** كل يوم يعلن واحد من المسئولين عن استقالته من منصبه.. وهو حق لأى مسئول، ولكن عندما يكون الأمر حقيقيا، وصحيحا، إما أن يروج الكلام عن استقالة عضو مجلس إدارة، أو مسئول بارز فى ناد آخر.. ثم ينتهى الأمر إلى لا شىء.. ناهيك عن النفى والإنكار والتخفى، واتهام وسيلة الإعلام التى اجتهدت ونشرت الخبر، بالفبركة والكذب وعدم الدقة وأشياء من هذا القبيل، بينما الحقيقة أن السيد المسئول الموقر تقدم بالفعل باستقالته، وقرر الرحيل، ولكنه كما هو الحال لكل الاستقالات فى مصر يفعلها شفهيا، ولا يكتبها فى ورقة، ويحدث فى الغالب أن تكون هناك تدخلات، ومفاوضات، وضغوط لإقناع صاحب الاستقالة بالتراجع، وفى كل الأحوال.. بلا استثناء، يقتنع المستقيل بسحب استقالته، وهنا.. يبدو الخبر الذى تمت كتابته، وكأنه كان بالفعل مغلوطا، أو مصطنعا، أو غير صحيح.. بينما هو صحيح مائة فى المائة، والفارق فقط أن من استقال، "رجع" فى كلمته مثل "العيال" الصغار.. بل ربما أقل لأن العيال أحيانا يتمسكون بكلمتهم دون أن يعوا ذلك، بينما الكبار يقولون ما لا يفعلون، وهم فى هذا أسوأ قدوة وأسوأ نموذج!! يا سادة يا محترمين.. نحن لم نطالب أحدا بأن يستقيل، ولم نضغط على أحد لكى يترك مكانه، وكل ما يفعله الإعلام غالبا هو نقل معلومة أتيحت له، وهى دوما معلومة غير متاحة، ودوما أيضا يتم تسريبها من داخل المكان، لسبب أو آخر.. وهى صحيحة تماما فى كل الحالات، ولكن هناك إدمانًا لما يقال عنه، نفى الأخبار، بينما هو فى الحقيقة كذب، وبهتان، والادعاء بغير ما هو حادث فى الواقع، وبكل أسف يصدق الناس ما يتم نفيه، ولا يصدقون الخبر الصحيح، خاصة أن البيه المستقيل، سرعان ما يلحس كلامه، ويتراجع عنه، وكأنه لم يفعل شيئا.. أمنية حياتى أن يصبح الوسط الرياضى.. القذر جدا، أكثر مصداقية وشفافية ووضوحا، وأمنية حياتى أيضا أن أجد رجلا واحدا تقدم باستقالته، وأصر عليها، لأنه عندما اتخذ القرار كان مقتنعا به كل الاقتناع، ولم يكن يفعلها من قبيل المناورات.. أو تسلية وقت معاليه!! =*= ** يقولون إن الاتحادات المصرية تعيش حالة انتخابات.. وهذا حادث بالفعل، وهناك من تولوا مناصبهم عمليا، بعد أن قالت صناديق الاقتراع كلمتها، ولكن هذه ليست انتخابات، بل هى عملية سطو على المناصب.. لا أكثر، لأن لا أحد يقدم برنامجا، ولا أحد يحدد خطة عمل، ولا أحد يريد أن يجعل لنا واقعا رياضيا حقيقيا، والانتخابات بهذا ليست سوى صراع بين فصيلين.. إما أن يحسمها طرف لمصلحته هذه المرة، أو يحسمها الطرف المنافس فى مرة أخرى، وإما أن تكون هناك قوة واحدة لا غير.. فيتولى زعيمها، وهو فى الحقيقة لا زعيم ولا حاجة، المنصب لدورتين حسب القانون، وعندما يتعين عليه الخروج دون عودة، فيأتى بمحلل يجلس على المقعد لأربع سنوات، حتى يعود إليه صاحبه.. يعنى ناس عندها كشك بتدوره على مزاجها، ويصدعون رءوسنا كل ساعة حتى نصدق أن مصر فيها رياضة.. والأكثر أن يضحكوا علينا، ونصدق أكتر إن فيه انتخابات!! =*= ** وعلى ذكر الانتخابات.. أصاب الدكتور أسامة ياسين وزير الشباب، حين قرر تأجيل انتخابات مراكز الشباب، والتى كان مقررا لها أن تجرى فى الفترة المقبلة، والقرار فى مكانه الصحيح، لأكثر من سبب، منها أنه ليس من المعقول ولا المقبول أن تبقى السيطرة على هذه المراكز فى يد نفر من الناس، هم فى الغالب الذى يترشحون كل مرة، ويفوزون فى كل مرة.. وأى مرة، لأن الجمعية العمومية لا تحضر بالمعنى الحقيقى للحضور، أو لأن الكل عازف عن الترشح، فيتحقق الفوز بالتزكية.. خطوة وزير الشباب خطوة جريئة، وهو ما نحتاجه بالفعل، لأنه لم يعد من الممكن السكوت على حالة الانفلات، والتسيب، وإهدار المال، والوقت، والجهد فى أندية.. واتحادات.. ومراكز شباب، لا يستفيد منها غير من يسيطرون عليها، وعندما تتكلم مع أى منهم، يصرخون ويشكون من قلة الفلوس، وتواضع الإمكانات، وقلة ذات اليد، والمجهود الجبار الذى يبذلونه، والتعب الذى يعانونه، ورغم كل هذا لا يمكن أن تجد من يترك الوسط وينسحب منه، لا يمكن أن يتقدم أيهم باستقالة.. وهل يترك أحد مغارة على بابا ويذهب لينام فى البيت؟!! مستحيل طبعا.. فلمن يتركون الذهب والياقوت والمرجان.. ولا تنتفع مصر منهم بشىء.. فالإخفاقات دائمة ولا تنتهى، والدولة تدفع ولا أحد يحاسب!! =*= ** قرار تأجيل انتخابات مراكز الشباب الذى اتخذه الدكتور أسامة ياسين، كان واحدا من الموضوعات، التى دار حولها الحوار فى جلسة الاستماع التى عقدتها لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى، فى حضور النواب محمد حافظ، وياسر حسنين، ورائد زهر الدين.. رئيس ووكيلى اللجنة، وعدد من مديرى مديريات الشباب، ومساعدى الوزير الدكتور أحمد يوسف، والدكتور محمد رفاعى، لمناقشة سبل تأهيل وتثقيف الشباب للبعد عن الإدمان، وتعاطى المخدرات، وسبل مواجهة وانتشار وتزايد الظاهرة فى أوساط الشباب المصرى، ومع أن القضية نوقشت بشكل كامل ومفصل، إلا أن وقت الجلسة الذى امتد لأكثر من أربع ساعات، فتح المجال للنقاش مع الحاضرين، حول العديد من القضايا، كلها جوهرية ومهمة وتحتاج إلى تضافر الجهود المخلصة لإنجاز ما تفرضه مصلحة الوطن.. وأعترف بأن الوزير يحمل عبئا كبيرا، ومسئولية ضخمة تتطلب الإخلاص، والتفانى، ومساعدة كل الأطراف له، وأظن أنه أهل لها.. لأسباب كثيرة، كلها تصب فى مصلحته. فى كل الأحوال.. مازالت لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى تواصل دورها، الذى أستطيع أن أصفه بالدور التنويرى، نظرا لحالة الحراك التى وقفت اللجنة وراءها، منذ أن تم تشكيلها، وتم طرح العديد من القضايا الرياضية، التى كنا نحتاج إلى أن نفتح النقاش حولها، ومنها النص الخاص بالرياضة فى الدستور، وقانون الرياضة الجديد، واللوائح الخاصة بمراكز الشباب.. هذا ما تحتاجه الرياضة فى مصر، كثير من الاهتمام بالمستقبل، وكثير من الدراسة المتأنية، وكثير من التدقيق، وترتيب الأوراق على أسس علمية سليمة خدمة للوطن.. وليس للأشخاص! مقالات الكاتب للتواصل مع الكاتب