهم خلال المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، وأضافت إن «بن علي» قرر تكوين لجنة تحقيق في التجاوزات التي يمكن أن تكون قد حصلت خلال الأحداث وتكوين لجنة تحقيق ثانية تنظر في موضوع الرشوة والفساد وأخطاء بعض المسئولين. ورغم المبادرة الرئاسية استمرت حالة عدم الاستقرار الأمني في عدة مدن تونسية وانتشرت قوات من الجيش التونسي في ضواحي العاصمة للمرة الأولي منذ اندلاع الأحداث، وقرر الاتحاد العمالي إعلان الإضراب العام في مدن بجنوب تونس بينها سيدي بوزيد، معقل الشرارة الأولي للاحتجاجات، والقصرين. في غضون ذلك تعرضت السفارة التونسية في سويسرا أمس لهجوم بعبوات حارقة أسفر عن خسائر مادية محدودة، بعد أيام من حريق مماثل تعرضت له القنصلية التونسية في باريس. ونقلت شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية علي موقعها الإلكتروني عن مصادر بالاتحاد العمالي التونسي قولها إن الاتحاد طالب الرئيس زين العابدين بن علي بالإفراج عن جميع الموقوفين علي خلفية الاحتجاجات وإسقاط الملاحقات القانونية بحقهم وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لمعرفة المسئولين عن قمع المظاهرات بالقوة. وقرر الاتحاد العمالي إعلان الإضراب العام في مدن بجنوب تونس بينها سيدي بوزيد والقصرين احتجاجًا علي عنف الشرطة مع التأكيد علي إدانة مظاهرة الشغب والتخريب. وفيما قد يعمق الأزمة بين البلدين ورغم الاستدعاء المتبادل للسفراء، دخلت واشنطن علي خط الأزمة في تونس مجددًا حيث انتقدت وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون رد فعل الحكومة التونسية علي الاحتجاجات الشعبية داعية إياها إلي التركيز علي إيجاد الوظائف للعاطلين وإيجاد حل سلمي لوقف الاضطرابات الاجتماعية. وأشارت إلي أن واشنطن ليست طرفًا في المواجهات بتونس لكنها ستقوم بإجراء اتصالات مع السلطات التونسية عندما تهدأ الأوضاع. بينما ذكر شهود عيان أن شابين 35 عاماً و27 عاماً قتلا أمس علي يد الشرطة في مدينة دوزالتونسية.. أدان الاتحاد الأوروبي علي لسان وزير خارجيته كاثرين اشتون استخدام القوة غير المتكافئ من قبل الشرطة في تونس. وشكك وزير الاتصالات سمير العبيدي في حصيلة ضحايا الاحتجاجات التي أعلنتها الجمعيات الحقوقية والمصادر النقابية والتي تراوحت بين 40 و50 قتيلاً مؤكدًا أن الحصيلة بلغت نحو 21 قتيلاً فقط.