** كتبت فى الأسبوع الماضى كاشفا عن العقد المريب بين اتحاد الكرة المصرى، وشركة "أديداس"، والذى يمتد لسبع سنوات كاملة، مقابل قيمة مالية كبيرة.. وكبيرة جدا تصل إلى 145 مليون جنيه، وهو مبلغ من الصعب رفضه، أو مجرد التفكير فى رفضه، ولكن لابد أن يكون فى مقابله ما لا يمكن أن يكون عاديا، أو مقبولا.. وقد توجهت بكلامى إلى لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى، باعتبارها اللجنة التى تبدو فاعلة ومتفاعلة مع قضايا وهموم الرياضة، وقلت بالحرف: "لن نقبل أن يمر هذا العقد هكذا، دون أن يعرف الناس ما هى المزايا، التى ستحصل عليها مصر من ورائه؟ وما هى الالتزامات المفروضة علينا بناء على المبالغ المدفوعة فيه.. لن يكون مقبولا أن يتم التعاقد بهذه الصورة التى لا تبعث على الارتياح، ولابد من تدخل أجهزة الدولة لتكشف ما يحاول البعض ستره.. ومن الضرورى أن تتدخل لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى، التى كانت لها أدوار مهمة وكبيرة فى الفترة الماضية فى أكثر من اتجاه، والتى وضح من خلالها أن من يتولى أمرها، يسعى إلى خدمة الرياضة، ويكون للجنة دور حقيقى وفاعل، رغم أن هذا الأمر لم نعتده طوال السنوات الماضية، حيث كانت التحركات دوما من جانب لجنة الشباب والرياضة فى مجلس الشعب، ولكن لأن اللجنة لا تبدو متحمسة فى هذه الدورة البرلمانية، للقيام بأدوار حقيقية وفاعلة فى ضبط، ورقابة النشاط الرياضى، فقد انتقلت موازين القوى إلى ذات اللجنة، ولكن فى مجلس الشورى، ومن هنا أطالب رئيسها النائب محمد حافظ، الذى بدا وجوده واضحا.. وفاعلا فى الفترة الماضية، وألقت اللجنة أكثر من حجر فى الماء الراكد فحركته، فى كل اتجاه، وفى أكثر من قضية، ومنها قضية الرياضيين المصريين، الذين يلعبون للأندية الإسرائيلية، إلى جانب فتح ملف قانون الرياضة الجديد.. وواقع مراكز الشباب فى مصر، وأظن الآن أن اللجنة مطالبة بإلقاء حجر آخر لتحرك الماء الراكد فى بحيرة عقد شركة "أديداس".. فهل تسمعنا اللجنة الموقرة.. وتؤكد أن مصلحة مصر أيضا فوق مصالح الجميع؟!". وبالفعل كانت اللجنة عند حسن الظن، وفى غضون أيام قلائل.. كانت اللجنة كلها تتحرك فى كل الاتجاهات، وجرت عمليات دراسة وتشاور بين جميع الأعضاء، وكان أن انتهى القرار إلى إرسال خطاب رسمى إلى اتحاد الكرة للمطالبة بإرسال عقد "أديداس".. وبالفعل خرج الخطاب من مجلس الشورى موقعا من رئيسه الدكتور أحمد فهمى، ورئيس لجنة الشباب والرياضة بالمجلس.. النائب محمد حافظ.. وهى خطوة كان من المهم أن تتم بهذه الصورة، حتى نشعر بأن هناك من يهتم حقا وبشكل عملى بأحوال البلد، وبمصالحه، وأيضا بما تكتبه الصحافة، خاصة لو كانت ما تبتغيه هو الحق، ومصلحة الرياضة، والوطن فى الأول والآخر.. هذا ما ننتظره دوما من جميع مؤسسات الدولة المختلفة، لأن هذا هو دورها، وهذا هو واجبها، ولكن ليس هناك من يدرك هذا كما ينبغى، أو بمثل ما جرى فى لجنة الشباب والرياضة فى الشورى. الخطوة الأولى من المعالجة الصحيحة لعقد اتحاد الكرة المصرى مع "أديداس".. بدأت بالفعل، وهى خطوة على درجة عالية من الأهمية، وتتبقى الخطوات التالية، التى ستعيننا على كشف اللغز الكبير المسمى: عقد "أديداس"!! ** ما يمر به اتحاد الكرة المصرى الآن، هو ليس مرحلة انتقالية تفصل ما بين اتحاد مستقيل، واتحاد قادم عند إجراء الانتخابات، ولكن هناك اتحاد بالفعل يمارس مهامه، ويتخذ القرارات، دون أن يظهر فى الصورة، أى أنه اتحاد خفى.. ولا تصدقوا أن المدير التنفيذى للاتحاد، الذى تولى المسئولية، يمكن أن يكون صاحب تلك القرارات المهمة جدا التى تم اتخاذها فى الفترة الماضية، ومنها التدخل فى عقد "أديداس"، ومساندة إتمامه.. وتوقيعه، رغم ما عليه من ظلال، وغموض.. أو اتخاذ القرار بحل اللجان العاملة فى اتحاد الكرة، وهو ما يعنى أنه لم يعد هناك اتحاد بالمعنى المفهوم للاتحاد، وعليه يبدو من الصعب القول بأن مثل تلك التوجهات، يمكن أن تكون من أفكار وقناعات من جاءوا لوقت عابر.. ومحدود، ولكن هناك من يحرك كل الأحداث من الكواليس، وباقتدار شديد، ولكن من يدير هو ليس شخصا واحدا، ولكنهم مجموعة من الأشخاص الرئيسيين، كل واحد فيهم يمتلك عنصرا من عناصر القوة، وسببا من أسباب التميز، وربما كان الدليل على مثل هذا المعنى، ما جرى فى واقعة كشف المستور فى رحلة منتخب مصر الأوليمبى إلى كوستاريكا.. فهى المرة الأولى تقريبا فى تاريخ مصر الكروى على الإطلاق، التى يتم فيها ترويج كل تلك الحكايات، بمثل هذه الصورة من الوضوح، وبهذا الشكل الكثيف إعلاميا، وفى نفس الوقت هى المرة الأولى تقريبا، التى يخرج فيها واحد من أعضاء الجهاز الفنى، ليطعن أو يتكلم فى حق باقى أعضاء الجهاز، ويحاول قدر ما يستطيع أن يلحق بهم الضرر، ويحكى أكبر قدر من الروايات التى تدينهم!! هذه الواقعة لا يمكن تجاهل ربطها بالتوتر والتراشق الذى شاب العلاقة بين الجهاز الفنى للمنتخب الأوليمبى، وتحديدا هانى رمزى المدير الفنى، الذى قال إنه يرفض أن يواجه المنتخب فرقا يتم جمع لاعبيها من المقاهى، وبين عمرو عفيفى راعى اتحاد الكرة، والذى يمسه هذا الكلام مباشرة، وبمجرد أن قيل الكلام على لسان هانى رمزى، إلى جانب حدوث بعض التوترات والخلافات فى رحلة كوستاريكا، بين بعض أفراد الجهاز الفنى، وأطراف على علاقة براعى الاتحاد!! واضح إذن أن عمرو عفيفى.. رجل له سطوة، وله وزن، وله تأثير، وهو قادر على تحريك الأحداث فى الاتجاه الذى يريده، مع أن الأمور لا تمضى هكذا فى أى اتحاد آخر، تتوافر فيه أبسط قواعد الاحترام فى العالم.. ولكنه سيبقى الاتحاد المصرى، الذى يدار من الكواليس دوما.. وليس ما يجرى الآن بجديد!! والسؤال: ما سر قوة عمرو عفيفى بهذه الصورة؟ كيف يتحول مجرد راع إلى مركز قوة هكذا؟ كيف يتحكم رجل ليس له منصب رسمى فى الأحداث هكذا؟ كيف امتلك هذا النفوذ دوما داخل الاتحاد ومن هو الذى يقف وراءه؟ تنتظرون الإجابة، ولكن لا تكونوا من حسنى النية، لأنها لا تأتى أبدا.. ولن تأتى!!